منهجية تفسيرنا للقرآن د. عبدالسلام الكبسي

ننطلق في تفسيرنا للقرآن الكريم أولاً ,

من منهجيته المصرح عنها بالقرآن نفسه, عبر الآيتين الآتيتين  : “

 

مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ – الأنعام .

وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ – النحل .

صدق الله العظيم .

فالقرآن يفسر بعضه بعضاً , وأنه يقوم على المجاز , بما كان قد عبر القرآن به ,عن نفسه , بالمتشابه من المحكم :

” هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)- آل عمران .فالمحكم , مثل قوله تعالى :وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ (20) – محمد .

وأما المتشابه منه , فما كان حمّال أوجه تقول لهم , ويقولوا لك , على حد تعبير الإمام علي كرم الله وجهه , في وصيته لعبدالله بن عباس كأن يحتج من يحتج بقوله تعالى : وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) ,للخروج على الحاكم الظالم , فيرد عليه , بقوله تعالى : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ .. “,أو بسبب دخول المجاز تارةً ,عليه ,كأن يقول الله : إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77) , صدق الله العظيم , أو بسبب , ما يمكن أن يظن في الظاهر أنه تعارض , وتناقض ,حتى يصدق القرآن بعضه بعضاً , فلايختلف , ولا يتناقض , .. إلخ إلخ .والذي قبل الدخول في موضوعات قرآنية , اختلف المفسرون , في تفسيرها , أو تأويلها , بحسب , ماتوفر لكل منهم , مابين زمن , وآخر ,من معارف , وعلوم , وإمكانات منهجية , فمنهم من ذهب إلى الإسرائيليات , ومنهم من تقصد الإخباريات , ومنهم , من استنبط , وقاس , وقارن , ومنهم , غير ذلك , مثلما هو حاصل هذه الأيام , في تفسير القرآن من خلال توافقه مع العلم الحديث , أو ماسمي بالإعجاز العلمي في القرآن  الكريم , وهي , كلها , تصب , في نهاية المطاف , في خدمة المسلم لفهم النص القرآني , علاوةً على الحقيقة , هذه الأخيرة , هي غايتنا , وهي مانحرص عليه , عبر سلسلة من التفسيرات الموجزة , غذ لا فائدة , ولا طائل يرجى من الإكثار , بالحشو , أو التكرار , خصوصاً , والنصوص القرآنية في أغلبها بينة , كالدليل , وواضحة كالشمس .