كتاب زيد بن علي شعر عبدالسلام الكبسي

 

 

            

 

كتابُ  زيدٍ بن عليٍّ

” شعر “

 

 

 

حقوق الطبع محفوظة

2012

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فاتحة

 

 

 

 

 

مَا أشدَّ مَرَارَةَ

هذِيْ

البِلَادْ  !!

 

 

 

 

 

 

بلادي

 

 

 

 

 

يا بلاديْ

التي

مَنَحَتْنَا الكرامةَ ,

مِنْ قبلُ ,

والشِّعرَ , والحُبَّ ,

والكبرياءْ

ازهريْ

بالرِّجَال ْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ديكتاتور

 

 

 

 

سَيُحَاكِمُهُ

الفقراءْ

والذين قضوا في الرّصاصِ ,

ومَنْ فقدوا بعضَهُمْ ,

واليتامى , وجرحى الحُرُوْبِ ,

وتلكَ التي يَتَألْقُ كالنَّجْمِ

بَيْنَ الخَرَائبِ

مِنْ دَمِهَا ,

طفلُها

” المُنْتَظَرْ “

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مُسَاوَاةٌ

 

 

 

نَتَأَثَّرُ

بِالخَوْفِ , ذَلِكَ مَا سَوْفَ

نَبْدُوْ عَلَيْهِ جَمِيْعَاً ,

و بِالجُوْعِ , والعَمَلِ المُتَوَاصِلِ ,

نَبْكِيْ , و نَضْحَكُ

نَقْلَقُ مِنْ أَجْلِ أَوْلَادِنَا ..

فَجْأَةً , كَيْفَ , بِاللهِ , يَا نَاسُ , نُصْبِحُ

مُخْتَلِفِيْنَ ؟

وكَيْفَ إِذَنْ , فَرَّقُوْنَا إِلَىْ

سَادَةٍ , و عَبِيْدْ ؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جِيْلُ الثَّوْرَةِ

 

 

إِنَّ  جِيْلاً مِنْ اليَمَنِيِّيْنَ ,

شَابَاً ,

لَدَيْهِ ارتِبَاطٌ مَعَ المَوْتِ

قَدْ يَتَغَيِّبُ بَعْضَاً مِنْ الوَقْتِ ,

ثُمَّ يَعُوْدُ ,

وقَدْ لا يَعُوْدُ

المُهِمَّةُ مَحْفُوْفَةٌ بِالمَخَاطِرِ ,

يَا لِلشَّبَابِ المُخَاطِرِ

يَا لِلْبُطُوْلَةِ ,و العُنْفُوَانِ ,

ويَا لِلأُنَاسِ الرِّجَالْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شَعْبُ الحُرِّيَةِ

 

 

 

 

حَسَنَاً , هَلْ أَقُوْلُ إِذَاً ,:

”  إِنَّ شَعْبِيْ تَخَلَّىْ عَنْ القَيْدِ ,

أَلْقَىْ المَرَارَةَ

لِلرِّيْحِ ,

وَاجَهَ فِيْ الطُّوْفَانِ الحَقِيْقَةَ ,

أَسْقَطَ كُلَّ الَّذِيْنَ سَيَعْتَرِضُوْنَ

طَرِيْقَ الحَيْاةِ

تَنَفَّسَ كَالصُّبْحِ , بِالحُرِّيَاتْ  ”  ؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اليَمَنِيُّوْن

 

 

 

 

عِنْدَمَا

يَفْقَدُ اليَمَنِيُّوْنَ

أَخْلَاقَهُمْ

تَحْتَ لَافِتَةِ الحُبِّ , والكُرْهِ

بإِسْمِ السِّيَاسَةِ والدِّيْنِ ,

والعِرْقِ ,

قَدْ يَخْسَرُوْنَ الوَطَنْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اسْرَائِيْلُ

 

 

 

