حبيبي

 

حين يبسم لي ,

يبدأ القلبُ في لعبةِ الخفقانِ

السريعِ ,

وحينَ يفكر بيْ ,

يحتويني الخجلْ

شعر عبدالسلام الكبسي

حبيبتي

تسكنُ الآنَ ,

روحيْ ,

وتشغل قلبيْ بأيامها ,

ثم تمرحُ طفلاً صغيراً ,

يفضل ,

 في ذكرياتيَ ,

 أن تستمر الحياةْ

شعر عبدالسلام الكبسي

عذاب القبر عبدالسلام الكبسي

 

أسطورة

عذاب القبر عند بعض المسلمين .

 

الموضوع  الذي سنتناوله هنا , ما تداوله المسلمون , بما سمي بعذاب القبر , وهو موضوع مثير , وطريف في الآن معاً , لأنه خرافة محضة , أحدث عائقاً في العقل الإسلامي , بالإرهاب , وكان وسيلة قمعية مفيدة للمستبدين في غير عصر , إلى حين .

هذا , قولنا . فماذا يقول القرآن .

يؤكد القرآن الكريم هنا ,

 أن الميتَ , لا يشعر بالزمان , حتى لو لبث مليارات السنين , فالزمان هنا, نسبي , بالمفهوم المعاصر , وأن لا وجود لما يسمونه افتراءً بعذاب القبر , ذلك , مايمكن أن يكون واضحاً , لأي قارئ للقرآن , من خلال الآيات الآتية :

 

وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (45) – سورة يونس .

يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102) يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا (104)- سورة طه .

قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113) قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (114) – المؤمنون .

يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا (52) – الإسراء .

وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (56) – الروم .

وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (45) – يونس .

وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (34) فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35) – الاحقاف .

يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46) – النازعات .

القرآن الكريم يؤكد بما لامجال معه للشك والجدال مطلقاً , بأن العذاب لن يتم إلا بعد الحساب , ذلك , ما تقوله الآيات التالية , بما لا حاجة بنا للتعليق , فتأمل :

يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6) – المجادلة .

زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (7) – التغابن .

 كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)- آل عمران .

وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً، اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (الإسراء:13)

وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً (الكهف:49)

، وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً (الكهف:47)

وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (الأنبياء:47)

وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ (الحج:7)

يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (النور:24)

يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (غافر:16)

الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (غافر:17)

حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (فصلت:20)

وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (الجاثية:28)

يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ (ق:30)

وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ، أَوَ آبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ، قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ (الواقعة:47)

اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ (الحديد:20)

يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (المجادلة:6)

لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (الممتحنة:3)

زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (التغابن:7)

يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ، وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيه، وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ، وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ (المعارج:11)

يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً … يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً (النبأ:38)

فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ، يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ، وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ، وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (عبس:33)

وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً، وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى، يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي، فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ، وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (الفجر:22)

يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ، فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ (الزلزلة:6)

 

ولمن يحتج بالآيات التالية , كدليل على ما سمي ” بعذاب القبر ” , نقول , أنه , لم يقرأها جيداً , فتأملوا , التقديم والتأخير , في الآيات , والإلتفات , وهما أسلوبان في القرآن الكريم , حيث يقول :

وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ (47) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48) – غافر .

فالتقديم , والتأخير فيما سبق , واضح :

وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا .

والإلتفات ,وهو اسلوب قرآني , يبدأ بقوله تعالى , من الآية نفسها :

وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) .

على عكسٍ من الآيات التالية , فالعرض هنا , بمعنى المشاهدة , والتي لن تتم مع ذلك , إلا يوم القيامة .

وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ (44)وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ (45) – سورة الشورى .

وعليه , كخلاصات , فإن عذاب القبر , لاصحة له , ولا وجود يذكر إلا في أذهان من يريد للمسلمين الإرهاب , ويريد للإسلام بحسن نية , نفترض ذلك , التشويه , بحجب الحقيقة , حتى جُعل ذلك , مرمى سهام اقوام , مازالوا ’ لاينامون , ولن يرتاح لهم بال حتى يحجموا الإسلام , من خلال أولاً , التخلف الذي يعيشه المسلمون , وعبر مايحملونه ثانياً , من أساطير تتناقض , والقرآن الكريم , كحقيقة تعلو , ولا يعلى عليها .

مصر النيل هي عاد وثمود د. عبدالسلام الكبسي

حتى تستيقظ الآثار من سباتها بأحقاف اليمن ,

وأحقاف الحجاز مع الأردن ,

مصر وادي النيل , هي عاد , وثمود , وفرعون ذو الأوتاد .

 

تشير سورةُ الفجر جملةً واحدةً , بجلاء , ودقة إلى مصر وادي النيل , من خلال : ” عاد ” , و” ثمود  ” , و ” فرعون ذي الأوتاد ”  , حيث الأهرامات , وما إلى ذلك مما عبر عنه القرآن بعاد إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) – الفجر , مكية ., لا فرعون موسى الذي أدركه الغرق , على اعتبار أن هذا الأخير ليس هو المقصود بذي الأوتاد .

فالآرام هي القبور ,وقد وصفها القرآن بأنها عظيمة ذات عماد , وكانت حضارة فرعون وادي النيل جنائزية بآمتياز , وينطبق عليها ما قيل بعاد ,و في ثمود , من أنهم جابوا الصخر بالوادِ , أي قطعوه , والمجوب حسب ابن سيده , في المخصص ,وغيره , معروف , وهو الحديدة التي يستعملها الحدادون , غليظة الرأس , والجوب هو القطع , من قولك جبتُ الشيْ , أي خرقته , وقطعته , بمقاييس دقيقة .

وللمزيد من التأكيد بالتوضيح , نقرأ :

 كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135) قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ (136)- الشعراء .

فالريع هنا , ولدى ابن سكيت , ما ارتفع من الأرض , من قوله : أتبنون بكل ريع آيةً تعبثون , كالجبل وغيره . وأما المصانع , فبمعنى البناء , أو مآخذ الماء   ( بما يعنيه علماء الآثار بالحضارة الحدائقية القديمة , و طراز الحدائق في حضارة الفراعنة يغلب عليه عنصر الماء , والذي يمثل عندهم نهر الحياة , وقد عرفتها من بعد المصريين حضارات مختلفة ,كالآشورية والإغريقية , وغيرها – انظر الجوجل ) . وجملة : لعلكم تخلدون , تقودنا إلى فلسفة الخلود من بنائهم لها , علاوةً على القوة ,في الأجساد , والمال , والعلم  :” وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69) الأعراف .

وبالنسبة للأحقاف فهي لدى لسان العرب , جمع حقف , من الرمل المعوج , والحقف أصل الرمل , وأصل الجبل , وأصل الحائط :وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21) – الأحقاف .

 

ثمود صالح :

والمتأمل في الآيات القرآنية , بمطابقتها بالواقع المشاهد اليوم , لن يتردد في إحالة دلالة , واتجاه الآيات نفسها , إلى مصر وادي النيل , فمن غيرهم , جابوا الصخر بالواد , ومن دونهم وصف بالحجر , وبنحت الجبال بيوتاً فارهين , واتخذ من سهولها قصوراً :

” 1″

وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) – الفجر .

وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80) وَآَتَيْنَاهُمْ آَيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (81) وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آَمِنِينَ (82) – الحجر .

“2”

كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145) أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آَمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149) – الشعراء .

“3”

وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74) – الأعراف .

عاد خلفاء من بعد نوح , وثمود من بعد عاد :

وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) – الفجر .

وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69) الأعراف .

 وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74) – الأعراف .

وعلى اعتبار أن نوح يمثل الحضارة الآشورية بالعراقين , ومصر تمثل الحضارة بعدها : عاد .

وربما كان المفسرون قد فهموا قوله تعالى على لسان فرعون : وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38) – القصص  , على أن الصرح هو الأهرامات , بينما دلالة الصرح في القرآن الكريم , لا تؤدي إلى الأهرامات من حيث الغرض من البناء بالوظيفة , فثمة فرق بين فرعون مستبد يريد أن يلهي الناس عن موسى بالطلوع حسب زعمه , لمواجهة إله موسى في السماء , وبين فرعون الأوتاد ( الأهرامات ) بمصر وادي النيل , كثقافة وحضارة .

وربما أيضاً , ساقتهم الآية التالية , من سورة طه , بخصوص صلب السحرة :

” فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70) قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) ” , إلى تفسير ذي الأوتاد ربطاً , بفرعون موسى , بما تعنيه الأوتاد على وجه الصلب , من قيود , أو مسامير لتثبيت المصلوبين على الجذوع من النخل والخشب وغيرهما , وهو ربط معقول إلى حد ما , وإن كان سطحياً , من حيث , أن ربط الأوتاد تفسيراً , بالجبال , هو الأصوب , وهذا رأينا , رغم كل ما قد قيل في هذا الموضوع قديماً وحديثاً , يقول القرآن الكريم : وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) – النبأ .

وقد تكرر بالقرآن الكريم وصف فرعون ذي الأوتاد مرتين , الأولى بسورة الفجر : وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) – الفجر , والمرة الثانية بسورة ص : كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ (13) – ص , بربطه من جيث المجيء , مباشرة بعاد , كما حصل في الفجر : ” أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)- الفجر , مكية .

وحتى تظهر البحوث بالآثار , وتستيقظ عاد المفسرين , وثمودهم من سبات نومها الطويل باليمن ,ومابين المدينة والأردن , فقد شاهدتُ بنفسي الأهرامات , وتلمستها , وتأملت فيها , فوجدتها , وسيوافقني غيري , بالملايين , من أنها كانت تبدو لي في كل مرة , كالجبال الموتدة بالأرض , ولكم تساءلت من أين أحضر هؤلاء الفراعنة ؟, كل هذه الأحجار , ولماذا وتدوها أهرامات هنا ؟, على هذا الوادي من الرمل , ولماذا كل هذه الأحجام الهائلة من القبور ؟. ولكم تبادر إلى ذهني :” إرم ” كمادة دينية ,للمصريين بوادي النيل , وهي في الأعم الأغلب , جنائزية الطابع , وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ” , ” وفرعون ذي الأوتاد ” , دون غيرها .

انجازات الأنبياء د. عبدالسلام الكبسي

إنجازات الأنبياء :

إنجاز محمد بن عبدالله صلوات الله عليهما

تمثل في إلغاء العبودية رقاً ,وعلى نحو حاسم وقطعي , بالإضافة إلى التوحيد ,وأشياء أخر.

.

لم تكن مهمة الأنبياء الدعوة إلى التوحيد بنفي الشرك ودحض الكفر , وإبلاغ الأحكام والشرائع المجملة من الله إلى البشرية , ومن ثَمَّ تفصيلها حسب الوحي من لدن الحكيم العليم .

, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعدالة والمساواة , والحرية , وما إلى ذلك , مما لا مجال هنا لإحصائه وذكره كله , وحسب ْ, وإنما , وهو مانرمي إليه , بملاحظتنا هذه , وهو مهم , إنقاذ البشرية بالعمل على نقلهم من حالة الجمود والمآزق , والعوائق , إلى عكس ذلك , من الحلول , والتحولات المفصلية حضارياً  , في كل أدوار التاريخ الإنساني منذ آدم عليه السلام , كأول نبي , ورسول تلقى الأحكام : ” … ” حتى  محمد عليه الصلاة والسلام , كخاتم للأنبياء والمرسلين . وبمحمد ينقطع , من بعده , التواصل بين السماء والأرض من الوحي , ويبدأ معه , دورُ العلماء كورثةٍ للأنبياء , وقد رفعهم الله درجات من عنده , ولدى الناس , بقوله : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11) – المجادلة ., وبقوله تعالى  , على وجه التوجيه , والتأييد : “فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) – النحل . , وقوله تعالى بصفتهم الباحثين عن الخقيقة , ولذلك كانت خشيتهم من الله , أقوى يقيناً , بالتجربة والعلم , لا بالنقل , والتوريث تقليداً : إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) – فاطر  , صدق الله العظيم .

ودعاهم , ومنهم من صدق دعوته , للبحث مثلاً : ” قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) – العنكبوت .

كما دعاهم , في مواضع مختلفة , ومنها , التالي , للتأمل : ”  أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) – الغاشية .

فذهب العلماء , ومازالوا , كلَّ مذهب بالبحث , واكتشفوا الله , من خلال عملهم بالأسباب , فغاصوا في قيعان البحار , وصعدوا متجاوزين الأقطار , أو كادوا , على براق العلم , لا براق الخرافات , ومازال منهم , من يواصل المشوار هنا , وهناك , وفي غير مجال يفيد البشرية , وينير لها الطريق .

نقول ذلك , بالعودة إلى موضوعة التحولات التي ساهم في صنعها الأنبياء , بالوحي , وعلى وجه الإبتداء والحصر , فهذا آدم (ع) سيكتشف النار , ويعمل على نقل البشرية من وضعية العُري , إلى اللباس بستر العورة والبدن معاً , وما إلى ذلك من الدفاء , واتخاذ الكهوف مساكن , في الجبال : فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) – طه .

” فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22)- الأعراف .

وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (80) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81) – الأنعام .

 

علاوةً على اللغة ,بما يعنيه ذلك , من عقل , وكلام , وتوصيف , بتسمية الأشياء بمسمياتها , إضافةً , إلى الأحكام : وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)  وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) – البقرة .

 

وأما  نوح (ع) , فقد فتح للبشرية أفق ارتياد الماء بسفينته , فآرتادوا , من بعده , وعلى منواله الأنهار والمحيطات حتى صارت أساطيلاً لدى الفينيقيين  , وأصبحت , من بعد , حاملات للطائرات , وتجوب كجزرٍ متنقلة , البحار : ” وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آَيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15) – القمر .

فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (15)- العنكبوت .

علاوةً على الشرائع , فقد بدأت بنوحٍ عليه السلام : شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13) – الشورى .

 

وهذا ابراهيم (ع) , سيعلم الإنسانيةَ المنطقَ بالعقلِ , ويثمر ذلك , مع الأيام , من بعد , حتى سقراط , وديكارت , ونتشه , علاوةً على التجريب لدى بيكون :

 

” 1″

وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) – الأنعام .

“2”

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) – البقرة

” 3″

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) – البقرة .

وهذا يوسف (ع) , فيما يتعلق بالتخزين , تخزين الغذاء , بإنقاذه الملايين من البشر الذين كانوا من قبل , يموتون في المجاعات , مابين عصر , جيل , وعصر , وجيل , وآخر  :

” 1 “

” يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49) – يوسف .

” 2″

” وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) – يوسف .

 

وبشأن داوود (ع) , فقد علمه :صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80) – الأنبياء . أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11) – سبأ.

ومن بعده سليمان (ع), فقد أسال له عين القطر , وألهمه بناء السدود , علاوةً على العمل بالأسباب ” السببية ” :

“1”

 “وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14) – سبأ.

“2”

قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) – الكهف .

 

“3”

إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) – الكهف .

إلى آخر , ما جاء في القرآن الكريم عنهم , وعن غيرهم  ممن ذكرنا من الأنبياء , وما تحقق على أيديهم وحياً إلهياً , ومازال العلم محتاراً , يبحث في الآثار , عمن كان الأول , والأولى بالتحولات الحضارية .

وما أدراك ما العقبة :

وأما سيدنا محمد (ص) , وهو موضوعنا الآن , والغرض , من إنشاء هذه الورقة البحثية , في إطار التأملات , عبر آلية تفسير القرآن بالقرآن الكريم نفسه , وفي ضوء ما توفر لنا من معلومات , ورؤية , أثناء حديثنا عن الرِّق ( العبودية ) في الإسلام  , ولقد , قبل الدخول في ذلك , آتى الله سبحانه وتعالى القرآن لمحمد على صعيد الإعجاز كمعجزة , بما يعنيه من كونية , وشمول , ففيه مقاليد العلم , لو تأملنا بالتدبر في آياته , فالنسبية مثلاً ,قائمة , بسورة أهل الكهف , بقصتهم : وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا (16) وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18) وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20)

وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21) سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22) وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24) وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26) وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27) – الكهف .

أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259) – البقرة .

علاوةً على العشرات من آيات اللبث في الموت , مع تطاول الزمان , بالمليارات من السنين , بما لايمكن معه الإحساس بالزمن , أو الوعي به , فهو نسبي بآمتياز :

وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (56) – الروم .

وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) – الحج .

علاوةً على أن القرآن كان قد أشار إلى الزمن الجيولوجي :

إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) – الأعراف .

وإلى تجاوز الأقطار عبر الآلة الفضائية , أو ما عبر عنه بالسلطان : “يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34) – الرحمن .

ولأن القرآن الكريم , حقيقة , ووحي , بما يعنيه من كتاب للوجود , فقد , في هذا السياق ,أشار إلى استحالة التجاوز اللامحدود , بالتأكيد على محدودية التجاوز فقط , بقوله : يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ (35) – الرحمن .

علاوةً على تأكيده هنا , على أن الإنسان سيحاول التجاوز , وبما عناه العلماء الفيزيائيين , بالسنة الضوئية حساباً , وبآختراق حاجز الضوء , وهو امر محالٌ على الإنسان , حتى وإن كان قد آخترق حاجز الصوت .

إضافة إلى أشياء , وأشياء , قدمها القرآن للناس كافة , كمفاتيح لحل أسرار الكون , وما أمكن غدراجه ضمن علم التوافقات القرآنية بالعلم الحديث , لا الغعجاز العلمي بالقرآن الكريم , كتسمية مرفوضة منهجياً , لأنها تصادر حق الآخرين بموضوعة السبق , وما شابه ذلك .

نعم هناك , سبق , ولكنه ليس محكاً للإمتياز , بقدر ماللبحث الطويل بالتأمل والتجربة , وهو ما دعانا القرآن الكريم إليه , ولم نفعل .

كما أن المحك , هو هذه القدرة على منح الإنسانية الكثير من الأفكار , والمفاتيح , وما كان , وسيظل سبيل القرآن الكريم إلى الحياة .

نعود إلى الأساس من رسالة محمد عليه الصلاة والسلام , وبغير ماسبق , ومالم نذكره هنا , وقد ضربنا مثلاً بهِ وحسب , داعين القارئ الكريم , إلى ان يقيس على ذلك , فالعلم , كما قال علي عليه السلام : ” وانح هذا النحو ” , لأبي الأسود الدؤلي , كآلية بالقياس والإستنباط للتحصيل .