لَيْلُ

صَهْيُوْنَ كَالسِّحْرِ أَسْوَدُ ,

كَالِإنْتِقَامِ حَقُوْدْ

لا يُؤَدِّيْ سِوَىْ لِلْجَحِيْمْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إلى يزيد بن معاوية :

 

 

 

عندما

كانَ أسلافُ خصميَ ,

فيما مضى مِنْ قرونْ

همجيَّيْنَ جِدَّاً ,

لِئَامَاً , يُقتّلُ بعضُهُمُ البعضَ ,

ضِمْنَ فقاعةِ ” قابيل َ ” , يحتطبونَ الجحيمْ

كان أسلافيْ مُحترمينَ كثيراً ,

ومُنقطعينَ إِلى اللهِ ,

في كلِّ أَرْضٍ يفيضونَ بالشُّهداءِ ,

كِرَامَاً ,

على حُبَّهِ , يُطعمونَ الطَّعامَ ,

و هُمْ موضعُ الحبِّ مِنْ كلِّ قلبٍ كَرِيْمْ

 

 

 

 

 

 

 

 

دولةُ الفقراء

 

 

 

 

 

أيها الشهداءْ

لقنوا المُسْتبدينَ

دَرْسَ الحَيَاةْ

يتوقفُ عن قتلنا الجبناءْ

وارفعوا نَجْمَ دولتنا ,

دَوْلَةِ الفُقراءْ

عالياً في السَّماءْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إلى الذين يعيشون في الأمسِ

 

 

 

 

إِنّهُ

الأمسُ

مازالَ شعبيَ في الأمسِ ,

يا أيها الطيبونَ ,

اشعلوا الغابَ ,

أو راوحوا في عدادِ العبيدِ ,

كمثلَ الذي صارَ مَيْتاَ ,

ومازالَ قيدَ الحياةْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحَرْبُ

 

 

 

إنّهاالحَرْبُ

مُنْذُالبِدَايَةِ ,

شَأْنُ

الرِّجَالْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تُجَّارُ الحُرُوْبِ

 

 

 

أَيْنَتَذْهَبُ

كُلُّالدِّمَاءِالمُرَاقَةِ

كَالخَمْرِ

فِيْالأَرْضِ؟

هَلْتَحْتَسِيْالأَرْضُكُلَّالدِّمَاءِ

المُرَاقَةِكَالخَمْرِ؟

هَلْتَسْكَرُالآنَ , حَتَّىالثُّمَالَةِ

يَالِلْغَرَابَةِ ,

بَلْيَثْمَلُ ” الجِنِرَالَاتُ “

فَوْقَمَكَاتِبِهِمْ ,

يَرْسُمُوْنَخَرَائِطَقَتْلِالجُنُوْدِالمَسَاكِيْنَ ,

والشَّعْبِ ,

بإسمِالخلاصِالعظيمْ

 

 

 

 

 

 

عَائِدٌ مِنْ الحَرْبِ

 

 

 

 

أَيُّهَا

المَوْتُ

دَعْنِيْ أَعُوْدُ إِلَىْ البَيْتِ

مَازِلْتُ َأَشْعُرُ

أَنَّ الحَيَاةَ بِكُلِّ وَرِيْدْ

تَتَدَفَّقُ , كالسِّحْرِ

, دُوْنَ حُدُوْدْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إلَىْ جُنْدِي

 

 

 

 

أَيُّهَا الرَّجُلُ الفَذُّ ,

يَا أَيُّهَا الوَاقِفُ اليَوْمَ ,

كَالرُّمْحِ ,

يَا رَائِحَاً

نَحْو قَهْرِيْ , و قَتْلِيْ ,

كما علموكَ ,

أَلا أَيُّهَا النَّصْرُ ,

والإِنْهِزَامُ مَعَاَ ,

إِنَّنِيْ ,

رُغْمَ ذَلِكَ ,

فَآذْكُرْ ,

أَخُوْكْ .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قِصَّةُ شَعْب

 

 

 

وُلِدُوْا

ثُمَّ عَانَوْا , ومَاتُوْا , ولا مَنْ يعودْ

إِنَّهَا القُصَةُ الأَقْصَرُ اليَوْمَ ,

فِيْ وَطَنِيْ ,

مِنْ كِتَابِ الوُجُوْدْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إِنَّهُمْ يَكْذِبُوْنَ كَثِيْرَاً

 

 

لا يجوزُ لنا

تركَ طائفةَ الشُّعراءْ

يلعبونَ بعودِ الثقابِ ,

ولا الملتحينَ بلا دينِ ,

والساسةِ الخطباءْ

إنهم يكذبونَ كثيراً ,

يسيرونَ في الذكرياتِ على الوْحلِ ,

وحْلِ التأسفِ من كلِّ شيءٍ ,

على كلِّ شيءٍ ,

ومختلطِ الذهنِ , دون رشادْ

وقد يحرقونَ البلادْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اتركونا , نعيشُ وحسبْ

 

 

 

 

كلُّ

شيءٍ جميلٍ ,

على وطنيْ

لوّثتهُ اللحى ,

والسياسةُ ,

والمالُ , والعنصريونَ ,

والمخبرونَ جميعاً ’ بلا رَيْبِ ,

ياأيها الملتحونَ بلا دِيْنِ ,

والساسةُ الأغبياءُ , ومالُ المرابين ,

والعنصريونَ أدنى الحقارةِ ,

والمخبرونَ العبيدُ ’

اتركونا ,  نعيشُ , وحَسْبْ

 

 

 

 

 

 

عبدالسلام الكبسي

 

 

 

“1”

 

 

ستكرمنيْ

ذاتَ يومٍ بهيجٍ بلاديْ

لأني منحتُ كلاميْ الحياةْ

وفي لحظاتِ الألمْ

والدّموعِ العظيمةِ ,

كنتُ لوحديْ , أغني للحريةْ

سيمر ,

وقد مر وقت طويل ,

لكيما يقولون كان هنا ,

الشاعر ” الوغد ” ,

سجل لحظتنا , واختفى كالسرابِ ,

فيا للشعورِ العجابْ

 

 

 

 

“2”

 

ليسَ ” درويشُ “

مَنْ أشعلَ النارَ في شجرِ الناسِ ,

بل إنَّهُ شِعْرُه , أشعلَ الناسِ ,

ياللتألقِ ,

في شِعْرِهِ يزهرُ الكبرياءْ

إِنَّهُ كالحقيقةِ , كالموتِ , كالطُّوفانِ

يساندُ وجْدَ الرِّجالِ ,

وبالدمعِ , والصرخاتِ ,وبالوردِ

يفتحُ للعابرينَ الحدودْ

ويقودُ إلى كلِّ صبحٍ جديدْ

 

“3”

 

وَحْدَهُ العَنْدَلِيْبُ ,

الَّذِيْ يَتَعَرَّفُ لِلْعِطْرِ فِيْ الوَرْدِ

لِلْمَاءِ فِيْ الحَجَرِ الصَّلْدِ

لِلْحُرِّ مِنْ صَادِقِ الوَعْدِ , لا العبدِ

فِيْ الزَّمَنِ الوَغْدِ

لِلرِّقِ فِيْ القَيْدِ , للمجدِ فِيْ الكَدِّ

أَقْوَالُهُ حِكْمَةٌ ,

ولِذَلِكَ , سَارَتْ كَمَا النَّارِ ,

فِيْ النَّاسِ , نَحْوَ الخُلُوْدْ

 

 

 

ليرحل الغرباء

 

 

 

 