نعود لنقولَ , أن سيدنا محمد (ص) كان قد قدم برسالته الخاتمة  إنجازاً إنسانياً بما تحمله دعوته في مجملها بعد توحيد الله , على صعيد الرَّق والعبودية , بإلغائه والتشطيب عليه تماماً , وإلى الابد , وبما كان يتضمنه , من جاهلية: ” أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)- النور .” ’ ”  إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (26) الفتح , مدنية .

, بنظام الإخوة في الإيمان : ” إنما المؤمنون إخوة – الحجرات .

وما بين قوله تعالى , في بداية الدعوة القرآنية بمكة : ”  فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) – البلد , مكية .

وبين قوله تعالى , وقد نضجت الدعوة القرآنية نفسها على صعيد الواقع الحي : وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (33) – النور , مدنية ,

يكون القرآن الكريم قد تدرج عملياً , في إلغاء العبودية رقاً , إلى الأبد , لا لأنها تتصادم مع مبادئ الإسلام , كالعدالة فحسب , كما في قوله تعالى :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) – البقرة , مدنية .

, وفي قوله , على سبيل المساواة بالعدل :

وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45) – المائدة .

وفي قوله تعالى :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) – المائدة .

وفي قوله تعالى :

وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) – الأنعام .

وقوله سبحانه وتعالى :

وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى – فاطر .

وفي قوله تعالى على وجه الحرية , ووجوه أخرى  :

” 1″

لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) – البقرة .

” 2 “

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) – النحل .

وما إلى ذلك مما يندرج تحت مبادئ العدالة والحرية والمساواة , في السور , ومن الآيات , بالقرآن الكريم  , وإنما , بشأن العبودية رقاً , لأن الإسلام كان بصدد , بعد التوحيد والشريعة بالأحكام في التنزيل وعند التأويل , إلغاء العبودية , كأهم منجز تاريخي للإنسانية , فالعبد بنظر الإسلام , هو من لا يجتب الطاغوت :

قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16) وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18) – الزمر , مكية .

ومن العدل, فإن الله لا يظلم العبيد:

وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (182) – آل عمران , مدنية .

وقد تدرج عبر ما يمكن أن تفصح عنه الآيات كالشمس , فيما لا حاجة بنا للتوضيح :

  1. 1.    وما أدراك , مالعقبة , فك رقبة , بتسخير مال خديجة عليها السلام , في شراء العبيد بمكة , ممن أسلم , من أوليائهم من المشركين , كبلال , وعمار , وصهيب , وغيرهم .
  2. وفي تزويج  زينب عليها السلام بزيد بن حارثة , وقد كان عبداً , حتى طلقها : ” فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37) – الأحزاب .
  3. وفي مؤاخاته بين المهاجرين  والمهاجرين والأنصار والمهاجرين في الآن نفسه بالمدينة , كبلال وعبيد بن الحارث , وحمزة وزيد بن حارثة .
  4. وفي إطلاق الأسرى في ضوء قوله تعالى :
  5. فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4) – محمد , مدنية .
  6. وفي مكة , من خلال موقف خالد لرسول الله (ص) : اذهبوا , فانتم الطلقاء .
  7. وعلى وجوه العموم , ففي الكثير من سور القرآن  ,كلما سنحت فرصة لتحرير العبيد :

” ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن ..” , “.. إن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ..” , “.. نهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتا ..” , “.. ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك  ..” , “.. من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به  ..” , “.. قبة (11) وما أدراك ما العقبة (12) فك رقبة (13) أو إطعام في يوم ذي مسغبة (14 ..” .

  1. وفي غير ذلك , من صور العبودية رقاً , كان القرآن الكريم لكل عبودية بالمرصاد , كوأد البنات  : ” وإذا الموؤودة سئلت (8) بأي ذنب قتلت (9) – التكوير .

, وفي إدانته لمن يتحسس بالعار : ” وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59) – النحل .

, وفي منح المرأة حقها في الميراث , والمهر , والرضاعة , والدية , وفي اختيار شريكها , وما إلى ذلك ,لايسع المقام هنا, لذكره كله , مما كان رقاً , وعبودية في الجاهلية .

وفي مساواتها بالرجل كمؤمنة في الخطاب القرآني :

” 1 “

”  إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) – الأحزاب , مدنية .

” 2″

وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (25)– الفتح , مدنية .

  1. وعلى الصعيد الكوني العام , فالناس سواسية , إذ لاعنصرية : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) – النساء .

, أو كما قال النبي (ص) : الناس سواسية , كأسنان المشط .. , وكما قرر الإمام علي (ع) بالنسبة للآخر من غير المسلمين : ” إنما هو نظير لك في الخَلقِ , أو الخُلقِ ” ,وما أسسه عليه السلام من أحكام القتال بين المسلمين في ضوء القرآن الكريم , وهو يقاتل على تأويله , كما قاتل من قبل , مع النبي (ص) على تنزيله , بقوله لهم : ” أينكح أحدكم أمه ” بعد معركة الجمل , ومابعد الجمل , وإلى ان توفاه الله شهيداً , بقوله ” لا تمثلوا به , إنما هي ضربة بضربة ” . أو كما رأى عمر بن الخطاب (رض) : ” متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ”  , وغيره .

 

الخلاصة :

بدأ الإسلام ,باعتباره ككل يمثل الحرية , بالنسبة للعبودية رقاً , اول ما بدأ , بالدعوة لتحرير العبيد مطلقاً , بقوله :

”  فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) – البلد , مكية .

كنص حاسم , وقطعي , وتوجه دائم لإلغاء الرِّق , وقد نجح متدرجاً , لواقعيته ,كما رأينا ,  حتى اكتمل بقوله : اليوم أكملت لكم دينكم .. ” , وتوفي على إثرها النبي (ص) , وبدأ عصر الخلافة , الذي سيلغي الشورى أولاً , بالخلافة محاصصة مع غير قريش , ويحصرها  بقريش , وبذلك , ألغي مبدأ الشورى في الإسلام : وأمرهم شورى بينهم ” صدق الله العظيم , فترتب عن ذلك , الحرب الأولى تحت راية الردة بمنع الزكاة ,وبسبي ذراري من قاتلهم أبوبكر (رض) ,بالسيف المسلول خالد بن الوليد .وبمنع فاطمة الزهراء ثانياً , من حقها في” فدك ” , كعودة بالتدريج إلى الجاهلية , وبإدلاء الخلافة إلى عمر ثالثاً , عبر الوصاية , وبضربها في ستة من بعد عمر , ليخرج بها عثمان بن عفان (رض) , ويبدأ من جديد , وبصوت مرتفع , عصر العصبية الجاهلية ,بكل ماتعنيه الكلمة من معنى , وبدلاً من أن يتجه الإسلام نحو فك الرقاب , وتحرير العالم , والدعوة إلى مبادئه في الحرية والعدالة والمساواة  , يتجه نحو إثارة العصبيات , وتمجيد الإقطاع , والفتوحات من أجل الثراء والمال , والملك والسلطان , وببني أمية , ومن بعدهم بني العباس , وإلى الإمتداد , يزدهر الإستبداد , وتتجلى شمس العبودية بالرق , وتفتح الأبواب لعصور من ألف ليلة وليلة ,ويبدأ الفقهاء سواء الذين كانوا في السلطة وللسلطة , أو الذين على المنابر وفي محاريب الجوامع , في التنظير من جديد , لملك اليمين , وما أدراك ما ملك اليمين .

منهجية تفسيرنا للقرآن د. عبدالسلام الكبسي

ننطلق في تفسيرنا للقرآن الكريم أولاً ,

من منهجيته المصرح عنها بالقرآن نفسه, عبر الآيتين الآتيتين  : “

 

مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ – الأنعام .

وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ – النحل .

صدق الله العظيم .

فالقرآن يفسر بعضه بعضاً , وأنه يقوم على المجاز , بما كان قد عبر القرآن به ,عن نفسه , بالمتشابه من المحكم :

” هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)- آل عمران .فالمحكم , مثل قوله تعالى :وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ (20) – محمد .

وأما المتشابه منه , فما كان حمّال أوجه تقول لهم , ويقولوا لك , على حد تعبير الإمام علي كرم الله وجهه , في وصيته لعبدالله بن عباس كأن يحتج من يحتج بقوله تعالى : وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) ,للخروج على الحاكم الظالم , فيرد عليه , بقوله تعالى : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ .. “,أو بسبب دخول المجاز تارةً ,عليه ,كأن يقول الله : إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77) , صدق الله العظيم , أو بسبب , ما يمكن أن يظن في الظاهر أنه تعارض , وتناقض ,حتى يصدق القرآن بعضه بعضاً , فلايختلف , ولا يتناقض , .. إلخ إلخ .والذي قبل الدخول في موضوعات قرآنية , اختلف المفسرون , في تفسيرها , أو تأويلها , بحسب , ماتوفر لكل منهم , مابين زمن , وآخر ,من معارف , وعلوم , وإمكانات منهجية , فمنهم من ذهب إلى الإسرائيليات , ومنهم من تقصد الإخباريات , ومنهم , من استنبط , وقاس , وقارن , ومنهم , غير ذلك , مثلما هو حاصل هذه الأيام , في تفسير القرآن من خلال توافقه مع العلم الحديث , أو ماسمي بالإعجاز العلمي في القرآن  الكريم , وهي , كلها , تصب , في نهاية المطاف , في خدمة المسلم لفهم النص القرآني , علاوةً على الحقيقة , هذه الأخيرة , هي غايتنا , وهي مانحرص عليه , عبر سلسلة من التفسيرات الموجزة , غذ لا فائدة , ولا طائل يرجى من الإكثار , بالحشو , أو التكرار , خصوصاً , والنصوص القرآنية في أغلبها بينة , كالدليل , وواضحة كالشمس .

 

ابنتي

تتفتحُ نحويْ
كزهرةِ ليمونِ فوّاحةً بالحنينْ
كالأمانيْ تُهَدْهِدُنِيْ ,
تصطفينيْ صديقاً,
وتلثغُ بآسميْ
كعصفورةٍ في الجُوَارِ مِنْ القلبِ ,
يا للحبيبةِ ,
مَنْ دلها نقطةَ الضعفِ مِنَّيْ
فقد قيدتني كعبدٍ ,
أراها أماميَ تكبرُ جذلى  ,
وعما قريبٍ ,
ستصبحُ أُمَاً رؤومْ
شعر عبدالسلام الكبسي

هَجْرٌ

نادراً ,
ما يوافقني القلبُ في هجرها ,
بالتشاغلِ عنها ,
وقد ذهبَ العمرُ إلا القليلَ ,
ومازال قلبي ,
يثورُ ,
كطفلٍ صغيرْ
شعر عبدالسلام الكبسي

أقوال عبدالسلام الكبسي , الجزء السادس

رداً على من يقول أن الحوثيين نشأوا على الرصاص

نشأت الحوثية على الشعار المعروف الذي لا يعجب السلفيين , ولا الوهابيين , ولا الإصلاح , ولا بيت الأحمر , ولا أمريكا , ولا اليهود , وناضلوا سلميا بالشعار , حتى داهمهم علي صالح ومن إليه بالدبابات والطائرات والمطاوعة , وأمثالك من المدلسين , وكان ما كان , انتصروا , واستقووا بمشروعهم القرآني والتحاقهم بالثورة, ومن قبل مجابهتهم لطغيان الجار النبطي , وهاهم يزدادون قوة لثبات مواقفهم إذ لم يحصنوا القتله , فما كان ممن حصن القتله إلا فتح جبهات حربية من قوات المطاوعة والوهابيين والطارئين على تاريخنا اليمني للقضاء على آخر نبض وطني صميم , ولكن , هيهات ..فالله معهم , لقد ازداد إعجابي بهم كغيري ,فآفهم .

 

” 57 “

تعليقات لا أريد لها أن تضيع

على تعليقات ستضيع لمجموعة من الأصدقاء

تتقول على الحوثيين بالباطل

 

الحوثيون ينتشرون في اليمن كما النار في شجر القتاد , لماذا ؟ لأنهم أصحاب مواقف , لم يحصنوا الطغاة , ويواصلون العمل الثوري حتى النهاية , ولا نهاية عندهم حتى يسود الرخاء والسلام كل اليمن , وليست المسألة اليوم بالنسبة لهم ” ظالم و مظلوم ” المسألة اليوم , مسألة وطن , إما أن يكون حراً , أو عبداً على الدوام بارتهانه للخارج , وتعثره مذبوحاً على وردة دمه على صعيد الداخل بسبب سياسات الدموع والإنبطاح , والتخلف الجديد على يد الوهابيين الجدد .دلا , دلا , يا أكرم صالح و يا صالح ابوعسر , أي دولة , وأي يد من حديد , كلنا يعرف أن لا دولة ولا هم يحزنون , دولة ذرف الدموع والكناس والشحت والإرتهان للخارج , دولة مازال الأغبياء هم الوزراء , ومازال الأوصياء هم قراء الطوالع والعوابلة واللحى والوهابيون , وأنصاف الثوار والمنافقون , ومازال الفقر يسحق الناس في بيوتهم , وقد سقط كل شيء ولم يعد ثمة طعم للوظائف والمناصب والحياة بشكل عام باليمن . أين تعيشون , بالله عليكم , وبأي العقول تفكرون , بالإستبداد , وبلغة الإستبداد , إن ذلك , للأسف من شؤون العبيد .

 

” 58 “

يمثل الإمام علي كرم الله وجهه بالنسبة للمسلمين على مختلف الدهور , وتنوع العصور , سيف الله , وباب مدينة علم رسول الله ,له اجتهادات تاريخية انسانية , فهو مؤسس علم الكلام , وهو مؤسس علم النحو , وهو بقية الوحي بما طرحه من اجتهادات كحد شارب الخمر , إذ لم يرد حد بالقرآن الكريم , رحمة من الله , فقد تركه لتقدير القضاء بما نهى عنه . وهو سيد البلغاء والمتكلمين في نهج البلاغة , وباعتقادي أن من لم يقرأ النهج , فقد حرم من ماء الكلام , علاوة على مافيه من الصياغات النهائية التي نتمثلها على الدوام , وأقصد بذلك الحكم الموجزة .كانت آخر كلماته : ” فزت ورب الكعبة ” . ضرب أمثلة عليا في السيرة والسلوك , وأسس للعدالة , والمساواة والحرية . في هذا السياق أحيي عباس العقاد في عبقرية علي , وجورج جرداق في ” علي صوت العدالة الإنسانية ” , وابن أبي الحديد شارح النهج , والشريف الرضي جامعه .

 

” 59 “

جمعة الوفاء للجنوب

 

بجمعة الوفاء للجنوب ,

نجح اليمنيون في إعادة الإعتبار للوحدة الوطنية ,

فآرحل , يا فخامة الرئيس ,

فقد أصبحت حجر عثرة في طريق الشعب

الذي يريد استرداد كرامته , والشعور بعزته , لأنه جديرٌ بالحرية .

 

” 60 “

 

نداءٌ عاجل

 

أهيب بطلابي في جامعتي :عمران و صنعاء بالذات , الذين لم يلتحقوا بالثورة بعد , أن يلتحقوا بها , وأن يرابطوا و يصبروا و يصابروا مع زملائهم ورفاقهم وإخوانهم في كل ميادين الحرية , من أجل إسقاط نظام علي عبدالله صالح . وأبشرهم أن دولاب الزمن دار بإتجاه المستقبل , فذروا الصمت , وآسعوا بالثورة نحو الحرية .

( 20 ابريل 2011 ).

 

“61 “

نحن بصدد ” ثورة ” من أجل مستقبل اليمن ضد نظام عنصري بغيض ,, لايحكم بل يقتل .وأنا ,كما تعرف , فقد راهنت بمستقبلي كدكتور و كرئيس مؤسسة , وكشخص على الثورة , فقدر هذه التضحيات . ومثلما وقفت أنا مع الوحدة دون كل المثقفين وحسب الموقف لكل الكباسية في 1994 وقت كان الرئيس مع الشعب , ها أنذا أقف مع الشعب ضد الرئيس لأن هذا الأخير لم يعد مع الشعب بل ضده . فآفهم .

 

‏21 أبريل، 2011‏، الساعة ‏08:26 مساءً‏ · أعجبني ·

 

” 62 “

ليس هذا هو الإسلام

ومن يروج لها يؤسس للإستبداد

ويشرع للقتل

 

الأحاديث التالية موضوعة على الرسول ( ص ), لأنها تتصادم وروح الإسلام في مسألة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر . يقول الله تعالى : ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالعروف و ينهون عن المنكر ” , ويقول الله تعالى ناقداً بني اسرائيل : ” كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه ” , ويقول الله تعالى ” كُنتُم خَير أُمةٍ أخرجَت لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَتَنَهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِاللهِ ” , ويقول الله تعالى : ” المُؤمِنُونَ وَالمُؤمنَاتُ بَعضُهم أولياءُ بَعضٍ يَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَيَنَهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَلاةَ وَيُؤتُونَ الزكاةَ وَيُطيعُونَ اللهَ وَرَسُولهُ أُولَئِكَ سَيرحمُهُمُ اللهُ إنَّ اللهَ عَزِيزُ حَكِيمُ” , ويقول الله تعالى ” التَّائِبُونَ العَابِدُونَ الحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بالمعروف وَالنَّاهُونَ عنِ المُنكَرِ وَالحَافِظُونَ لحُدُودِ اللهِ وَبَشِرِ المُؤمِنِينَ ” ويقول الله تعالى ” التَّائِبُونَ العَابِدُونَ الحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بالمعروف وَالنَّاهُونَ عنِ المُنكَرِ وَالحَافِظُونَ لحُدُودِ اللهِ وَبَشِرِ المُؤمِنِينَ “.

ويقول الله تعالى ” المُنَافِقُونَ وَالمُنافِقاتُ بَعضُهُم مِن بَعضٍ يَأمُرُونَ بِالمُنكَرِ وَيَنَهَونَ عَن المَعرُوفِ وَيَقبِضُونَ أيدِيَهُم نَسُوا اللهَ فَنَسِيهُم إنَّ المُنافِقِينَ هُمُ الفَاسِقُونَ ” .