لستَ يا وطني ,

مَنْ يُقسّمُ كالكعكِ نصفينِ ,

لستَ سوى واحدٍ في الملايينِ ,

مِنْ شَجَنِ الأنقياءْ

سوفَ يرحلُ عنكَ اللصوصُ ,

فهمْ غرباءْ

سوفَ يرحلُ .. , أما أنا ,

فأظلُ عليهِ ,

أغني , وأكتبُ بالشِّعْرِ

تاريخَهُ مِنْ جديدْ

بدميْ ,

ومدادِ الوجودْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أخلاقُ الحربِ

 

 

 

أيُّها الناسُ

حينَ يَمُسُّ الظلامُ منازلكمْ

والقلوبَ ,

وأيامَكمْ والدّروبَ ,

اقرأوا الشِّعْرَ , طيعوا آباءَكمْ ,

واخفضوا ما استطعتمْ لهمْ ,

من جناحِ المودةِ ,

والأصدقاءُ القدامى , صِلُوا

واخلصوا في الدعاء ,

السماواتُ تقرأُ أورادَكُمْ ,

وتناهوا برفقٍ ,

وعِفّوا , ولا تدلجوا في القِتَالْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إلى ديكتاتور :

 

 

 

إنَّ

أنهارَكَ اليومَ أكثر ,

والخُبْزَ أكثر ,

والضَّوءَ أكثر ,

لكنها لاتصلنا ,

يصلنا احتقارُكَ كالسِّيْلِ ,

من ظلماتِ الصُّدورْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

زهرة الكبرياء

 

 

 

بالطباشيرِ ,

يرسمُ وجهَ السَّعادةِ ,

مِنْ لَوْحِ بؤسِ الوجودْ

بالطباشيرِ ,

يرسمُ وجَهَ فتى سيعودْ

يتألقُ كالنجمِ,دونَ حدود ْ

ذاتَ يوم ٍ نصافحُهُ ,

ذاتَ يومٍ أكيدْ

يومَ يمنحُنا , في عِنَادِ الدِّماءْ

زهرةَ الكبرياءْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفقراءُ جميلونَ بالصبرِ

 

 

 

كلُّ كوخٍ فقيرٍ,

وكلُّ ابتسامةِ حزنٍ ,

وكلُّ جراحٍ ,

تؤديْ إلى الله ,

فالفقراءُ الجميلونَ بالصَّبْرِ ,

أقْرَبُ للهِ ,مِنْ كلِّ قصْرٍ ,

على السّحْتِ ,

شِيْدَ ,

ومِنْ عَرَقِ الآخرينَ , مُنِيْفْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

يَا لِلْبَسَاطَةِ

 

 

 

يَقْتُلُوْنَ

الحُسَيْنَ

ويَسْعَوْنَ بِالذِّكْرِ

, يَا لِلْبَسَاطَةِ ,

نَحْو

الصَّلَاةْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إِنَّهُمْ لا يُفَكِّرُوْنَ مِثْلَنَا ..

 

 

 

 

أَهْلُ ” دَمَّاجِ “

لَمْ يَعْرِفُوْا الحُبَّ مِنْ قَبْلُ ,

لا يَعْرِفُوْنه قَطْعَاً ,

ولَنْ يَعْرُفُوْهُ بَتَاتَاً ,

حَتَّى يُحِبُّوْنَنَا , ” بِجُنُوْنْ “

إِنَّهُمْ , رَغْمَ مَا سَوْفَ يُبْدُوْنَهُ ,

نَحْوَنَا ,

مِنْ مَشَاعِرَ ,

لا يشبهونا,

ولا , مِثْلَنَا , يَشْعُرُوْنْ

 

 

 

 

 

أَيُّهَاالدِّيْنُ ..