ويقول الله تعالى ” لَيسُوا سَواءً من أهلِ الكتَابِ أُمةُ قَائِمةُ يَتلُونَ آياتِ اللهِ آناء الليلِ وَهُم يَسجُدُونَ , يُؤمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوم الآخِرِ وَيَأمرونَ بِالمعرُوفِ وَيَنهونَ عَن المُنكَر وَيُسَارِعُونَ في الخَيراتِ وَأولئِكَ منَ الصَّالِحُينَ “.

ويقول الله تعالى : ” كُنتُم خَيرَ أُمةٍ أُخَرِجَت للِنَّاسِ تَأمرونَ بِالمَعرُف وتَنهُونَ عنِ المُنكرِ وَتُؤمِنُونَ بِالله “.

ويقول تعالى ” الَّذيِنَ إن مَّكَّناهُم في الأرضِ أقَامُوا الصَّلاةَ وأتُوا الزَّكاةَ وأمرُوا بِالمعُروفِ وَنَهَوا عَنِ المُنكَر وَلله عَاقِبَةُ الأُمورِ “.

ويقول تعالى ” وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَنِ يِنَصُرُهُ إنَّ اللهَ لَقَوىُّ عَزيزُ (40) الَّذيِنَ إن مَّكَّناهُم في الأَرضِ أقَامُوا الّصلاةَ وأتُوا الزكاةَ وَأمَرُوا بِالمعرُوفِ ونَهَوا عَنِ المُنكَرِ وللهِ عَاقِبةُ الأمُورِ “.

ويقول تعالى ” لاّ خَيرَ في كَثِيِرٍ مِنّ نَّجوَاهُم إلاّ مَن أمَرَ بِصَدَقَةٍ أو مَعروفٍ أو إصلاحِ بَينَ النَّاس وَمَن يَفعَل ذَلكَ ابتِغَاءَ مَرضَاتِ اللهِ فَسَوفَ نُؤتِيهِ أَجراً عَظِيماً ” .صدق الله العظيم .

الى آخر الآيات . والذي يروج لهذه الأحاديث ، إنما يؤسس للإستبداد , وللقتل , علاوة أنه يشوه الإسلام ,ويعمل على أن يقول الآخرون أنه دين العبودية , بينما الإسلام دين الحرية , والحياة , والحق , والعدالة , والمساوة .وقد وضعها من وضعها لكي يبرر ليزيد بن معاوية , ولمعاوية من قبل , قتله لأهل بيت رسول الله ( ص ) , في كربلاء .

 

الأحاديث :

 

” جَاءَ فِي الصحيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئاً فَلْيَصْبِرْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ عَنِ السُّلْطَانِ شِبْراً مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً)).

وَجَاءَ فِي (صَحِيحِ مُسْلِمٍ) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((عَلَيْكَ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ)).

وَجَاءَ فِي مُسْلِمٍ أَيْضاً مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ خَلَعَ يَداً مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً)). أَيْ: مَاتَ عَلَى ضَلالَةِ الْجَاهِلِيَّةِ، الَّذِينَ لا يَدْخُلُونَ تَحْتَ طَاعَةِ أَمِيرٍ، وَيَرَوْنَ ذَلِكَ عَيْباً وَنَقْصاً فِي سِيَادَتِهِمْ. وَالأَحَادِيثُ فِي الْبَابِ كَثِيرَةٌ.

– عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي ، كأن رأسه زبيبة )) أخرجه البخاري في كتاب الأحكام (7142) .

4- عن أسيد بن حضير (( أن رجلاً من الأنصار خلا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ألا تستعملني كما استعملت فلانا؟ فقال : إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض )) أخرجه البخاري (3792،7057) ومسلم في كتاب الإمارة (1845) .

5-وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( يكون بعدي أئمة لايهتدون بهداي ،ولايستنون بسنتي ،وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان أنس ،قال قلت كيف أصنع ؟يارسول الله إن أدركت ذلك قال : ((تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع )) أخرجه مسلم في كتاب الإمارة (1847) .

6- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من خرج من الطاعة ، وفارق الجماعة ،ثم مات، مات ميتة جاهلية ، ومن قتل تحت راية عمية ، يغضب للعصبة ويقاتل للعصبة فليس من أمتي ومن خرج من أمتي على أمتي يضرب برها وفاجرها ، لايتحاش من مؤمنها ،ولايفي بذي عهدها ,فليس مني )) أخرجه مسلم في كتاب الإمارة (1848)

7- عن عرفجة الأشجعي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( من أتاكم وأمركم جميعاً على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم،ويفرق كلمتكم فاقتلوه))رواه مسلم في كتاب الإمارة (1852).

8- وأخرج مسلم في صحيحه أن سلمة بن يزيد الجعفي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا فماذا تأمرنا ؟ فأعرض عنه ،ثم سأله ، فجذبه الأشعث بن قيس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اسمعوا وأطيعوا ، فإنما عليهم ماحملوا وعليكم ما حملتم ))

 

الاسلام حقوق وواجبات وعقد اجتماعي بين الحاكم والمحكومين لا مثل ماتفضلت به الأحاديث الموضوعة في بخاري ومسلم : عليه ماحمل وعليكم ما حملتم وماشابه ذلك من الترهات التي تؤسس للحاكم القتل وللجماعة اضهاد الفرد . لا لا ليس هذا هو الاسلام . الاسلام دين الحرية والعدالة والمساواة .

” 63 “

 

 

وهو الآن يؤدي وظيفة ثانية هي الدفاع عن نظام يترنح تحت ضربات الفقراء المستضعفين اليمنيين , وصيحات الشعب الذي يريد إسقاط النظام.

” 64 “

 

 

أعلن أنا الدكتور عبدالسلام الكبسي إستقالتي من اللجنة العلمية بمعهد الميثاق للمؤتمر الشعبي العام , وانضمامي مع طلابي , طلاب جامعة صنعاء المعتصمين بساحة الحرية من أجل إسقاط النظام .

داعياً الرئيس علي عبدالله صالح إلى تقديم إستقالته فوراً , كرئيس للجمهورية حقناً لدماء اليمنيين إذ لا فائدة من التشبث بالسلطة , فالشعب يريد إسقاط النظام .

 عاشت اليمن .. عاش الشعب.

( 8 مارس 2011 ).

 

” 65 “

يخضع للمحاكمة القتلة , ومن حصن القتلة , ومن يهتف لمن حصن القتلة , ومن أصبح منبطحاً لمبادرة الخزي والعار والشنار , ومن يقاتل من يقول للأمريك : لا , بالفعل أو الكلمة , أو حتى التلميح .

يخضع للمحاكمة من يريد أن لا تستمر الثورة , ومن لا يصرخ من أجل يمني , سقط برصاص الجار النبطي على حدودنا , ومن أفتى بقتل الثوار السلميين على قارعات الطرق .

أقوال عبدالسلام الكبسي مجموعة أجزاء

أقوال للشاعر الدكتور عبدالسلام الكبسي

” هي عبارة عن تعليقات على منشورات الأصدقاء بالفيس بوك , وقد أحب أن لا تضيع  ” :

الجزء الأول

 

” 1 “

نحن لا نسب , ولا نشتم , ولا نلعن , وإنما ننتقد بالحوار , فخذوا منا , أو دعونا نمر , فلسنا سوى عبار سبيل , وهناك على الجهة الأخرى , من هو أولى بنا , وبالحقيقة .

” 2 “

القاعدة المطردة في الشعر , تتمثل في قدرته على التأثير بالمتعة .

” 3 “

وهل الحكمة ألا القول الموجز البليغ , الموافق للحق , على وجه القدرة والنفاذ .

” 4 “

في ثقافتنا العربية القديمة , هناك من الشعراء , من قال بيتاً واحداً , وسكت .

وبالرغم من هذا الإقلال الشديد , فقد اشتهر به , وجرى في الناس مجرى الأمثال , إلى الأبد .

” 5 “

الشعر هو تأويل الأشياء , أوالأفكار , أو الخطابات , أو الصور بطرق مختلفة من ضروب القول .

” 6 “

الشعر بلا وزن , سباحة خارج الماء , ومادام هذه الأخيرة مستحيلة , فالشعر بلاوزن مستحيل هو أيضاً .

” 7 “

الغرض من بحثنا , هو محاولة العثور على نظام بنائي أسلوبي مختلف , خاص بشاعر معين , لنقول عنه , في نهاية المطاف , كبير .

” 8 “

القصيدة هي القصيدة , صحيح أنه لايمكن تعريف الكلمة بالكلمة نفسها , لكنها كذلك ,  طالت , أو قصرت , ألا ترى إلى سورة الكوثر في القرآن , إذ لا فرق بينها , وسورة البقرة , عند التسمية ,على الرغم من قصر كلمات الأولى من حيث عدد الكلمات , وطول , وتنوع بالتعدد , الأخيرة .

” 9 “

ملاحظات على البردوني :

بدأ شاعراً تقليدياً ,

بمعارضته لقصائد بعينها على وجه الإجترار , ثم استعار إيقاع بعض القصائد القديمة , مثل : قصيدة الكميت البائية , التي سنعثر عليها لدى علي بن الفضل , فعبدالله البردوني , وقصيدة ” مصطفى ” للبردوني نفسه التي سنتعرف عليها من خلال قصيدة لابن عربي في الفتوحات المكية .

وأخيراً , بالعثور على إيقاعه الشخصي بدءاً , بديوانه : مدينة الغد ” , سنة , 1970 , وبالديوان نفسه , وما تلاه من مجاميع شعرية سينظر إليه كشاعر كبير , يغري إيقاعه الشعراء الناشئين إعجاباً , فيقعون في شباكه حتى لا فكاك  .

” 10″

الذين يقولون للنثر شعراً , بما سمي بقصيدة النثر , انما يدلسون على الناس , بتسمية الأشياء بغير مسمياتها , وفي ذلك مصادمة للمنهج بالجهل , والغرور .

 

الجزء الثاني :

 

” 1 “

لا تاريخ الا بوثائق , آثار , نقوش , هذا هو المنهج .

” 2 “

كل شيء في بابه – على تعبير أهل صنعاء , وأنا رب تخصصي .

” 3 “

نحن لسنا اليوم , في مناكفة كلامية , نحن بصدد الإشارة القوية لمرحلة مهمة من إعادة النظر في كل شيء , فالثورة مستمرة.

” 4 “

لم تقدم لنا الآثار اليمنية الى حد اللحظة خبراً , عن ملكة كانت تملكهم ,وتعبد وقومها ,الشمس , وتستشير . فما وجد إلى حد الآن , ليس الا مجاميع من آثار منقوشة ,في موضوعات مغايرة . وما لدينا عن ملكة سبأ ليس الا روايات ظنية لا نعمل بها في الدرس الأكاديمي . لذلك , فلنعتبر ان كلامي دعوة للنبش في الآثار , فكتاب الله لايخطئ الوصف , ولا التقدير .

“5 “

لدى الباحثين الآثاريين في العالم كله , تصور أن ماتحت رمال اليمن , أعظم مما تحت رمال مصر الفرعونية .ولكن , ما نصنع إزاء ذلك ,فالبيع , والشراء في الآثار على قدم وساق .

“6 “

كأنك يا صديقي , لا تريد أن تؤسس لنفسك وللآخرين مستقبلاً حقيقياً , قائماً على الحقيقة , وبما يخدم ديننا الحنيف الذي من أجله , نؤسس لثقافة مؤمنة لا مترددة ضعيفة هزيلة قائمة على المرويات من الخرافات والأساطير .

” 7 “

بنص القرآن فقد هزم الفرس الروم , ثم استولوا على كل مراكز التجارة بالبحر العربي والاحمر واليمن , حتى جاء النبي وبشرهم بالنصر في ادنى الارض , ولا وجود لسيف بن ذي يزن حسب الخرافات التي تعجبكم , وتتعلقون بها كالأطفال , اتمنى لكم الرشد وان تسعى وزارة التربية الى اعادة النظر في خرافات منهجها , ودامت اليمن عظيمة بمن يؤمن بها , وإن كانوا قلة , كواقع , وكحقيقة , ولا نريد غثاء السيل .

” 8 “

أحدثك عن سيف , وتحدثني عن يزن , فالنسابة المفبركون نسبوا سيفاً إلى يزن , وبنوا خرافتهم , ولا وجود لسيف ولا لقصصه الغريبة إلا في أذهان ذات النسابة , والرواة الإخباريين الذين انتحلوا الآف الأحاديث بالإسرائيليات على محمد ( ص) , ومازلنا نعاني منها منذ انتحلوها إلى الإمتداد .

” 9 “

اؤوكد لك أيها الصديق العزيز , أن المسلمين يحملون 77 % في رؤوسهم من الاسرائيليات وخرافات العصور الوثنية السابقة , وان القرآن مهجور عندهم لأكثر من 1350 عاماً . وأن سبب تخلفنا , هو التلمود الاموي الذي لايريد البعض الاغلب من المسلمين اليوم التخلص منه , ونحن له بالمرصاد حتى تستقيم الأمور .

” 10 “

إنما يروج للفرس , من يعتقد أنهم نصروه على الاحباش , حسب الخرافات , والحقيقة أنه صراع بين قوى قديماً , كما هو اليوم , وكأن التاريخ يعيد نفسه , على المصالح بالنفوذ والسيطرة .

 

” 11 “

هدفي كمفكر , إن سمحت لي بذلك , ان تتحقق محددات القرآن في ملكة سبأ ومملكة سبأ , فهناك من يقول أنها بالقرآن مجرد أساطير , ونريد أن تتاح فرصة للباحثين فقد غيبهم نظام علي صالح تماماً . والان الآثار أصبحت في مرمى النهب , والقطريون يتوسعون ببناء المتاحف بالدوحة بآثارنا , ونريد أن نحفز الناس على التفكير , وكما تعلم فإن البحث لايتوقف لأنه قلق لا اطمئنان وأن لا أحد يستطيع أن يمتلك الحقيقة , وإني لأعرف يقينا عن بحوث ونقاشات أن سبأ بمأرب والجوف كانوا يعبدون القمر ولم تدخل عبادة الشمس الا في القرن الثالث الميلادي مع الحميريين بأرض قانية البيضاء , وأنه لاوجود لملكة في النقوش السبئية ولا الحميرية على الاطلاق , فمن يستحمر من ؟

“12 “

أيها الصديق العزيز , إني على نحو شخصي باليمن أعاني من كثرة الجهل الذي ترعاه انظمة استبدادية ودول مجاورة , تنفق في سبيل ذلك مليارات الدولارات , وأنا أعاني على نحو شخصي أيضا , بالجامعة , فالطلاب يأتون الى الجامعة وقد غسلت أدمغتهم قوى الظلام من رجال الدين المتخلفين , وأعاني من هؤلاء الحمقى بالفيس بوك , ولكني أؤوكد لك , بأنني سأستمر , لأني صاحب قضية , أنادي بالثقافة المفتوحة وأحلم بالمجتمع المفتوح ,سأواصل المشوار لأنك معي , فأنت عالم وباحث , ولأن عشرات الرسائل تؤيدني من اصدقاء لايظهرون ولايعلقون بل يقرأون ويكتفون بأن يشعروني أنهم معي مادمت ابحث عن الحقيقة .

” 13 “

الموت لأمريكا , شعار اليسار كما أظن , من قبل , حتى جاء الخميني , فهل بينك وبينهم سبب أو نسب . على العموم إن كنت من أهل الشعار ,فأنت من الأحرار في العالم , وإن لم تكن مع الشعار فأنت من المنبطحين القصار .

“14 “

لايمكن أن تكون من أهل الثقافة المفتوحة الا اذا ناديت بسقوط الاستكبار والاستبداد , ولنا في راشيل كوري مثلاً, رحمها الله , فهي شهيدة , لأنها دافعت عن قضية آمنت بها ضد الإحتلال العنصري الإسرائيلي . هل تظن أن امريكا عدوتنا , لا ليست عدوتنا , انما عدونا جهلنا بحقوقنا , جهلنا بتاريخنا , جهلنا بأن لنا الحق في ان نقول للطغيان : لا . على العموم من دافعت عنه حسب قولك , يعرف أني زيدي , وأني أتعاطف مع انصار الله , لأنهم أحرار .

” 15 “

عدونا الإستبداد, الإستكبار , الإستعلاء , أما امريكا : كمؤسسات مجتمع مدني , وكاختراعات , وعلوم , وانجازات , وحقوق , وعدالة , وشعب , وحريات , فليس العدو , ولا هو المقصود بالشعار العظيم : الموت لأمريكا , الموت لإسرائيل ..

“16 “

ومن يجرؤ على اغتيال التاريخ الحي ؟

“17 “

لنبدأ معاً , جميعاً , و كلنا , في البحث عن الحقيقة , ورفض الخرافة . إنها مسؤولية كبيرة.

” 18 “

لنكسر َقلمَ كلِّ مَنْ يزور التاريخ , بإدانة شهادة الزور .

” 19 “

كانت النساء العاملات في قرانا اليمنية , يكشفن ببراءة , وثقة , عن الوجه والكفين ,حتى دخل الوهابيون .

” 20 “

نحن كمثقفين , نعمل على تقدم المجتمع اليمني بالتحديث , لكن المد الوهابي السخيف , يعترض طريقنا نحو الحياة .

“21 “

– هل زوجتك تكشف وجهها ؟

– لا , الا اذا سافرنا . لماذا ؟ تعرفين الإجابة .

” 22 “

تسقط الراعيات في قرانا من على رؤوس الجبال , بسبب النقاب المستحدث فرضاً , عليهن , من قبل الوهابيين , فلا يعزى السبب إليه , وتقيد القضية ضد مجهول .

 

” 23 “

نحن لا نسب , ولا نشتم , ولا نلعن , وإنما ننتقد بالحوار , فخذوا منا , أو دعونا نمر , فلسنا سوى عبار سبيل , وهناك على الجهة الأخرى , من هو أولى بنا , وبالحقيقة .

” 24 “

القاعدة المطردة في الشعر , تتمثل في قدرته على التأثير بالمتعة .

” 25 “

وهل الحكمة ألا القول الموجز البليغ , الموافق للحق , على وجه القدرة والنفاذ .

” 26 “

في ثقافتنا العربية القديمة , هناك من الشعراء , من قال بيتاً واحداً , وسكت .

وبالرغم من هذا الإقلال الشديد , فقد اشتهر به , وجرى في الناس مجرى الأمثال , إلى الأبد .

” 27 “

الشعر هو تأويل الأشياء , أوالأفكار , أو الخطابات , أو الصور بطرق مختلفة من ضروب القول .

” 28 “

الشعر بلا وزن , سباحة خارج الماء , ومادام هذه الأخيرة مستحيلة , فالشعر بلاوزن مستحيل هو أيضاً .

” 29″

الغرض من بحثنا , هو محاولة العثور على نظام بنائي أسلوبي مختلف , خاص بشاعر معين , لنقول عنه , في نهاية المطاف , كبير .

” 30 “

القصيدة هي القصيدة , صحيح أنه لايمكن تعريف الكلمة بالكلمة نفسها , لكنها كذلك ,  طالت , أو قصرت , ألا ترى إلى سورة الكوثر في القرآن , إذ لا فرق بينها , وسورة البقرة , عند التسمية ,على الرغم من قصر كلمات الأولى من حيث عدد الكلمات , وطول , وتنوع بالتعدد , الأخيرة .

” 31 “

ملاحظات على البردوني :

بدأ شاعراً تقليدياً ,

بمعارضته لقصائد بعينها على وجه الإجترار , ثم استعار إيقاع بعض القصائد القديمة , مثل : قصيدة الكميت البائية , التي سنعثر عليها لدى علي بن الفضل , فعبدالله البردوني :

( طربت وهل لك من مطرب — ولم تتصاب ولم تلعبِ ,للشاعر الكميت بن زيد الأسدي

تولى نبي بني هاشم , وهذا نبي بني يعرب للشاعر ,علي بن الفضل القرمطي

أفقنا على فجر يوم صبي , ويا ضحوات المني فاطربي , للشاعر البردوني )

وقصيدة ” مصطفى ” للبردوني نفسه التي سنتعرف عليها من خلال قصيدة لابن عربي في الفتوحات المكية .

وأخيراً , بالعثور على إيقاعه الشخصي بدءاً , بديوانه : مدينة الغد ” , سنة , 1970 , وبالديوان نفسه , وما تلاه من مجاميع شعرية سينظر إليه كشاعر كبير , يغري إيقاعه الشعراء الناشئين إعجاباً , فيقعون في شباكه حتى لا فكاك  .

 

” 32 “

الذين يقولون للنثر شعراً , بما سمي بقصيدة النثر , انما يدلسون على الناس , بتسمية الأشياء بغير مسمياتها , وفي ذلك مصادمة للمنهج بالجهل , والغرور .

” 33 “

يُكتبُ الشعر العبقري بالقواعد , ولا شعر عبقري خارج القواعد . إن من يقول بغير ذلك , لا يتأمل في بديع صنع الله , فقد خلق الحيوانات مثلاً, على نظام واحد : هيكل عظمي لكل مخلوق هو نفسه , لكن التعددية قائمة , فهذا انسان ,وذلك أسد , وتلك زرافة , وديناصور , وصقر , وطاووس , وحصان , .. إلخ إلخ . أقصد , أن القاعدة واحدة , والتعددية بالتنوع كيفاً وكماً ,واردة معها , أو تبعاً لها ,لا خارجاً عنها .

” 34 “

الشاعر الكبير هو الذي يتجاوز القواعد التقليدية , بقواعد منها , أصيلة , وجديدة , ومختلفة .

“35 “

لايمكن كتابة الشعر خارج الوزن , كما لا يمكن السباحة خارج الماء .

 

 

الجزء الثالث:

” 1 “

لماذا السهر الى الآن ؟ هل هناك شيء ما , يؤرقك , أم انه سهر وحسبْ ؟

” 2 “

الجمالُ في أن نحملَ الجمالَ بذواتنا , بأن لا نكره أحداً .

” 3 “

الكراهية ترهقنا , وتبدد الطاقة من أرواحنا  , لذلك نحاول قدر الإمكان , أن لا نكره الآخرين , حتى وإن كانوا سيئين .نبتعد عنهم ما استطعنا . وان صادفونا يوماً في الطريق , نرد السلام عليهم , إن بادروا به , وحسبْ

” 4 “

لنعملَ جميعاً , من أجلِ الحقيقة .

 

” 5 “

ينبغي على اليمنيين , وأنا واحد منهم , وأعرف ما الذي يلزمهم كيمنيين , حتى يتجاوزوا الأساطير بالعلم , والإستبداد بالحرية , والزعماء الشعبيين بالدولة المدنية , أن يعيدوا أولاً , النظر في تاريخهم , فلا ملكة تسمى هنالك بلقيس  , ولا سيف بن ذي يزن ,مادامت الحقيقة رهينة بالآثار , لا بالإخباريات , بدءاً من التعليم الأساس .

وأن يقدم الأقدر ثانياً ,على تحمل المسؤولية في السير بدفة الأمور .

و أن تكف الحكومة الحالية ثالثاً , عن خطابها بالتحريض على شريحة  , أو فكر , أو شخص بعينه , حماية للمجتمع من التفكك , ومن أجل السكينة العامة .

وأن تستمر رابعاً , الثورة السلمية .

 

 

” 6 “

ليس من أخلاق الرجال الحديث عن النساء بمثل هذه الطريقة , إلا أنكم قد تجاوزتم أخلاق اليمنيين الأصلاء  بمراحلٍ من اللؤم . لكم دافعنا ,ومازلنا ندافع عن السيدة توكل كرمان , ضد كل من أساء إليها ,وإن لم تعد محسوبة عليكم ,  فآستحوا  .

” 7 “

بقيام الدولة المدنية في اليمن , تتبخر كلُّ الظنون , وإنما نحن ضحايا الديكتاتورية حتى فقد الجميع بالجميع الثقة .

 

” 8 “

كنتَ أيها الصديق , في بريطانيا , ومازلت بها ,

ومثلي هنا ,ومثل فلان , يقاوم الديكتاتور بالثورة .

لقد سالت الدماء في شوارع صنعاء , وفي بقية المحافظات  , من أجل الحرية . فهلا , مارست حياتك اليومية  هناك , وتركتنا في حالنا نداوي جراحنا , فنحن هنا , أولى  بتبصر الأمور .

” 9 “

وقت كان والدي اللواء الركن حسين الكبسي يرابط على جبل براش , كقائد من قادة الثورة في 26 سبتمبر 1962 , كان والدك يفكر في الفيد . ووقت كنت أنا أدفع الثمن بانحيازي مع طلابي من الجامعة في 11 فبراير 2011 , كنت أنت ,وكأن التاريخ يعيد نفسه , تأكل بطاطس ” البرانقلز ” ببريطانيا , وتشاهد جمعة الكرامة بمحطة هيلبورن على ” الليبتون “, فلا تتحدث عن ما ليس لك فيه  فضل , أيها الصديق .

” 10 “

 

اولاً, أنا زيدي . ثانياً , أنا زيدي هاداوي .  , والزيدية عقلانيون بل إنهم المذهب الوحيد الفقهي العقلاني الذي يجوز التقليد لغير المجتهد في الفروع , ولا يجوز التقليد مطلقاً , في الأصول . والزيدية كذلك ,على رأس التشيع لآل بيت رسول الله (ص), فهل هناك مانع ؟ وأما الذين يلطمون , في العراق وغير العراق ,  فالناس أحرار , فيما يصنعون بأنفسهم , وينبغي ألا نرى إليهم بمنظار التكفير , لأنه لا حق لأحد أن يكفر الآخرين . أراها طقوساً رمزية على غرار ما يقوم به الصوفية , في اليمن , من يقال لهم ” ابن علوان “. أما الشيعة في إيران , ولبنان , فلا تتحدث عنهم بعيداً,  عن التكنولوجيا , والتقدم الفكري ,والعلمي ,لأنهم قد امتلكوه , وقد شاهدت بعيني ذلك , فنحن في اليمن متخلفون عنهم بألف عام , إن جاز لي القول بالتحديد الزمني من الحداثة , ولو رأيت منظرك , وأنت وإخوتك,  تخزن القات , وكيف يرى إلينا الآخرون لاستعذت بالله مما نحن فيه من تخلف رجيم .

” 11 “

 

لستَ يا صاحبي , زيدياً , فقد لوثتكم السلفية الوهابية  ,ولو كنت زيدياً , كما تدعي لما سألتني عن اللطم , وهل أنا أقوم باللطم على غرار مافي مخيلتك عن الزيدية غلطاً , للأسف  الشديد, ومع ذلك فمرحباً بك زيدياً . وأما إيران , فإنها دولة عظمى ,وشعبها أعظم , ولقد شاهدتها بعيني , فماذا تقول في اكثر من 80 مليوناً , من الإثنيات والعرقيات , والمذاهب , والأديان  ,يتعايشون في تسامح , علاوة ًعلى التقدم العلمي , فلاداعي للجهل , من موقعك كيمني , في آخر سلم التخلف , والجهل .

” 12 “

المنشور أعلاه للسيد جون احمد ,يتحدث  فيه عن الحرية , وأنت للأسف الشديد , مشغول بانشغال الحواس كلها , وكأنه انشغال مرضي , بنقد طقوس عاشوراء , بعيداً عن رمزية عاشوراء العظيمة , فارفق بنفسك يا هذا , اذ مازلت شاباً , والحياة أمامك ممتدة للأمام , فسر فحسب , لتعلم اللغات ولرؤية الكثير من المدن والناس والاشياء .

 

” 13 “

خذ الكلمة كما هي , بمدلولها الطبيعي , فأنا استاذ جامعي ولدي المئات من الطلبة ممن هم في سنك , وأحب لهم الحرية , والاستقلالية , والسعادة , بالعلم والمعرفة , ولو كنت أنقص من قدرك , كما توهمت , فمعناه أنني لست على قدر من المسؤولية , فأنا أحترم الناس جميعاً , وبلا استثناء .

 

 

 

“14 “

أنا معك , ما دمت باحثاً متجرداً, ولست ضدك , فأنت في الأخير زميل , ومن حق الآخرين تذكيرك , بأنك تحمل شهادة عليا , فتوخ ما استطعت الحقيقة .

 

” 15 “

أرجو في المرات القادمة ,أن تكتب في إطار البشر , وأن لا تخونك التعابير . هل تعلم ماهو اللوح المحفوظ ؟ يبدو أنك لا تعلم , وهل تعلم ما يفهم من كلامك ؟أنت تسرد ياهذا هنا , ولا تشعر , حتى يُجوز لك ما لا يجوز .

 

” 16 “

ما أنشره هو رسالتي كباحث أكاديمي , وما أصرح به من عقيدة , فذلك شأني . وما أنتقده , فلأني مؤمن بأهمية النقد , من أجل مستقبل البلاد , والأجيال , وإنما الناس قريبو عهد بالديكتاتورية , ولديهم حساسيات من الأسماء , ولست , يعلم الله ,بواضع حساباً لأحد , ولا أريد المنصب من فوقي , بل من تحت قدمي , ولا أخاطب أصحاب القرار , لأنه لاقرار لهم , بل ارتهان للخارج ,وفي سبيل المصالح الشخصية ,  فلا قلق أيها الصديق العزيز .

” 17 “

رُبَّ كلمةٍ طيبةٍ توقفُ شراً , قد بُيّتَ بليل .

” 18 “

الكلمة الطيبة مخلوقٌ لايموت ,وتنتقل : إن لله ملائكة نقالة .

” 19 “

شاكسْ بالإثارة , ثم تعقلْ , طمعاً في لفت انتباه الآخرين للمعرفة . لماذا دائماً , ننظر للعالم بعيون فقهاء القرن السابع عشر هجرية ؟ لماذا لا نتكلم عن أن ثمة دولة مسلمة تقاوم اسرائيل بالنيابة عنا كعرب ( أقحاح ) ؟ لماذا لا نؤيد أن تمتلك دولة اسلامية كإيران , حقها في البرامج النووية والتصنيع وغيره ؟ لماذا نتحدث عن صلاة الجمعة , في ايران , والعدو يقنبلنا بالإهابيين , ويقتل إثر ذلك العشرات كل يوم من العراقيين مثلا ً؟ لماذا لا نتحدث عن مشروع دولة عظمى عربية بالوحدة ؟ لماذا لا نتكلم عن تخلف واستبداد حكوماتنا العربية منذ فجر تاريخ الخلفاء الراشدين الى الامتداد ؟ .. , يا للحمق الذي يغمر عالمنا العربي . ما أكثر الترهات هنا , وما أكثر الإساءات في كتبنا , وفي كتاباتنا , وما أكثر الدماء .

” 20 “

 

ليس ثمة إلا الحقيقة , تخلص أولاً , من الإستبداد الذي قمع ذاكرتك , وجسدك منذ مئات السنين في عالمك العربي ذي النسق المغلق , ثم تحدث مع الآخرين , وعن الآخرين .

” 21 “

يقول المغاربة , وهم على حق , للفضولي : ” مَشِيْ سوقكْ ” , أي : انشغل بنفسك وحسبْ

” 22 “

لم أفهم , يبدو أنك , في حوارنا , بدأت تخلط الأوراق , وهذا لا يليق.

” 23 “

 

لم نسمع الفلسطينيين يوماً ,يقولون في سياق الدعم الإيراني لهم , بالسلاح الصاروخي وغيره ,ضد إسرائيل : ” ان الحرب شغل تجار الحروب ” .

” 24 “

شكراً للباكستان ,لقد انتفعنا (بسلاحهم النووي ), ضد اسرائيل !!!

” 25 “

 

نحن لا نتعامل مع الدهماء من الشعب الإيراني , فليسوا مقياساً , وإنما ننظر إلى جملة إيران كنظام , وشعب , تحت حصار عالمي جائر . كما إننا نرى إلى ايران من زاوية نفعية ,دعنا نقول ذلك في هذا السياق على سبيل الجدل , في دعمها للمقاومة في لبنان وفلسطين , فعدو عدوي , صديقي , إن لم تقتنع بأنهم إخوة لنا في الدين . قل لي , ما الذي قدمته ماليزيا لقضايانا المصيرية بحربنا ضد اسرائيل ومن ورائها , أمريكا ؟ هل ساهمت ماليزيا ,حتى بطلقة واحدة , بكلمة , بمساعدة , .. ؟ تفتخر بماليزيا التي أصبحت رهناً , بيد الشركات الإمبريالية , يا لها من مقارنة ظالمة, وياله من نموذج ركيك ,مع احترامي للماليزيين عامة .

” 26 “

 

الزنا هو الزنا , لا جنسية(وطن) له .

 

” 27 “

الغريب في جملة الأمر كله ,أن رجال الدين في العالم العربي لا يتعرضون بالنهي لظاهرة البغاء كجريمة في بلدانهم , وماهي الحلول الممكنة للحد منها , بمعرفة أسبابها , بل يشغلون الناس بسحبهم إلى أمور أخرى , كنواقض الوضوء , وإعجاز السنة إزاء العلم الحديث , وامكانات خلطة العريس , والحبة السوداء , وتحليل الزواج من القاصرات , .., إلخ إلخ .

” 28 “

 

” ظاهرة الهجرات السرية إلى أوروبا ,وتجارة الجنس بالبغاء في بعض الدول العربية ” :

لابد من إثارة مثل هذه الموضوعات  لتحليلها , ومن أجل تعرية كل نظام مستبد , أهدر شرف وكرامة المسلمات , في وجود الثروات والمليارات من الدولارات , من الأرصدة الشخصية , علاوة على استثمارات بعضهم ,السياحية الفندقية بتايلاند , ودبي , ولاس بالامس , وتل أبيب  .

” 29 “

 

الاستغلال أشد , وأنكى بالمال , وبالوظيفة , والعقود الوهمية . إنها تجارة الرقيق المقنعة , وبحماية من الأجهزة البوليسية للأنظمة القمعية الاستبدادية .

” 30 “

ومالنا كمثقفين ,لا نفتح ملفات تجارة الأطفال , والشذوذ , والمخدرات . إننا بذلك , نفضح الأنظمة , ونعري الاستبداد .

” 31 “

 

ومالنا , لا نكون صادقين , ومع الصادقين , وقد قال الله : ” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ,و كونوا مع الصادقين ” .

 

” 32 “

 

ليس هناك فقر , وانما استبداد , يدفع الشعوب العربية نحو الامتهان , وهناك نهب للثروات , واحتكار لممتلكات العامة , لدى فئة جائرة من السلاطين , والملوك , والرؤساء .فئة لا ترحم , ولا تتق الله  ,  باستغلال الناس , استغلالهم لدى الحاجة .

.

“33 “

 

مازال الزواج من القاصرات ببعض اليمن , والعالم العربي ,والإسلامي , باسم بخاري , ومسلم , مستمر !!!

 

 

“34 “

لقد وصل الأمر بعضو راديكالي في البرلمان اليمني , أن يناضل ضد تشريع , يجرم واقعة الزواج من القاصرات , وسانده في ذلك , كل رجال الدين بحزبه , مرتكزين على روايات بخاري بشأن أكذوبة زواج النبي (ص) من عائشة رضي الله عنها ,وعمرها في التاسعة .

“35”

 

إنما يطعن في عائشة (رض) , مَنْ يجر عائشة , من العدم إلى سياق لا علاقة لها , ولا له به , وتلك لعمري طريقة المنافقين في كل العصور .

 

“36 “

 

امتنع زميلنا الهندي الدكتور ماوكل عن الدخول في الاسلام , لأن زملاءنا الأكاديميين , بقسم علوم القرآن , رفضوا أكل الكيك الذي صنعه , وقدمه لهم ,  بحجة أنه وثني , وقد أبدوا في موقفهم منه , صلافة وقسوة , فخاف , وقال : ”  ديني أسمح لي من زملائي ” .

” 37 “

لا أحقاد لنا , حتى ننشرها , فلا يحمل الحقد من تعلو به الرتب . إنما نحذر من الجهال الجهلاء الذين قدموا الإسلام بأوروبا وأمريكا سلفياً وهابياً , والذين هم , مع ذلك إخواننا , ونريد أن يهتدوا بتركهم تكفير المسلمين , ونبذ الشقاق والنفاق , علاوةً على الإعتذار لأم المؤمنين عائشة , ولأهل بيت رسول الله , وأصحابه , عما يلحقونه بهم انتحالاً , من روايات فاسدة , ضمن تلمود , كان قد أسسه الأمويون , واستمر , ونظر له فقهاء السلطة والاستبداد , عبر العصور.