 

 

أيُّهَا الدِّيْنُ ,

يَا مَنْ تُعَلِّمُنَا, كَيْفَ نَكْتَشِفُ

اللهَ ,

حُبَّاً , بِحَبْلِ الوَرِيْدِ

, ويَامَنْ تُحَرِّرُنَا مِنْ عِبَادَةِ أَمْثَالِنَا ,

وشُؤُوْنِ العَبِيْدِ

ويَا مَنْ تُخَلِّصُنَا ,

مِنْ كَرَاهِيَّةِ الآخَرِيْنَ ,

يَا مَنْ تُنَقِّي أَعْرَاقَنَا بِالمُسَاوَاةِ ,

بِالعَدْلِ , تَأْخُذُ لِلضُّعَفَاءِالحُقُوْقَ , مِنْ الأَقْوِيَاءِ

ويَا مَنْ تُجَدِّدُنَا , كُلَّ يَوْمٍ بِنَبْضِ الخلودِ ,

وتُوْقِظُ  فِيْنَا , حَقَائِقَ شَمْسِ الوِجُوْدِ ,

ويَا مَنْ تُجَمِّلُنَا بِالمُرُؤَاتِ ,

والصَّبْرِ , والحُبِّ , والحُلْمِ ,

يَا مَنْ تُأَمِّنُنُا بِالسَّلامِ مِنْ الخَوْفِ ,

تُطْعِمُنَا بِالنَّمَاءِ مِنْ الجُوْعِ ,

كَمْ مِنْ جَرَائِمَ بِإسْمِكَ ,

تُرْتَكَبُ اليَوْمَ ,كَمْ مِنْ نُدُوْبٍ ,

وكم من همومٍ ,

وكَمْ مِنْ كُلُوْمْ ؟؟

 

 

 

 

 

 

 

الحربُ الأهليةُ

 

 

 

ما الذي يستجدُّ هنا ؟

ولماذا استجدَّ هناكَ ,

 وهل يُقْتَلُ الآنَ , أولادنا ؟,

فالمكانُ يعجُّ بصيحاتهمْ ,

وتفيضُ الشوارعُ بالدَّمْ

هل يقودُ الجبانُ البلادَ إلى الحربِ ,

يغرقها بدمٍ باردٍ ,

في جحيمِ الألمْ

أيُّها الشعبُ , لا تتسربل بالعارِ ,

إِنَّ مواجهةً في الحريقِ ,

ستفضي  بقتل أخيكَ الشقيقِ ,

إلى الندمِ الأخوي ,

لستَ فيها أخيراً , سوى الخاسرِ الأبديْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حُكُوْمَةُ الوِفَاقِ 2012

 

 

 

كَيْفَ أَفْرَحُ ,

مِنْ كُلِّ قَلْبِيْ ,

وعَيْنِيْ تَرَى وَطَنِيْ فِيْ إِسَارِ الذليلِ ,

يصفقُ لِلْمُفْلِسِيْنَ ,

الَّذِيْنَ اسْتَغَلُّوْا  الشَّبَابَ صُعُوْدَاً ,

إِلى سُدَّةِ الحُكْمِ , ثُمَّ أَبَانُوْا مِنْ بَعْدِ ,

عَنْ كُلِّ ضُفْرٍ جَبَانٍ ,

ونَابٍ حَقِيْرٍ ,

وعَنْ كُلِّ حَمَّامِ دَمْ

دونما مرةً ,شعروا بالندمْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحَصَانَةُ

 

 

إِنْ تَرَكْنَا الَّلئِيْمَ , يَسِيْرُ هُنَا ,

ويَجِيْءُ هُنَاكَ ,

ويَسْرَحُ ,

يَمْرَحُ ,فِيْ لَحْظَةٍ مِنْ فَسَادِ البِلَادِ ,

عَلَى أَهْلِهَا ,

سَنَظَلُ نَعِيْشُ المَخَاوِفَ ,

مِنْ بِدْئِهَا لِلْخِتَامِ ,

ونَقْتَاتُ فِيْ الصَّمْتِ ,

آلامَنَا لِلأَخِيْرِ ,

ومَادَامَ يَنْعِمُ بِالأَمْنِ , فِيْ حِصْنِ

مَنْ حَصَّنُوْهُ , على الرُّغْمِ مِنَّا ,

فَلَنْ نَسْتَرِيْحَ عَلَيْهَا البِلَادِ ,

أَوْ نَتَقَدَّمَ , نَحْو الأَمَامِ ,

ولَوْ خُطْوَةٍ وَاحِدَهْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شَاهِدٌ عَلَىْ قَبْرِ دِيْكْتَاتُوْرْ