” 38 “

 

الصورة يا صديقي , مجرد إكليشية , فلا تتوقف عندها كثيراً , فالمنشور أولى بالإهتمام .

 

” 39 “

 

الأمور بسيطة , ما كان يجب أن تقسم يا صديقي بالله ثم والله , كأنك تشهد زوراً , بالمحكمة . وأما أن آل البيت عليهم السلام , أحق بمحمد (ص) ,  فهم كذلك , أحق به , لأنهم أهله , ولتاريخهم المشرق بالتضحيات . المسلمون كذلك , أحق بمحمد , وأهل بيته ,إذ لا يمكن الفصل بين آل بيت النبي , وبين النبي , فهم أهله , وعلينا توقيرهم , وودهم ,عملاً بكتاب الله , واتباعهم لتلازمهم مع القرآن الكريم , على صعيد الوجود .

“40 “

لا يستقيم دين المسلم بحب محمد , وكراهية آل بيته في الوقت نفسه  .

 

 

 

” 41 “

هل تقصد يا صديقي, أنك لا تهتم لأمر فاطمة الزهراء , ولا لخديجة , ولا لعلي بن أبي طالب , ولا لتضحيات الحسين ؟ إن كنت تقصد ذلك , فقد أسرفت على نفسك وفي حقك ,فالتاريخ إن لم تؤمن بالآيات خير شاهد , وهو المحك ,ومن لا يوقر أهل بيت رسول الله وصحابته الراشدين , فهو مثلك لا يدري بشيء , إذ بهم , ولولاهم , في وجود النبي , لما انتصر الاسلام  , في كل مراحله , فهم سيوفه , وحفظته,  ومن بعد النبي , صار لزاماً , عليهم ابلاغه , ومن حقهم أن ننصفهم بالعدل , ذلك ما يقوله العقل , إن كنت ممن لايهتم للرواية .

” 42 “

النسب , والاعتزاز بالنسب ليس بعنصرية , فقد بني الاسلام كله , على النسب , من تحريم , وتحليل , و مواريث وغيره , لذلك قال : ادعوهم لآبائهم , وقال متشدداً بجلد الذين يرمون المحصنات , وبتحريم الزنا , وعليه يمضي العالم كله , فلا انسان إلا وله أسرة , وتاريخ , وبطاقة , وعليها يعامل , والمحك الإيمان بالتقوى , وإنما الأمم الأخلاق .

” 43 ” .

أما أن المسلمين سواسية ,  ففي النفس  , لا في المراتب , فهذا عالم , وذاك جاهل . هؤلاء من السابقين وأولئك من أصحاب اليمين , وإذ ليس القاعد كالقائم , ولا الميت الحي كالشهيد , ولا الظلمات كما النور

” 44 ” .

بعيداً عن العرقية , من يجد نفسه الأفضل , على وجه القدرة في تحمل المسؤولية , ليتقدم

“45 ” .

رفعت عدالة عمر بن عبدالعزيز عمراً بن عبدالعزيز إلى مصاف الخلفاء الراشدين , لا نسبه الأموي , ولا حسبه القرشي , ولكن المسلمين يحبون أهل البيت , ويذهبون حجاجاً , إلى مراقدهم للتبرك بهم , وعلى هديهم , هل تستطيع منع ذلك ؟

“46 “

أرجو أن تنظر إلى المسألة بتجرد , ومن باب كليتها, بالحب .

” 47 “

أؤوكد لك , أنني كثيراً ما أتساءل : لماذا كل هذا الحب لآل بيت رسول الله ؟

لماذا ترابط الملايين من المسلمين على عتبات قبورهم ؟

 

 

” 48 “

 

لم يعطل الاسلام من محتواه في الدعوة إلى التأمل في الكون بالبحث , , سوى العربان . أما غير العربان , كالباكستان , وايران , وماليزيا , واندونيسيا , فهم اليوم , في طريقهم الى الاختراعات , وحل مشاكل شعوبهم , بالعلم , والحكمة , وبالديمقراطية .

 

” 49 “

 

دعها تفعل , فالإسلام أولى بها , وهي به أولى  , في ظل وجود مايسمى بالثقافة المفتوحة , والمجتمع مفتوح من الولايات المتحدة .واتركوا الإستبداد , فالناس أحرار , إذ لا إكراه في الدين

” 50 “

 

المذاهب فقهية , ولابد منها لتعلقها بالفروع , والمبادئ الإسلامية  كالحرية , والعدالة , والمساواة , مفتوحة على العالم

“51 ” .

الديمقراطية هي الحل الوحيد للناس , في العالم العربي

:52 ” .

مع الديمقراطية , وفي وجود الدولة المدنية , سيتحاور الناس , وتبدأ غربلة التاريخ بالنقد

“53 ” .

إنما نعتب بالإدانة ,على من يقر شرعية المستبدين , في تاريخ الاسلام , منذ معاوية , حتى آخر ديكتاتور نواجهه اليوم , بالحسين , وأمثاله من الأحرار. .

 

 

 

 

 

 

 

الجزء الثاني :

 

” 1″

تزدادين مع تقدم الأيام جمالاً وثقةً ونضوجاً

في القلب مدارات تتآلف من العشق والورد والضوء

أنت فيها.

دمتِ

” 2 “

يا آنسه  : أرجو أن يستدير وجهك قليلاً ,إلينا , ويخرج من قناع العادة , والموروث ,  لنرى صنع الله .

مادام الخمار قائماً , كفرض , فالسنة أن يرى من المرأة , الوجه والكفين .

” 3″

كم ربيع , مر بعمرك , آنسة ؟

اعرف , ان لا ربيع مر ولا شتاء , فالسؤال شقي ومشاكس ,لذلك اسحب سؤالي ,انما لم اتوقع أنك كما بدوت لي , صغيرة .

 

” 4 “

إنما نختلف بالحوار , لنشكل وعياً ما , لدى الناس في أدب الاختلاف .

” 5″

نحن على الخط نفسه , ولن نختلف , إنما نقوي بعضنا بعضاً بالبحث من أجل التنوير .

 

” 6 “

احياناً , تعشق المرأة لذكائها ,لأفكارها ,لأناقتها , لما هي عليه من المرح .

” 7 “

دكتور عبدالسلام , أنت تعرف أني عايشة ب” … ”  ميلاداً وتربية ,وانتماء , لذلك بعض المنشورات اللي تعمل لي تاغ عليها تضرني وما تفيدني خصوصاً , في ظل هذي الاوضاع مع العلم أن بعضها ما يمثلني , ولا يمثل رأيي .

فاذا لي , ولو قليل من المعزة عندك , ماتعمل تاغ عليها , لأنك تضرني كذا , وأنت تعرف الفيس عالماً مفتوح .

” 8 “

الصوت الخاص للشاعر , أو ما نسميه بالإيقاع الشخصي , لا يتأكد بالتحصيل الا مع أكثر من مجموعة شعرية للشاعر نفسه , هذا رأي المنهج , فمن أكثر من شيء , قديماً قالوا , عُرف به .

” 9 “

شكرا لكل من لامس من قبل , ومن بعد , جدار الحرية في كل الثقافات بالدم , أو حتى بالدعاء , في السر ,وهو أضعف الايمان.

 

” 10 “

القصف قائم على ” غزة ” , ومن الأعراب , من هو تحت الجاهزية ليدخلنا في نفق معاوية , ويزيد , علاوةً على مهام أخرى , مازالت لم تظهر بعد , من صفحات الفيس بوك .

 

” 11 “

يرحب الفيس بوك بالقصائد القصيرة , والقارئ اليوم يعجبه التلميح بالايجاز والاختصار , وقديماً وهم على حق ,قالوا : ” خير الكلام ما قل ودل” .

 

 

” 12 “

مع تقدمك في العمر ستتخلى عن بعض الأشياء وكأن الإنسان بذلك يتخفف منها ليرحل خفيفاً كالريشة “.

 

” 13 “

في المغرب يقولون لمن يلبس العقال : الزيرو . كنت وقتها لا أدري لماذا يطلقون على من يلبس العقال بالزيرو , لكني مع الوقت , وأثناء تقدمي في التجربة , عرفت أن المغاربة على حق , في القول لأغلب من يلبس العقال بالزيرو , ومع ذلك , لن أقول لمن يحمل عقالاً على رأسه : زيرو , فلي أصدقائي , وهم من الذكاء والألمعية بمكان , بحيث لاتنطبق عليهم تسمية الزيرو .

 

” 14 “

نحن مع كل من يستمر بالثورة , وفي الثورة حتى نقضي على الاستبداد بكل أشكاله , وعلى الفقر والجهل والمرض , ومن أجل الدولة المدنية حيث الحرية والعدل والمساواة.

” 15 “

نحن لا نحاور من يتخفون وراء الأقنعة , بالإسماء المستعارة , ونحب المواجهة بشفافية وتسامح , كما تعودنا , وتلك لعمري سجية في الأحرار.

” 16 “

لا أظن أن أحدا سبقني إلى مفهوم الصياغة النهائية , ولا الى منهجي النقدي التصنينفي

, ذلك ما سيبقى لأنه قواعد ومقاييس .

 

” 17 “

لإيماني بالاختلاف , أقول:

أن تكون مختلفاً , معناه أنك كبير, والمستقبل لن يكون إلا لشاعر واحد فقط : المختلف .

 

 

” 18 “

نحن كنقاد , نتعامل بنيوياً , مع النص لا الشاعر , ونرصد الظواهر بحصر السمات , ونهتم للقيمة فيه .

” 19 “

التجربة الشخصية على وجه الواقع , أعظم رافد لأدب رائع وخالد , لم يسبقنا إليه أحد.

إن ذلك ما فعله الأدباء الأمريكيون لكي يختلفوا امتيازاً عن انكلترا , وخصوصاً , في ما يتعلق بالرواية والشعر .

رداً

على دعوة الشاعرة البحرينية بروين حبيب :

“لنكتب أدبا رائعا و خالدا ، لم يسبقنا إليه أحد……..”

” 20 “

يتمتع اليمنيون بأخلاق عالية ومكارم وصفات , وخلال سامية , وتؤخذ الرجال عندنا ,من لساسنها ( ألسنتها ) , والكلمة مثل قارح البندق لك , وعليك .

 

” 21 “

هل تعرفين, أن اسمك الحقيقي جميل , والقصيدة أجمل , لأنها تفلسف الوجود من حولها بلغة وتعابير مختلفة ومبتكرة .

أرجو أن نتواصل , وأن أنشر لك على حائطي , ليقرأ شعرك اليمنيون بالذات , فهم يحبون الشعر , إنه يكاد يكون بالنسبة لهم ثقافة يومية .

 

” 22 “

ينبغي إذا أقبل الإعصار , أن نختبئ خلف الصخور الكبيرة .

” 23 “

يعلم الله  , أنني من دعاة الثقافة المفتوحة والمجتمعات المفتوحة , وأني لا أهتم بالمذهبية ولا بالطائفية ولا بالمناطقية . عشت لأكثر من 15 عاما في الخارج , وعرفت الحياة بمعنى الحياة , وما يهمني اليوم , هو أن أقول ما أراه حقاً , وفي ما يخدم الحقيقة . لاعتقادي بأن الثقافة سباحة ضد التيار على الدوام . إنها استفزاز لمجتمعات بكاملها , وإلا متنا كموتهم , كموت من شربوا حليب الخنوع .

” 24 “

تعرضت بالأمس  لسوء الفهم من قبل شاعرة ومخرجة سينمائية اسمها : هالا محمد , لأنني سألتها معلقاً , على منشور لها , هل هي مع الثورة السورية , أم مع النظام ؟ لم أرد عليها , حذفتها من لائحة أصدقائي وحسب . إني لأستغرب فقط , من ردود الأفعال العنيفة للناس هذه الأيام , ومع ذلك , أواصل التواصل معهم , علاوة على رسائل التهديد من قبل المتطرفين , وما أكثرها , ومع ذلك , أواصل  التعامل السوي كمثقف , وبأخلاقٍ ونبلٍ , من المهم تمثلهما في طريقنا , حتى وإن اعترضنا الموت , والقبح , واللؤم في كل لحظة  , فلن نهتم , فطريقنا الحياة .

” 25 “

نحن في حاجة لكل مثقف مستنير ,فالوهابيون على الأبوابْ

” 26 “

الحسين رمز كوني للتضحية من أجل المبدأ , وملهم للمستضعفين في الأرض , ووجوده اليوم , ضمن نسق الثقافة العالمية , لا سياقها , يؤكد على أن الحرية ممكنة , وأنها رحمة للعالمين .

” 27 “

لن نقف مع من يرى المرأة شراً محضاً , وعورة كلها .

” 28 “

أحبُّ الواقع , ولا تروي ظمئي أحلام اليقظة , وذاكرتي دوماً , شرود

 

” 29 “

بالصلاة يحلو الواقع المر , وبصلة الرحم , وباستجلاب مطر دعاء الأم , وبالتروي , والأناة عملاً بالأسباب , في انتظار الفرج .

” 30 “

اتصلتُ بمدير مكتبه . ظن أني كأغلب اليمنيين المهاجرين , أطلب حاجةً , ولا عيب فيهم , ولا في طلبهم المساعدة بالهجرة , بل فيه , حتى قلت له : أنا صديق الوزير ,فتلعثم , وارتبك , وعقب قائلاً :” باتجيك باتجيك رسالة معاليه , اصبر علينا طول الله في عمرك , أصبر علينا ” .

“31 “

بمجرد المحاولة بالتعليق على فكرة نابضة لصديق مستنير ,تكون قد ساهمت في التغيير .

 

” 32 “

 

 

أشتغل من الصباح , حتى الليل  , كالألمان , ولا فائدة , فثقافة التقدير باليمن , تكاد تكون منعدمة , ولا عائد هنا , سوى النكران .

“33 “

لا أدري لماذا , بدأت أميل أكثر , للجنس الإيطالي من النساء  , وأتوقف طويلاً , لتأمله ؟ !!

” 34 “

الخبرة بالتجربة أقوى نفاذاً , من الغيب .

” 35 “

– أوركيدا .

–  لا , بل , جوري .

ينبغي أن نختار أجمل الأسماء لأولادنا .

” 36 “

لولا أولادنا , مللنا الحياة .

” 37 “

أنا محاور مرن بالمنطق , أستمع مازلت , وأنصت لك , إلا إذا أردت أن تنهي الحوار من طرف واحد .

” 38 “

– هنا , ثورة , فماالذي يقولونه عنها عندكم ؟

– لاشيء ,فالوضع لديكم , لايهمهم كثيراً , وعلى نطاق واسع .

” 39 “

إذا كنت أعرف رأيك , وأنت تعرفي رأيي سلفاً , فسينتهي الحوار .

” 40 “

– علينا العرض , ولك الخيار بالحرية ,في الإختيار .

– سأفكر في الأمر .

” 41 “

سيدتي , الذي أعرفه أن زوجتي تحبني , لأني لا أنقبض لها ,

ولأني متمرد عليها , ولولا ذلك لملت مني ,  وتركتني بالفراق .

” 42 “

لا أظن أن هناك , امرأة في العالم , تحب الرجل البخيل .

” 43 “

يراهق الرجل على الفور كلما قابل امرأة جميلة ( إلا الذين آمنوا ) , فإن استطاع الوصول , وصل , وإن لم يستطع عرض الزواج .

” 44 “

على المرأة التي تحب زوجها , وتريد أن تحتفظ به لنفسها , أن تراقبه جيداً ,بالرعاية , وأن تمنحه كل شيء حتى يخرج في الصباح أعرجاً , يتعوذ من النساء .

” 45 “

” لا ” , ” عفواً ” , ” أعتذر بشدة ” : كلمات , لاوجود لها , في كتاب الأصدقاء .

” 46 “

المهم , أنا بحثت عنها , في الفيس بوك , ولم أجد صفحتها . فكرت أنها مازالت آخذة عليَّ, وأنا بطبعي , لا أطيق أن أرى إمرأة  مني , متألمة .

” 47 “

– حيرتنا دكتور , أحياناً, أجد اهتمامك بالمرأة فقط , و حيناً آخر بالشعر دون سواه , ومرات بتفسير القرآن ,وكأن كل موضوع فصل سنوي يجب أن يمر بجميع مراحلة .
– العام أربعة فصول مختلفة .
– لعل الفصل الرابع , في نفس يعقوب .
– هههههه .

” 48 “

حتى القرآن الكريم لم يتخل عن الصديق , بالإشارة إليه , لأهميته .

” 49 “

إذا كانت رابطة الدم بين الإخوة الأشقاء, قد جمعتهم , وهي وثيقة العرى , فإن المرؤة بين الأصدقاء أوثق .

” 50 “

المختلف من الشعر دائماً , صادم لكل ذائقة تقليدية

على هامش قصيدة ” القصيدة الأخيرة ” للشاعر عبدالسلام الكبسي

 

“1”

تختلف أذواق الناس , وكل ضرب من الشعر له محبوه , وانما جبل الكثير من الناس بالتعود على نمط معين من الشعر , وصادم ذوقهم كل جديد مختلف . ولعل ماكان موزوناً مقفى لدى البعض شعر , وعند غيرهم ماكان مجازاً , وآخرين ما كان اسلوباً , ولو أخذنا بمقياس واحد لما قال أناس أن قول المتنبي : الرأي قبل

شجاعة الشجعان هو أول وهي المحل الثاني , شعر , ولما عد بعضه

م قصيدة درويش : سجل أنا عربي وأطفالي ثمانية فهل تغضب شعرا كذلك الا من باب الوزن , ومع ذلك نردد قول شوقي : قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا على انه شعر , فما هو المقياس للنظر الى بعض الشعر من انه ليس بشعر , ولغيره بأنه شعر ؟؟

” 2″

المختلف دائماً , صادم , وأن ثمة قارئا يراك , وآخر لا يراك , فإذا اتفقنا على ان الشعر هو الكلام الموزون المقفى كما هو قائم في الثقافة العربية , خرجنا من جدل الماهية , باعتبارها عصية على القبض , فتبارك الشعر من حيث لايأتي على مثل – على حد الشاعر جبر البعداني , واذا ما اخذنا البيت الشعري التالي للمتنبي , وابطلنا وزنه وبلاغته في التقديم والتأخير إذ لا استعارة فيه ولا تشبيه خرج من الشعر الى النثر : تأتي العزائم على قدر أهل العزم , وتأتي المكارم على قدر الكرام . إنه القانون نفسه المطبق على كل شعر , وفي القصيدة المنشورة اعلاه يتوفر الاتي : الوزن , والتقديم والتأخير , والاستعارة , واخيرا القافية بوقفة السكون على : بلاديْ , باعتبار بنائها يقوم على ماسمي بالجملة الإستغراقية في المدور من شعر التفعيلة , وعليه , فالمشكلة الان بين القارئ والشاعر مشكلة معرفية ثقافية لا بقوانين الشعر من وزن ولغة وقافية فذلك أمر محسوم , بل بقوانين ما يسمى بالمختلف , إذ أن لكل شاعر اسلوبه من المفترض , دون التفريط في التقاليد الشعرية من وزن , وغيره . إني لأتسائل دوماً , هل الشعر هو قضية عروضية وحسب أم إنه شيء آخر بالاضافة الى العروض , إذ لا يمكن بالعروض وحده أن يقال للمكتوب شعرا , والا كانت ألفية ابن مالك من معلقات الشعر .

 

 

 

 

القصيدةُ الأخيرةِ

 

هارباً ,

من دوارِ السياسةِ ,

من طلعاتِ العساكرِ ,بالضجر المستديمِ ,

ومن صدأ المدنِ المستطيلةِ بالكرهِ ,

والمخبرين اللئامِ ,

وكلِّ صديقٍ خؤونٍ كعبدٍ ,

إلى مرفأٍ من شجوني الكثيرةِ كالماءِ ,

تحت غصونٍ من اللوزِ ,

أكتبُ آخرَ ما سأكونُ عليهِ

من العشقِ

نحو

بلاديْ

 

شعر عبدالسلام الكبسي , 2012 .

 

أقوال للشاعر الدكتور عبدالسلام الكبسي :

 

” 1 “

قيل , ولا أدري من القائل الآن , إذ لم أعد أتذكر , لكثرة ما قرأت , وسمعت , وشاهدت , قيل أن الشاعر الكبير , ” مجرمٌ ” كبير إزاء القوانين .

فهو يخترقها , بالمنطق نفسه الذي يحكمها , ويزيد عليها , بسبقه لها ,على وجه التفوق .

” 2 “

عرفت دبي , وردة بلاعطر , زهرة بلاستيك , شجن معدني .

” 3 “

أن نروج لثقافة : ” اذكروا محاسن موتاكم ” , معناه , أن نلغي الجزء المهم من تاريخ يزيد بقتله الحسين عليه السلام , وبمثل تلك الوضاعة من البشاعة , وأن نمنح الحجاج شهادة تقديرية بالتفنن بالخطابة ,في ضروب القول , كواحد من بلغاء العرب الأساطين , وهو أول من قتل الناس بالظن , وهدم الكعبة على رأس أهلها , تقرباً , لآل مروان , من بني أمية ,دون الله , والله لا يرضى بذلك ,  وانتصاراً للاستبداد ,على العدل والإحسان .

 

” 4 “

لا يموت الأحرار  , من أصحاب المبادئ , ولا يستسلموا بسحقهم تحت جنازير الدبابات ,حتى تتصاعد روائح الانسحاق من أجسادهم , ولا يمكن القضاء عليهم بالسم , وإن قد قضوا به , ولا تركيعهم بالترهيب , ولا إغراءهم بالترغيب , لماذا ؟

لأن للمبادئ في النفس الحرة , سطوة الحياة , والأسباب من الخلود .

” 5 “

أولئك الشعراء الذين لاعلاقة لهم بالواقع المعاش , من البشر , لا شأن لهم بالإبداع على وجه الرسالة . إنهم آنيون , كالآنية الزجاجية , أسرع ما تنكسر , بمجرد احتكاكها بالتجربة من الفن .

” 6 “

الشاعر الذي يتمثل بالشعر واقعه , من الممكن جداً , وبلا كلفة , أن يقدمَ شيئاً مهماً , يحقق له الإستمرارية .

وإني لأستغرب من بعض الشعراء الذين كانوا عن انصرفوا بالتعبير عن قضايا الناس , بالذهاب بعيداً , إلى ” ابن علوان ” , أو ما شابه , كيف لهم أن يدعوا الإنتماء لهذا الواقع النابض بالحركة من جنون البشر .

إن مثل تلك الكتابات الصوفية بالسريالية , بدعوى الفن للفن , من الممكن أن تقال كتابة في أي نقطة من هذا العالم , لا في اليمن مثلاً ,و لذلك لا نستطيع اعتمادها كوثيقة إبداعية تاريخية , لماذا ؟ , لأنها , وهم , خارج التاريخ .

” 7 “

ليس الإبداع بالشعر , وبغير الشعر ,أن تنقل الواقع نقلاً لاقطاً , مباشراً . إن تلك مهمة المؤرخ , فدعها له , بل أن تؤسس هذا الواقع بتجسيد الآلآم أو الأفراح الإنسانية الشاملة ,على وجه التأويل في اللغة والدلالة , فالنص اليوم ,وبالأمس , وغداً , ذلك ماينبغي أن يكون عليه ,كوني بامتياز .

” 8 “

التغيير في مفهوم الشعر يؤدي بالضرورة إلى تغيير في شكله , باختراق حاجز ما , أو إحداث قطيعة معرفية , فنية , إيديولوجية , مفهومية ما , على نحو شامل .

” 9 ” ليس هناك أي مشكلة , أيها الأصدقاء ’ اقرأوا , وحاوروا , إذ لايليق بمثقفين مثلكم ,أن يستعملوا لغة التجريح .

 

” 10 “

ليس هناك , من قائدٍ لثورتنا , سوى الشعب .

 

” 11 “

ثورة الشبان اليمنيين السلمية ضد الإستبداد , مازالت , لكي تكتمل تماماً , في حاجة إلى رجل , يعمدها ايديولوجياً ,بأفكاره المستنيرة , ويرى الثوار فيه ,الخلاص , والبطل المنتظر .

ليس الأخ عبدربه , ولا اللواء علي محسن , ولا حميد الأحمر , ولا الشيخ الزنداني , معني بذلك ,بطبيعة الحال .

 

” 12 “

الحصانة جريمة تاريخية بالمعنى الكارثي , لن تنجو منها حكومة الوفاق , فالمساءلة قادمة .

” 13 “

لايمكن اسقاط دماء الشهداء من شبان الثورة السلمية في 11 فبراير 2011 , بالمبادرات , ولا بالتقادم , ولا بالسياسات , مهما كانت المبررات , فالمبادئ , هي المبادئ .

” 14 “

إنه مرشحٌ اليوم , ليكون الرجل الأول , رجل المرحلة , رجل الثورة , على النحو الذي يصطف معه , اليساري , واليميني . التقدمي ,والرجعي . الشافعي , والزيدي ,الشمالي والجنوبي , الطالب والعامل , الشاب والشيخ , الصغير والكبير , في سبيل المواطنة المتساوية ,بالدولة المدنية , وعلى أساس من العدل والحرية , والمساواة . فهل السيد عبدالملك الحوثي , مستعد الآن , لتحمل المسؤولية على وجه أقدر ؟

 

” 15 “

لستُ حوثياً . الحوثية – أكرر –  شرف لا أدعيه . ولا أنكر أنني كنت , ومازلت متعاطفاً مع الحوثيين , لانتمائهم الزيدي مذهبياً ,ولمشروعهم العظيم في الممانعة , ولأنهم مظلومون , وباعتبارهم أحراراً . تشدني الحرية ,أينما كانت , في أمريكا الوسطى , أو في الصين الماوية , أو فيتنام , في الثقافة الإسبانية , أو الإسكتلندية .

” 16 “

كل فرد في الشعب وصي على نفسه , والدستور المفتوح بالعدالة والحرية والمساواة , وصي على الجميع .

” 17 “

الحوثية كانتماء رمزي , بالنسبة للحوثيين , تعني الحرية ,

ذلك ما صار متحققاً , عبر نضالهم الطويل ضد الاستبداد .

” 18 “

 

” 19 “

مازلت أطالب بحقي في الثقافة كوزير لها , من أجل أن تكون اليمن مركزاً ثقافياً بامتياز .

” 20 “

أنْ نروج لثقافة : ” اذكروا محاسن موتاكم “, بالترسيخ لها على وجه قمعي , كما هو ملاحظ من دلالة العبارة ,معناه , أن تموت الحقيقة الغائبة لبشر يخطئون ويصيبون ,ينكصون و يتجاوزون ,لبشر ليسوا مثاليين على الدوام , ولم ينزلوا من السماء ذات يوم , وأن تبدأ , كما هو متوقع , قراءة التاريخ للأسف الشديد , بعيون خجولة .

” 21 “

لسنا مع السلفيين , لأنهم طارئون استقداماً , على ثقافتنا الوطنية , ولأنهم ضد الفن , والكهرباء , والشعر , والاجتهاد , والآثار , ولأنهم يؤسسون في كل لحظة , من خلال منهاج ابن تيمية وغيره , للاستبداد بفتاوى غريبة .

“22 “

ما زلت أطالب وزارة التربية والتعليم بإعادة النظر في المنهج المدرسي للتعليم الأساس والثانوي ,في ضوء ماطرحته مفكراً , عبر سلسلة من الحلقات النقدية , بهذا الشأن .

” 23 “

 

المشروع ( العظيم ) لحكومة المبادرة باليمن , في توزيع الوظائف وتقاسمها بالمحاصصة , سيؤدي , عما قريب , إلى تململ واسع في قطاع عريض ونخبوي من الشعب ,بالثورة الشعبية السلمية الثانية .

” 24 “

ثورة الشبان اليمنيين السلمية ضد الإستبداد , مازالت , لكي تكتمل تماماً , في حاجة إلى رجل , يعمدها ايديولوجياً ,بأفكاره المستنيرة , ويرى الثوار فيه ,الخلاص , والبطل المنتظر .

ليس الأخ عبدربه , ولا اللواء علي محسن , ولا الشيخ حميد الأحمر , ولا العلامة الزنداني , معني بذلك ,بطبيعة الحال .

” 25 “

أطالب بحقي كمواطنٍ , في الدولة المدنية , كخيار لا رجعة فيه , وأن أدعو , كما هو أنا عليه , بالمجتمع المفتوح , والثقافة المفتوحة .

” 26 “

منطق المنافقين واحد في كل أدوار التاريخ , دشن لهم ابليس مع آدم ذلك المنطق , من قبل , بالجهل والغرور , وختمه كوصمة عار له , ولهم , أبو لهب بالتتبيب , والحسد المستديم .

 

” 27 “

كأنني وليس الأمر كذلك , أعنيك بالعيب , يا هذا .

” 28 “

نحن لا نلعن معاوية , لأن ذلك ليس من أخلاقنا , وإنما نحتقره لأفعاله المشينة , وحسبه منا ذلك , إلى يوم الدين .

 

“1 “

يبدو أن بعض القراء , مازالأدنى مستوى من أن يتذوق الكلام الجميل بالشعر .

” 2 “

الشعر عطر عبقري فذ , لذلك لابد له من وعاء بالوزن حتى لا يتبخر , لا يضيع.

” 3 “

لايمكن كتابة الشعر خارج الوزن , كما لا يمكن السباحة خارج الماء .

” 4 “

كلما تقدم المرء في العمر , تلاشت بالتجاعيد الوسامة , وانتشرت ندف الثلج , منه , على المفرقين .

” 5 “

لا تسرع , إني مستعجل , هل قال الإنجليز , من قبل , هذا الكلام ؟!!

 

” 6 “

الأعمى من البصراء , لا يرى ما هو أبعد من الصورة / الشكل .

” 7 “

تقاوم الروح التجاعيدَ ,بالتقدم في العمر , ومع الأيام تتقد بالتجربة .

 

أقوال للشاعر الدكتور عبدالسلام الكبسي – الجزء الثالث :

 

” 1 “

قيل , ولا أدري من القائل الآن , إذ لم أعد أتذكر , لكثرة ما قرأت , وسمعت , وشاهدت , قيل أن الشاعر الكبير , ” مجرمٌ ” كبير إزاء القوانين .

فهو يخترقها , بالمنطق نفسه الذي يحكمها , ويزيد عليها , بسبقه لها ,على وجه التفوق .

” 2 “

عرفت دبي , وردة بلاعطر , زهرة بلاستيك , شجن معدني .

” 3 “

أن نروج لثقافة : ” اذكروا محاسن موتاكم ” , معناه , أن نلغي الجزء المهم من تاريخ يزيد بقتله الحسين عليه السلام , وبمثل تلك الوضاعة من البشاعة , وأن نمنح الحجاج شهادة تقديرية بالتفنن بالخطابة ,في ضروب القول , كواحد من بلغاء العرب الأساطين , وهو أول من قتل الناس بالظن , وهدم الكعبة على رأس أهلها , تقرباً , لآل مروان , من بني أمية ,دون الله , والله لا يرضى بذلك ,  وانتصاراً للاستبداد ,على العدل والإحسان .

 

” 4 “

لا يموت الأحرار  , من أصحاب المبادئ , ولا يستسلموا بسحقهم تحت جنازير الدبابات ,حتى تتصاعد روائح الانسحاق من أجسادهم , ولا يمكن القضاء عليهم بالسم , وإن قد قضوا به , ولا تركيعهم بالترهيب , ولا إغراءهم بالترغيب , لماذا ؟

لأن للمبادئ في النفس الحرة , سطوة الحياة , والأسباب من الخلود .

” 5 “

أولئك الشعراء الذين لاعلاقة لهم بالواقع المعاش , من البشر , لا شأن لهم بالإبداع على وجه الرسالة . إنهم آنيون , كالآنية الزجاجية , أسرع ما تنكسر , بمجرد احتكاكها بالتجربة من الفن .

” 6 “

الشاعر الذي يتمثل بالشعر واقعه , من الممكن جداً , وبلا كلفة , أن يقدمَ شيئاً مهماً , يحقق له الإستمرارية .

وإني لأستغرب من بعض الشعراء الذين كانوا عن انصرفوا بالتعبير عن قضايا الناس , بالذهاب بعيداً , إلى ” ابن علوان ” , أو ما شابه , كيف لهم أن يدعوا الإنتماء لهذا الواقع النابض بالحركة من جنون البشر .

إن مثل تلك الكتابات الصوفية بالسريالية , بدعوى الفن للفن , من الممكن أن تقال كتابة في أي نقطة من هذا العالم , لا في اليمن مثلاً ,و لذلك لا نستطيع اعتمادها كوثيقة إبداعية تاريخية , لماذا ؟ , لأنها , وهم , خارج التاريخ .

” 7 “

ليس الإبداع بالشعر , وبغير الشعر ,أن تنقل الواقع نقلاً لاقطاً , مباشراً . إن تلك مهمة المؤرخ , فدعها له , بل أن تؤسس هذا الواقع بتجسيد الآلآم أو الأفراح الإنسانية الشاملة ,على وجه التأويل في اللغة والدلالة , فالنص اليوم ,وبالأمس , وغداً , ذلك ماينبغي أن يكون عليه ,كوني بامتياز .

” 8 “

التغيير في مفهوم الشعر يؤدي بالضرورة إلى تغيير في شكله , باختراق حاجز ما , أو إحداث قطيعة معرفية , فنية , إيديولوجية , مفهومية ما , على نحو شامل .

” 9 “

ليس هناك أي مشكلة , أيها الأصدقاء ’ اقرأوا , وحاوروا , إذ لايليق بمثقفين مثلكم ,أن يستعملوا لغة التجريح .

 

” 10 “

ليس هناك , من قائدٍ لثورتنا , سوى الشعب .

 

” 11 “

ثورة الشبان اليمنيين السلمية ضد الإستبداد , مازالت , لكي تكتمل تماماً , في حاجة إلى رجل , يعمدها ايديولوجياً ,بأفكاره المستنيرة , ويرى الثوار فيه ,الخلاص , والبطل المنتظر .

ليس الأخ عبدربه , ولا اللواء علي محسن , ولا حميد الأحمر , ولا الشيخ الزنداني , معني بذلك ,بطبيعة الحال .

 

” 12 “

الحصانة جريمة تاريخية بالمعنى الكارثي , لن تنجو منها حكومة الوفاق , فالمساءلة قادمة .

” 13 “

لايمكن اسقاط دماء الشهداء من شبان الثورة السلمية في 11 فبراير 2011 , بالمبادرات , ولا بالتقادم , ولا بالسياسات , مهما كانت المبررات , فالمبادئ , هي المبادئ .

” 14 “

إنه مرشحٌ اليوم , ليكون الرجل الأول , رجل المرحلة , رجل الثورة , على النحو الذي يصطف معه , اليساري , واليميني . التقدمي ,والرجعي . الشافعي , والزيدي ,الشمالي والجنوبي , الطالب والعامل , الشاب والشيخ , الصغير والكبير , في سبيل المواطنة المتساوية ,بالدولة المدنية , وعلى أساس من العدل والحرية , والمساواة . فهل السيد عبدالملك الحوثي , مستعد الآن , لتحمل المسؤولية على وجه أقدر ؟

 

” 15 “

لستُ حوثياً . الحوثية – أكرر –  شرف لا أدعيه . ولا أنكر أنني كنت , ومازلت متعاطفاً مع الحوثيين , لانتمائهم الزيدي مذهبياً ,ولمشروعهم العظيم في الممانعة , ولأنهم مظلومون , وباعتبارهم أحراراً . تشدني الحرية ,أينما كانت , في أمريكا الوسطى , أو في الصين الماوية , أو فيتنام , في الثقافة الإسبانية , أو الإسكتلندية .

” 16 “

كل فرد في الشعب وصي على نفسه , والدستور المفتوح بالعدالة والحرية والمساواة , وصي على الجميع .

” 17 “

الحوثية كانتماء رمزي , بالنسبة للحوثيين , تعني الحرية ,

ذلك ما صار متحققاً , عبر نضالهم الطويل ضد الاستبداد .

” 18 “

 

” 19 “

مازلت أطالب بحقي في الثقافة كوزير لها , من أجل أن تكون اليمن مركزاً ثقافياً بامتياز .