 

 

 

يَالَهُ

مِنْ حَقُوْدْ

فَعَلَىْ شَاهِدِ القَبْرِ ,

تَارِيْخُهُ يَتَحَدَّثُ دُوْنَ قِيُوْدْ :

” زَادَ مِنْ ثَكَنَاتِ الجُنُوْدْ

مُسْتَبِدَّاً ,

و عَمّقَ فِيْ كُلِّ أَرْضٍ لُحُوْدْ ” .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المَوْتُ لِمُعَاوِيَة

 

 

إِصْرُخِيْ ,

يَا جِبَالُ الطِّيَالِ المَنِيْعَةِ ,

بإسْمِ الرِّجَالِ :

” اللهُ أَكْبَرُ

المَوْتُ لِمُعَاوِيَةْ

المَوْتُ لِيَزِيْدْ

الَّلعْنَةُ على الوليدِ ابن يَزِيْدْ

الَّلعْنَةُ على هِشَامٍ ابن عبدالملكْ ,

النَّصرُ للأَشْتَرِ النَّخَعِيْ

العِزَّةُ للإِمَامِ عَلِيْ “

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سُنَّةُ التَّغْيِيْرِ

 

 

 

 

الزَّمَانُ دُوُلْ

والرِّجَالُ رِمَاحُ الأَسَلْ

فِيْ أَحَابِيْلِهَا تَقْتَتِلْ

وبِأَشْوَاقِهَا تَغْتَسِلْ

والشُّمُوْسُ المُقَلْ

هَلْ

تَغِيْبُ ,

وتَظَهَرُ ,

إِلا لِأَمْرٍ جَلَلْ ؟!!

 

 

 

 

 

 

 

آهِ , يَا كَرْبَلاءُ الوَرِيْدِ

 

آهِ

يَا جَبَلاً بِبِلَادِيْ ,

و يَا شَجَنَاً نَحْوَهَا , مَالَهُ مِنْ نُفُوْدْ

أَيْنَ يُمْكِنُ أَنْ يُصْبِحَ المَرْءُ أَفْضَلَ حَالَاً ,

إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ أَهْلِيْهِ ,

فِيْ بَلَدٍ , يَسْتَحِقُ المُعَانَاةَ دُوْنَ حُدُوْد ْ

آهِ

يَا شُهَدَاءُ ” الكَرَامَةِ “

كَمْ مِنْ صَبَاحٍ تَهَاوَىْ ,

بِلَيْلِ يَزِيْدْ

آهِ ,

يَا كَرْبَلَاءُ الوَرِيْدْ

أَيُّ نَجْمٍ سَيَأْتِيَ مُشْتَعِلَاً فِيْ صُعُوْدْ؟

أَيُّ نَجْمٍ عَلَى قَلَقٍ ’ سَيَعُوْدْ

يُعْلِنُ الحُرِّيَاتْ

حَيْثُ لا سَيِّدٌ , و مَسُوْدْ ؟

أَيُّ نَجْمٍ مَجِيْدْ ؟

آهِ

يَا شَمْسُ حُبِّي المَجِيْدْ

إِنَّ قَلْبِيْ جَلِيْدْ ..