” 20 “

أنْ نروج لثقافة : ” اذكروا محاسن موتاكم “, بالترسيخ لها على وجه قمعي , كما هو ملاحظ من دلالة العبارة ,معناه , أن تموت الحقيقة الغائبة لبشر يخطئون ويصيبون ,ينكصون و يتجاوزون ,لبشر ليسوا مثاليين على الدوام , ولم ينزلوا من السماء ذات يوم , وأن تبدأ , كما هو متوقع , قراءة التاريخ للأسف الشديد , بعيون خجولة .

” 21 “

لسنا مع السلفيين , لأنهم طارئون استقداماً , على ثقافتنا الوطنية , ولأنهم ضد الفن , والكهرباء , والشعر , والاجتهاد , والآثار , ولأنهم يؤسسون في كل لحظة , من خلال منهاج ابن تيمية وغيره , للاستبداد بفتاوى غريبة .

“22 “

ما زلت أطالب وزارة التربية والتعليم بإعادة النظر في المنهج المدرسي للتعليم الأساس والثانوي ,في ضوء ماطرحته مفكراً , عبر سلسلة من الحلقات النقدية , بهذا الشأن .

” 23 “

 

المشروع ( العظيم ) لحكومة المبادرة باليمن , في توزيع الوظائف وتقاسمها بالمحاصصة , سيؤدي , عما قريب , إلى تململ واسع في قطاع عريض ونخبوي من الشعب ,بالثورة الشعبية السلمية الثانية .

” 24 “

ثورة الشبان اليمنيين السلمية ضد الإستبداد , مازالت , لكي تكتمل تماماً , في حاجة إلى رجل , يعمدها ايديولوجياً ,بأفكاره المستنيرة , ويرى الثوار فيه ,الخلاص , والبطل المنتظر .

ليس الأخ عبدربه , ولا اللواء علي محسن , ولا الشيخ حميد الأحمر , ولا العلامة الزنداني , معني بذلك ,بطبيعة الحال .

” 25 “

أطالب بحقي كمواطنٍ , في الدولة المدنية , كخيار لا رجعة فيه , وأن أدعو , كما هو أنا عليه , بالمجتمع المفتوح , والثقافة المفتوحة .

” 26 “

منطق المنافقين واحد في كل أدوار التاريخ , دشن لهم ابليس مع آدم ذلك المنطق , من قبل , بالجهل والغرور , وختمه كوصمة عار له , ولهم , أبو لهب بالتتبيب , والحسد المستديم .

 

” 27 “

كأنني وليس الأمر كذلك , أعنيك بالعيب , يا هذا .

” 28 “

نحن لا نلعن معاوية , لأن ذلك ليس من أخلاقنا , وإنما نحتقره لأفعاله المشينة , وحسبه منا ذلك , إلى يوم الدين .

 

“29”

يبدو أن بعض القراء , مازالأدنى مستوى من أن يتذوق الكلام الجميل بالشعر .

” 30″

الشعر عطر عبقري فذ , لذلك لابد له من وعاء بالوزن حتى لا يتبخر , لا يضيع.

” 31 “

لايمكن كتابة الشعر خارج الوزن , كما لا يمكن السباحة خارج الماء .

” 32 “

كلما تقدم المرء في العمر , تلاشت بالتجاعيد الوسامة , وانتشرت ندف الثلج , منه , على المفرقين .

” 33 “

لا تسرع , إني مستعجل , هل قال الإنجليز , من قبل , هذا الكلام ؟!!

 

” 34 “

الأعمى من البصراء , لا يرى ما هو أبعد من الصورة / الشكل .

” 35 “

تقاوم الروح التجاعيدَ ,بالتقدم في العمر , ومع الأيام تتقد بالتجربة .

 

 

” 36 “

خلاصات من واقع القرآن الكريم :

” 1 “

العلم أولى , والمكانة الرفيعة للعالم , وعلى ولي الأمر أن يقدم الناسَ على نفسه .

” 2 “

موسى مخلصٌ , وعيسى مبشرٌ ,ومحمد رحمة للعالمين , ويمثل ابراهيم توجه البشرية بعد النضوج على صعيد اللغة بتسمية الأشياء بمسمياتها ,ثم التعبير عما في النفس , نحو المنطق . وآدم مصطفى , وقد جسد رامزاً , مرحلة الإنسان المتكلم , والقرآن صياغة نهائية لكل الشرائع السماوية ,والأحكام الإلهية , لا يتجاوز بالسنة نسخاً , ولا بالإجتهاد فقهاً ,إذ ما فرطنا في الكتاب , من شيء .

” 3 “

لم يرفع إدريس جسداً ,بل ذكراً , وعيسى كذلك , والرفع , فمن قوله تعالى : ” ورفعنا لك ذكرك ” .

” 4 “

سنن قرآنية :

” المستضعفون في الأرض هم الوارثون لها , ولايحيق المكر السيء إلا بأهله , وأما التدافع , فبالناس , بعضهم ببعض , والغلبة للخير في نهاية الأمر , والبقاء للأفضل من حيث القدرة على تحمل المسؤولية ” .

” 5 “

المنافقون يوم القيامة, يتوسلون , والصديقون هم الذين آمنوا بالله ورسله ,وجوهر رسالة عيسى عليه السلام الرأفة والرحمة ,والناس في الجنة درجات , منهم , السابقون السابقون , ومنهم أصحاب اليمين , والقسم بمواقع النجوم بالقرآن  , لو تعلمون , عظيم .

” 6 “

لازواج إلا بمهر , وتطليق الكافرات أمر إلهي , لا الكتابيات , والكافر هو من يبدي العداوة والبغضاء بالقول والفعل , وغير الكافر ممَنْ لم يبد العداوة , فالبر به أولى .

” 7 “

الكذب , والرياء , والاهتمام للشكليات , ومنع الماعون ,والريبة , والتبجح بالوعيد من صفات المنافقين , على وجه السلوك بالممارسة , بالفعل والقول معاً .

” 8 “

زوجتا نوح ولوط عليهما السلام , كانتا كافرتين , ومن ذهب بالتأويل في تفسير قوله تعالى : ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما .. ” ,إلى الزنا , فهو مخطئ , بل إن المعنى بالخيانة هنا ,هو الكفر بالرسالة وحسب .

” 9 “

الخطاب القرآني بسورة الطلاق موجه للمؤمنين رجالاً , ونساءً , وعلى المعتدة من طلاق , أن تحصي عدتها ببيت الزوجية , لا بيت أهلها , لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا . ذلك , لأن الله لا يشير بالطلاق , وإن أجازه , ويرغّب في استمرار مواصلة الزوجين للحياة معاً , فعسى أن تكرهوا شيئاً , ويجعل الله فيه خيراً كثيرا .

” 10 “

التقوى عموماً ,هي المحك , في العلاقة الزوجية .

 

” 38 “

كل فكرة تتضمن سلفاً ,برهانها في ذاتها , وإلا كانت مجرد خاطرة إنشائية وحسبْ

 

” 39 “

 

الأفكار ليست وساوساً ,بل قوانين , أو صور ,أو شيء من هذا القبيل .
ولكي تكتمل , لابد من تحويلها تمثلاً , إلى أشياء .

” 40 “

الأفكار لاتصنع بالتعديل من قبل البشر ,بل تخلق من بعض البشر .

صديقتي الدكتورة أ. خ , لقد قلت ,فأوجزت , وأصبت , وما أظن أحداً من القراء , إلا وقد فهم رسالتك , واعذري اليمنيين , فهم , كما بدا لك آنفاً , جارحون كالصقور بالفيس بوك , لكنهم , على صعيد الواقع , طيبون ورقاق قلوب , ولقد كانوا جميعاً, نبلاء , حتى أوجعهم الفقر ووضع ببعضهم , الاستبداد .

41

العمالة في أن نظل جهلاء , يستفزنا الشيطان الأكبر , فنخون بعضنا بعضاً , وأن نظل نكيل التهم على الأبرياء ,وأن نسمع من يقول الموت لأمريكا , فنسد آذاننا إشفاقاً على المارينز , وتغطية لجرائم كروز وتوماهوك , وأن نحب الأباتشي ونهتف لمقدمها , كأنها أم المؤمنين , استحوا , صحيح , اذا لم تستح فآصنع ماشئت , هذا والخطاب لايقصد به أحداًعلى وجه التعيين بالإسم , أو الصفات .

42

أنا على نحو شخصي , أنادي بالثقافة المفتوحة وبالمجتمعات المفتوحة , مثل كارل بوبر الأمريكي , هل معنى ذلك , أنني عميل , وأنني تخليت عن هويتي كمسلم , وكزيدي المذهب , وكيمني من خولان الطيال , من قبل , ومن بعد .

43

هناك فرق بين عملاء يبررون وينفذون سياسات دول باليمن , وبين مشاريع ثقافية وسياسية باليمن , تتقاطع من حيث الأفكار مع مشاريع دول اقليمية ودولية كالديمقراطية , مع الغرب , والممانعة مع ايران وحزب الله , في وجه الصهيونية , والاستكبار العالمي عموماً . وقد اتضح للعالم , ان أنصار الله مشروع ممانعة في اليمن , وهذا جدير باحترامه , ولابأس أن يتقاطع مع ايران وحزب الله , فمن هو ليس ضدي فهو معي على حد تعبير السيد المسيح . وأما أن ايران تدعم أنصار الله , فلم تثبت ( التهمة ), منذ 2004 ,إلى حد الآن , وانما الرئيس هادي كان قد صرح ان جهازه الأمني , اكتشف خليه عدنية , ويحاكم الان , صاحبها المظلوم . وأما ان للسعودية رجالها باليمن , فهذا مما لايخفى ,على أحد , بدءاً بالرئيس حتى آخر شيخ في عمران , حسب تعبير الشيخ صادق الأحمر .ونحن كمثقفين مستقلين ضد الإستكبار والاستبداد , قبل الحوثية , ومازلنا ضد الاستكبار والاستبداد , وضد التخلف والجهل , نناضل بالجامعات من أجل تنوير الناس , ولكنكم مغرمون بغيرنا , من خطباء المساجد , ومن على شاكلة عمرو خالد.

44

ليس اليمنيون قصاراً , إنهم شعب عظيم , ويريدون دولتهم ان تكون عظيمة , ولكن بعض المسؤولين للأسف الشديد , لايريد إلا أن نكون اليد السفلى .

45

بعد 11 فبراير 2011 , لايمكن الحديث الا عن الدولة المدنية .

كأنك تخاطب ماركس , وكأن الحقيقة بيد ناس وناس , وكأنك سني كويتي يخاطب شيعياً عراقياً , إذ لاعصمة عندنا , ولا سلفية , بل زيدية وشافعية , فعش واقعك اليمني , لكي يستمر الحوار .

 

46

إنما نأخذ على بعض اليمنيين , ونحن منهم , أن يدلسوا بإسقاط الإمامية على الزيدية ,والسلفية الوهابية على الشافعية , وأن ينطلقوا في تحليلاتهم , وتصوراتهم للناس , وللأمور , من ثقب المذهبية ,باستمرار .

47

التعليقات التي تخرج عن اللياقة بالفحش نحذفها , مراعاة لمشاعر الناس وأذواقهم , فالأخلاق أولى وأجل بالتقديم .

48

على كل ذي عقل سليم أن يدين الحرب , وأن يقدم وجهة نظره تجاه مايحدث بحياد , فكلنا يمنيون , وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم , على حد تعبير ابن أبي سلمى , وطوبى لمن قال : لا , دفاعاً عن كل اليمنيين هنا , وهناك , من صعدة حتى عدن , ومن عدن حتى المهرة , ومن المهرة حتى عسير , وجيزان .

49

بالتعليقات , فكل واحد ممن يعلق , إنما يقدم للآخرين نفسه , وأتمنى أن نعمل بقول أمير الشعراء شوقي : اختلاف الرأي لايفسد للود قضية , فنحن هنا , بالفيس بوك , على عالم افتراضي , من اللياقة أن يكون الجميع في المستوى , هذا والخطاب موجه لي , ولكم , أيها الأصدقاء .

50

نحترم الوضوح , ونؤيد الإختلاف بالحوار ,والتعددية أفضل من التكرار , ومرحباً بالأصدقاء على غصون الحب , والتعايش بالتسامح .

 

51

من يطالب بمساواة الناس جميعاً ,أمام الدستور , كما هم متساوون بالقرآن الكريم , ليس بالعنصري , ولا بالضيق الأفق , وإنما الناس يتهمون الناس , والناس يخترعون للناس , ويوسوسون في صدور الناس , نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.

52

الفقراء في اليمن , والعاطلون عن العمل , والمتعاقدون وظيفياً , وأصحاب الدراجات النارية , و” المقطلون ” , وأصحاب السوابق في البسط على الأراضي , وجنود الفرقة , والمطاوعة , .. , يزدادون يوماً بعد يوم , مع تقدم الأخ عبدربه , في السن , وانصراف با سندوة بالحكومة , عبر المحاصصة الحزبية , نحو المجهول .

53

أيها الشباب , حاولوا أن تنفتحوا على العالم , ما استطعتم الى ذلك سبيلاً . اتركوا المذهبية , والولاءات الطائفية , وابحثوا عن الحقيقة , إنها منكم , أقرب من حبل الوريد .

54

لو وجدت لأي ( زعيم ) عربي , حتى لو كان مستبداً , مقولةً تماثل مقولة الخميني في الإستكبار العالمي , من أنه الشيطان الأكبر , متجسداً في النظام الجائر للولايات المتحدة , لنشرتها , ولكن الواضح أنهم جميعاً , لم يكونوا , في مستوى الزعامة , ولا القيادة .

55

أيها الشباب , حاولوا أن تنفتحوا على العالم , ما استطعتم الى ذلك سبيلاً . اتركوا المذهبية , والولاءات الطائفية , وابحثوا عن الحقيقة , إنها منكم , أقرب من حبل الوريد .

56

ماالذي يا صديقي , تكرهه في الشيعة , من الزيدية أمثالي ؟ وهل الخميني بالبساطة , بحيث تعلق على دعوته , لتكن آخر جمعة , في رمضان يوماً للقدس، بما تفضلتَ , وقد قلب العالم , وحطم أسطورة الامبرياليين الاستكباريين العالميين , بطرد السفيرين : الاسرائيلي , والامريكي , وجعل من إيران جمهورية إسلامية ؟

إنني على نحو شخصي , أحترم المواقف , وأحترم الرجال .

57

 

اقرأ المنشور اعلاه , يا صديقي , بتجرد من التغطية القديمة للأفكار البالية العتيقة , وستتجلى لك الحقيقة , كالشمس .

58

 

ليس معاوية اليوم , الا اسم نشير إليه , بالشر على سبيل التمثيل , فلا يحنق البعض منا , عليه , مادام ثمة لقاء ثان , على الضفة الأخرى من العالم , حيث عند الله تجتمع الخصوم , وسنرى من منا سيبلس بالنفاق , ومن يستبشر بالإيمان.

59

اذا لم تختلف معي , فلست صديقي .

 

60

لا يمكن أن نتقدم قيد أنملة , ومازال ثمة رجل واحد منا , يقول للمنافق : يا مؤمن , وللطاغية : يا أعدل الناس

61

كنت آمل , منك , كيمني , أن تعتذرَ لمن أسأت اليهم .

62

 

العرب متقدمون , في ماذا يا صديقي ؟ في الاستبداد , على ماأظن.

63

 

للأسف الشديد , فإن بعض القراء , حتى وإن كانوا يختلفون في وجهات النظر , مع صاحب الموضوع , إلا أنهم لا يلتزمون بالحد الأدني من أدب الحوار.

 

64

 

لا وجود لما يسمى بعذاب القبر , ذلك مايقوله القرآن الكريم , في أكثر من عشرين آية , ولكنهم يقدمون الاسلام ارهابياً ,على غير حقيقته , ونحن نريد الحقيقة وحسبْ

65

تستبشرون ببخاري , ومسلم , ومن لست أدري , ولا تستبشرون بكتاب الله : وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ(45). الزمر

66

في الخارج , وخارج إطار القات , والسياسة , يبدو اليمنيون أوسم , وعلى غير العادة .

67

هناك مايسمى بالتاريخ , حيث يجد معاوية َ مثلاً , مَن ْ يريد أن يجده , ديكتاتوراً صعد فوق انهار من دماء الأبرياء إلى ما ظنه ملكاً , فأدانه التاريخ , ونحن ندينه لكي لايتكرر الاستبداد . وما خروج أهل العقائد على معتقداتهم , بثورات الربيع العربي , بمصر وتونس , واليمن , وسوريا , والبحرين , وغيرها , إلا دليل على إدانة الديكتاتورية في تاريخ المسلمين التي بدأت كما تقدم , بمعاوية , وعليه لابد من مراجعة البعض لبعض الأفكار الخاطئة التي يحملونها , حتى وإن كانوا من حملة الشهادات العليا , إذ لافرق بينهم وبين علماء الذرة من الهنود , فبمجرد أن ينتهوا من تجاربهم المعملية في الكيمياء والذرة , يعرجون على أبقارهم للعبادة

68

ما وضع الناس سوى المهن , وما رفعهم إلا العلم , والتقوى هي المحك , فالناس سواسية ,كأسنان المشط , على حد كلام رسول الله (ص) .

69

العدل , الحرية , المساواة : مثل هذه العناوين , إنما وضعت للحوار المثمر , في عصر الألفية الثالثة , فحاوروا , لتتسع الرؤية تجاه العالم من حولنا والوجود بالموجود .

70

القضاء اليمني يحاكم المواطن علي السعيدي بدعوى الردة , لأفكار وضعها على صفحته بالفيس بوك , في زمن ما بعد 11 فبراير 2011 , وربما يواجه الإعدام , فهل نحن , بصدد رواية جديدة لكافكا ؟
أدعي , أنني قرأت كل ما كتبه , لقد كتبت عنه , وقلت أني لم أجده كافر اً , ومن العار أن يتخلى القضاء اليمني عن تقاليده , وحكمته , وسمعته المرموقة ,في سبيل إرضاء حفنة من المنافقين , وألمس بقولي ذلك ذقني , كما يفعل أفراد عائلته ,في إشارة إلى الرجال الملتحين .

71

 

عندما تفتقر المرأة إلى الذوق , والرجل إلى الحنان , فالطلاق أولى بهما , وعلى الفور .

72

أن يحب الرجل على زوجته , فذلك أمر بدهي في الفطرة , وأن يتزوج بثانية , فمن حقه , وإنما المحك العدل , ” ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء , ولو حرصتم , فلا تميلوا كل الميل ” صدق الله العظيم .

73

 

كانت تحلم بأن تتزوج من رجلٍ يحبها , ولا يرى في الدنيا , من النساء , سواها , وأن تعيش معه أجمل قصة في تاريخ الغرام , حتى تزوجت , فوجدتْ الواقعَ أغربَ من الخيال .

 

74

 

تكره الرجال , لأن قلوبهم ممالك , تتسع لكل النساء . تريده لها وحدها وحسبْ

 

75

 

التورط بالحب غالباً, بالنسبة للرجل المرتبط بالزواج , تجربة مجنونة العواقب .

76

 

الحب بالنسبة للمراهق , دعوة لأن يرتكبَ أكبرَ قدر ٍ من الحماقات ,في سبيل رضى المحبوب , وأن يبدو غبياً , بما فيه الكفاية .

77

 

القلب أسمى معيار عند الحكم , على الأشياء التي لا تبدو لنا , من الوهلة الأولى , مألوفة , وواضحة , كالحب مثلاً ,من أول نظرة , أو كرؤية البحر لأول مرة , أو كالقفز المظلي , بلا برشوت .

 

78

 

رأيتكِ اليومَ, كما لم أرك من قبل , كنتِ جميلةً كوردة , ومرتبكة كفراشة !!

 

 

 

أقوال للدكتور عبدالسلام الكبسي الجزء الخامس :

” 1 “

كانت صلاة المسلمين بمكة , تقوم على قراءة القرآن ,والتسبيح , باتجاه السماء, كقبلة , لا ” بيت المقدس ” , كما هو شائع بالمرويات , والإخباريات .

وقد فرضت الأوقات الخمسة ,وحددت القبلة , وسمي الأذان , مع صفة الصلاة ,بإقامتها , من قيام وركوع وغيره  , بنزول سورة البقرة , وعلى ذلك , تم بناء المسجد , بالمدينة .

” 2 “

نحن لا نتحاذق بالفذلكة , ولا نتفلسف هرطقةً ,في طروحاتنا الإسلامية , بل نزكي عقول الأجيال , ونعتصم بالقرآن : ” مافرطنا في الكتاب من شيء ” , و” فيه تبيان كل شيء” .

” 3″

من لا يعتصم بالقرآن , فلا شأن لنا به .

إنما خطابنا لمن يستمعون القول , فيتبعون أحسنه .

” 4 “

 

نفينا , في بحوث سابقة , أن تكون فلسطين , مسرى نبينا محمد ( ص ) ,وما ترتب على ذلك , من المرويات ,لأن ذلك صحيح ,و لأننا أساساً , نريد نفي مزاعم الصهاينة , بأن فلسطين , هي بالنسبة لهم , أرض الميعاد , وأن لهم حقاً تاريخياً فيها , حسب النظرية الصهيونية , فقد عرضت انكلترا , عليهم , أن يستوطنوا احتلالاً ” أوغندا ” , أو ” جزيرة سقطرى اليمنية “, أو ” فلسطين ” , فاختاروا , فلسطينَ .

” 5 “

إذا اصطدم الحديثُ مع القرآن الكريم, نقدم القرآن عملاً به ,ونرد الحديث , فهو المعيار , ولا معيار معه ,وهو المعني بقوله تعالى : ” وما اتاكم الرسول , فخذوه , وما نهاكم عنه فآنتهوا ” .

” 6 “

كل أرض يعبدالله فيها , باقامة الصلاة , والدين , فهي أرض طيبة , وما دون مكة , كاول بيت وضع للناس , فلا تشغل بالك , بالبحث عن عنه .

” 7 “

إنما يؤخذ العلم منا ,بالبحث العلمي ,لا من الرواة , والخطباء ,خارج أسوار الجامعة .

 

” 8 “

ليل الغربة طويل .

” 9 “

الأوغاد , دفعونا للهجرة .

” 10 “

أريد امرأة لا اتزوجها , وتبدأ القصة نفسها , من جديد

” 11 “

 

أحب حواء , وحسبْ

” 12 “

نحن هنا , أشجار اللوز , جذورنا عميقة , وقاماتنا أعز وأطولُ

” 13 “

لن نترك بلادنا للأوغاد , ونهاجر .

” 14 “

 

ليس في بلدي سعة للمثقف الحقيقي , لذا هاجرت , بطلب حق اللجؤ الإنساني , ذلك ما أخبرتني به الشاعرة اليمنية فاطمة العشبي .

” 15 “

ليت أن الفراشة تقفز ,
ليت الهوى يشترى ,
ليت موتاً يباع امتيازاً ,
لنا , ولأولادنا ,
ليت نقتل بالعشقِ ,
من أجل هذي البلادِ ,
سئمنا المذلة ,يا أهل دمونْ

” 15 “

الحياة جميلة بالأهل ,وندية بالأصدقاء.

” 16 “

لم نقل للشعراء بأن ينتحروا , حين ندفع بهم , نحو الطيران بالتحليق من على القصيدة العظيمة .

” 17 “

لم نقل للشعراء بأن ينتحروا , حين ندفع بهم , نحو الطيران بالتحليق من على القصيدة العظيمة .

” 18 “

الشعراء الذين خافوا , من قبل , مضت السنون , ولم يحققوا شيئاً يذكر , وما عرفوا ذلك , حتى يندموا ويبدأوا من جديد , هل ترغبون في المرور بالتجربة نفسها ؟

” 19 “

 

من أراد أن لا يكون شاعراً كبيراً , فليخاف , من كل شيء .

” 20 “

أيها الشعراء , هل تريدون أن تكونوا مختلفين امتيازاً , في نصوصكم الشعرية , جربوا الحياة , غامروا , قفوا من حدود الخطر .

 هل جرب أحدكم يوماً , أن يقفز من على الحافة , في الظلام ؟

” 21 “

أيها الشعراء ,لينصرف كل واحد منكم , إلى بناء مشروعه الشعري , فالحياة قليلة , ولا وقت لديكم , أكثر مما كان قد ذهب أدراج الرياح , مع اعتذاري لقارئي , فها أنا أعبر مضطراً , بالجاهز المتداول من الكلام , قصدت : ادراج الرياح .

” 22 “

 

الشعراء الألفينيون باليمن , وربما في العالم العربي أيضاً , اليوم , بل الآن , وفوراً , مطالبون بالتجاوز على مستوى النص الشعري , لأن زمنهم , زمن البوعزيزي , زمن الممانعة , و الثورات المستمرة .

” 23 “

 

ليس كل شاعر كبير بمختلف , والعكس صحيح , فكل شاعر مختلف كبير , بالضرورة .

” 22 “

 

هناك شاعر مركزي كأبي تمام مثلاً , كما أن هناك مركز شعري ببغداد قديماً , وفي مصر ولبنان من العصر الحديث . وهناك شاعر أصيل كالمتنبي , كما أن هناك شعر أصيل لعشرات التجارب الشعرية منذ امرئ القيس حتى الامتداد . وهناك شاعر مقلد كاحمد شوقي , كما أن هناك مئات , بل الآف من الشعراء المقلدين , في ثقافتنا العربية القديمة والمعاصرة , مع تعليقاً على ما سبق , وجود الفارق , بطبيعة الحال .

” 23 “

يولد الشاعر موهوباً , أولاً , ثم يتقلب في أصلاب الشعراء , بالقراءة والممارسة على وجه المحاكاة والتقليد ثانياً , ليخرج فيما بعد كبيراً , بإيقاعه الشخصي : أسلوبه , إمضاء ذاته الكاتبة , صوته , بصمته ..,وينسحب ما قلناه قبل قليل , على كل المبدعين في غير مجال , لذا لزم التنبيه .

” 24 “

إذا كانت قرارات الرئيس هادي الصادرة في حق مجموعة من العسكريين بالتغيير ضمن ما سمي بأعادة هيكلة الجيش , ستغير الجيش من ولائه لأفراد عسكريين نافذين بعينهم , إلى ولاء لهذا الوطن وحسب في إطار دستور يحدد بالضبط مهام الجيش من وجوده في حماية الوطن والمواطن , فأنعم بها , قرارات , وإن كانت تركز على الأشخاص باستبدالهم بمن هم أجهل منهم , فلا معنى لها ؟؟ نريد في هذا السياق , جيشاً نوعياً , فقد أثقل الجيش كاهل الوطن بالميزانيات الضخمة ,وتورط في قتل المواطنين في الشمال والجنوب , ولا مناص من اعادة اعتباره , بانحيازه للوطن لا الفرد المستبد , الى الأبد .

” 25 “

نريد إعلاماً حراً, يتعامل مع الواقع بمصداقية , يقدم الناس جميعاً , ويتسع للوطن اليمني شماله بجنوبه , بعيداً عن المشاريع الآنية , والصغيرة .

” 26 “

 

المشكلةاليوم , ليست في الوسائل نحو غد أفضل , بل في رجالها الذين مازالت المحاصصة تنتخبهم , لا معايير الأفضلية .

 

” 27 “

نحن بحاجة إلى المهنية على الدوام بالعمل الصحافي , كما نحن بحاجة إلى التميز بالإختلاف , في تقديم الواقع ,خدمة للحقيقة .

“28 “

نحن بحاجة إلى إعلام ذا نسق مفتوح على الجميع ضمن إطار الوطن . بحاجة إلى كوادر تسمي الأشياء بمسمياتها .
كوادر مدربة ومؤهلة , تمتلك لغتها الواصفة , وتؤمن برسالة الإعلام من الإعلام .

” 29 “

عندما انتهك النظام المستبد كرامة المرأة اليمنية ’ بما دعاه بالإختلاط , كان رد فعلها متوازناً وراقياً , ولايقل وعياً عن المرأة في العالم المتقدم , من أوروبا أو أمريكا ,أو اليابان , فقد لجأت إلى القضاء .

” 30 “

ينبغي على أمين العاصمة ,الإستمرار بوثوق في ضبط حالات التجاوز , بالنسبة للبناء العشوائي , وحصره تماماً ب, وضع حدود له , وإحالة الموتورسيكلات لخارج الأمانة , ووضع شروط وقيود لسيارات النقل العامة والخاصة , في وجود الباصات بكثرة , وهي كما هي عليه من القدم وعدم النظافة , وباعتبارها لاتوفر للناس انتقالا آمنا ومريحاً ,فيجب اعادة النظر بشأنها , في ضوء المقاييس التي تحكم المدن الكبرى في العالم .

“31 “

إن ماينبغي أن يفهمه المجتمع اليوم , هو أن المرأة اليمنية تجاوزت كل الخطوط الحمراء للقبيلة , وأنها بنضالها , اكتسبت شرعيتها كشريك مماثل ووجودي للرجل , بإسقاطها الإستبداد في بلادنا , وعلى نحو لم يشهد له التاريخ مثيلاً ,في طول , وعرض الثقافة اليمنية القديمة والمعاصرة .

” 32 “

مستقبل اليمن بالثورة الشبابية , رهين بما ستقدمه الحكومات للشباب , من مشاريع سياسية و اقتصادية وثقافية ضخمة , تستوعبهم بتخليصهم من البطالة , وبرفع مستواهم صحياً وتعليمياً وثقافياً ,وبالتركيز عليهم كمواطنين , حملوا مشعل الحرية , وسالت دماؤهم من أجلنا , وفي سبيل غد أفضل.

” 33 “

الخانعون , لا شأن لهم , بالتغيير .

” 34 “

آن الأوان , لنستعيد كرامة اليمنيين المهدورة , على أبواب دول الجوار .

” 35 “

مستقبل اليمن رهن , بتجاوز الاستبداد , نحو الحرية .

” 36 “

أدعو إلى مساواة المرأة اليمنية دستورياً , بالرجل .

” 37 “

ليس ثمة قرآن آخر غير القرآن الذي بين أيدينا , وهو المقصود تحديداً , بقوله تعالى : وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ” , صدق الله العظيم .

” 38 “

لن يحدث صراع , ولن تتحرك القوى لخلقه , فكلهم رهن بيد المجتمع الدولي , وستسير الأمور كما ينبغي , ذلك , لأن التردد في ألا تكون هناك دولة مدنية , معناه أن يستقل الجنوبيون بالجنوب , وشماليو الشمال بالشمال , وهذا حقهم , وسيضيق وقتئذ , الوسط بالإسلاميين والقبائل وحسب , وهو مالا نتمناه , فالوطن متسع للجميع بالجميع .

“39 “

حكومة الوفاق تكرس المحاصصة الحزبية بإقصاء المستقلين , وتعمل للمستقبل , مستقبل أحزابها , لا الوطن , ولم يصلنا , ونلمس , منها , إلى حد الآن , سوى الراتب .لم يتغير شيء مهم , ونتمنى أن تنتهي المرحلة الانتقالية , على ما يلبي طموح اللحظة : دستور الدولة المدنية المنتظرة .

” 40 “

لو أتيح لليمن قيادة كفاءة ومسؤولية منذ 1962 , لكانت اليمن اليوم , يابان الجزيرة العربية , فمساحة اليمن , كمساحة فرنسا تقريباً , ومقوماتها أقوى منها , لا على صعيد البحار بالثروة السمكية , ولا ثروات الأرض , ولا المخزون البشري , فحسب , وإنما العقول , والهمة اليمنية بالرغبة في التقدم .

” 41 “

منذ تاريخ قيام الثورة في 1962 , مؤسساتنا أشكال بلامعنى , وثرواتنا نهباً للفوضى , وعقول اليمنيين تتعرض في كل يوم , للإستحمار .

 

” 42 “

الأنظمة المستبدة ماعمرها بنت بلداً , ولاعمرت أرضاً , ولا أوجدت شعباً , ومصيرها أبداً , إلى الزوال .

 

” 43 “

إن تطبيق مبدأ الثواب والعقاب , على درجة متساوية بين الجميع , وفي وجود المسؤلين القدوة , الذين لايحمون أنفسهم بالجيش والأمن , وإنما بالعدل , لأن الشعب , هو من يحميهم , ويساهم في نجاح استتباب الأمن وتوفير السكينة العامة , في المجتمع .

” 44 “

من العار , أن تمنح المناصب على أساس من المحاصصة الحزبية , كما كان عاراً , في الماضي , أن منحت بحسب الولاءات للحاكم الفرد , أو في اطار المناطقية المقيته , في وجود من هو الأقدر على تحمل المسؤولية .

 

” 45 “

هيبة الدولة , لم تفقد منها , بسبب انتشار حمل السلاح في المدن والقرى , فتلك ثقافة اليمنيين , منذ تولى الإستبداد , بنظامه العسكري زمام الأمور بالوطن لأكثر من 30 عاماً , بل لأنها لم تمارس صلاحيتها , كدولة في تعميم العدالة الإجتماعية , والحريات ,على وجه الواقع من مواطني الجمهورية .

” 46 “

الحل في وجود دولة , تسخر مقدراتها بالقانون لصالح الشعب , لا من أجل فئة على فئة , وقبيلة على أخرى , وقوى موالية على قوات معادية , فالجميع هنا , مواطنون .

“47 “

حدودنا مفتوحة على مصراعيها , وقبائلنا المحاددة لدول الجوار , يقومون بمهمة وطنية في مراقبتها , وما على الدولة إلا أن تمنحهم المزيد من الإمتيازات ,على صعيد الخدمات ,بما لايجعلهم يتطلعون نحو الضفة الأخرى , بعيون قلقة .

” 48 “

نرجو أن لا نرى الجيش مرة أخرى , في ورطة جديدة مع المواطنين , بحجة بسط نفوذ الدولة , أو قمع الملكيين الرجعيين , أو الحراكيين المنشقين , أو ما شابه من ترهات العهد البائد .

” 49 “

إن تورط الجيش بأمنه , في سفك دماء اليمنيين منذ 1994 , تحت راية الولاء للحاكم الفرد المستبد , كان عاملاً رئيساً , في انعدام الثقة بين المواطن والدولة , على مشهد الوطن الواحد , وعليه , صار لزاماً , إعادة النظر بالهيكلة فيه , من خلال قرارات حاسمة , كتلك التي اتخذها الرئيس هادي , إن لم يكن ثمة ما يمكن أن يكون ضمنياً , ويتضمن الأشخاص أنفسهم , أو مواليهم , وتحت مسميات وأسماء جديدة .

” 50 “

مازلت منخطفاً بذاكرتي , مُذْ افترقنا .

“51 “

هل عليّ , أن أنتظر في كل مرة , وكما هي العادة , حتى تبادرني بالكلام ؟!!

“52 “

عندما ترتبك الجميلة , يعلن القلب صفارة الإنذار , بالحب .

” 53 “

وشتْ بكِ , عيناك , إلى قلبي ,بلا كلام .

” 54 “

الحبُّ يشيْ بصاحبه .

” 55 “

لم تفصح الآثار المصرية عن وجود لبني اسرائيل , في الكتابات الهيروغليفية , ووثائق البردى , إلا من رسم يشار به إلى أسرى منكسرين . دفع ذلك , على الرعم من جهود شلوفسكي , و فرويد وغيرهما , ممن حاول دراسة التاريخ باكتشاف سقوط مرحلة كبيرة منه من جهة , والتوفيق من جهة ثانية , بين النص التوراتي والعلم الحديث , من قبل , على غرار , ما يفعله اليوم , علماء من سموا بالإعجاز العلمي بالقرآن الكريم , دفع ذلك , نعود للموضوع الأساس , الكثير من الباحثين , إلى القول بخروج التوراة من الجزيرة العربية ,عبر سلسلة من النظريات , وأن موسى كان بمصر اليمن من جبال السراة والحجاز , وغيرها , في تعسف مثير , يخلو من الموضوعية باعتبار أن الفيصل حسماً , في مثل هذه القضايا , لا يكون إلا للآثار , الآثار وحسب .

ورأيي , وسأعمل على تحقيقه , بأن موسى وقومه كانوا بمصر النيل , ولعل السبب, في عدم ورود اشارة الى بني اسرائيل بالنقوش الفرعونية , أنهم كانوا هامشيين , ضمن حركة المجتمع الفرعوني ومدوناته التاريخية الرسمية , بقتل أولادهم , واستحياء نسائهم استعباداً , ومن أين للهامشي , المستعبد , المستضعف , أن يذكر بالتاريخ , أو أن يؤثر في صنعه , حتى أعزهم الله بموسى , وجعل منهم أئمة , وأورثهم الأرض , إنها دعوة للنقاش , فناقشوا بالحوار .