 

 

 

 

 

 

 

 

الأسير ُ

 

 

 

في

سياجِ الحديدْ

يتنهدُ قلبيْ ,

وقيثارتيْ بالنشيدْ

ذاكَ يهميْ ,

 وتلك مع الوقتِ , تذكو لهيبْ

آهِ , أمري عجيبْ

آهِ , مَنْ للغريبْ

في النحيبْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

دَعُوْا الكَلِمَاتِ تُغَنِّيْ

 

 

 

 

أَيُّهَا الشُّعَرَاءُ

الَّذِيْنَ يُغَنُّوْنَ لِلْوَطِنِ

المُسْتَعَادِ مِنْ المُسْتَبِدِّيْنَ ,

بِالدمعِ , والدَّمِ , والكَلِمَاتِ ,

دَعُوْا الكَلِمَاتِ تُغَنِّي ,

مَنْ نَفْسِهَا ,

إِنَّ

فِيْهَا رَوَائِحَ

وَرْدَةِ هذا الزَّمَانِ الشَّهِيْدْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ابْرَاهِيْمُ الحَمْدِي

 

 

 

 

الحُثَالَاتُ

كَانُوا أَرْبَعَةً

ضِدَّ وَاحِدِ كَالنَّصْلِ ,

أَعْزَلَ ,

يَا لِدُخَانِ القُلُوْبِ الحَقِيْرَةِ ,

مِنْ يَوْمِهَا , لَمْ يَعُدْ وَطَنِيْ نَفْسَهُ ,

لَطَّخَتْهُ الخِيَانَةُ بِالعَارِ ,

حَتَّى القَرَارْ .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مِنْ أَجْلِ شَعْبِي

 

 

 

 

سَيَظَلُ

فَمِيْ

يَتَغَنَّى كَمَا العَنْدَلِيْبِ ,

الأَنَاشِيْدَ ,

مِنْ أَجْلِ شَعْبِيْ

سَيَظَلُّ صَبَاحَاً ,

وفِيْ شَمْسِهِ يَتَدَّفَئُ كُلُّ المَسَاكِيْنَ ,

والفُقَرَاءِ إِلى حِكْمَةِ الشِّعْرِ , والشُّرَفَاءِ الرِّجَالْ

إِنَّ قَلْبِيَ , مَهْمَا أُوَاجُهُهُ ,

مورقٌ بِالحَقِيْقَةِ , دُوْنَ حَذَرْ

و بِحُبِّ البَشَرْ

 

 

 

 

الحُرِّيَةُ

 

 

“1”

 

عِنْدَمَا

تَخْتَفِيْ وَرْدَةُ المُسْتَحِيْلْ

ويَزُوْلُ الصَّبَاحُ  الجَمِيْلْ

مِنْ

على كلِّ غُصْنٍ رطيبْ

يَخْتَفِيْ العَنْدَلِيْبْ

 

 

“2”

 

أَيُّهَا

العَنْدَلِيْبُ السَّجِيْنُ ,

عَلَىْ قَفَصِ الشَّكْلِ ,

تَلْغُو بِحُلْو الكَلَامِ الرَّخيمْ

أَيُّهَا القَفَصُ المُسْتَهَامُ ,اللِئيْمْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اسْتِقَالَةٌ

 

 

 

إِنَّنِيْ مُسْتَعِدٌ ,

لأَجْلِ بِلَادِيْ

لأَنْ أَتَنازلَ ,

مِنْ أَجْلِ أَجْيَالِنَا القَادِمِيْنَ ,

بِكُلِّ دَمِيْ ,

ودُمُوْعِيْ , وجُهْدِيْ

وكَدَّيْ ,

ومِنْ أَجْلِ ثَوْرَتِكُمْ , يَا رِجَالْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هلوكستتعز2011

 

 

 

إِنَّهُمْ

يقتلونَ الشَّبَابْ

إِنَّهُمْ يجرفونَ الشَّواهدَ ,

في الأرضِ , من دمهم ,

يسحقونَ الصُّراخَ المريرَ ,

ويستزرعونَ  الخرابْ

إنهم مزقوا مطلعَ الفجرِ ,

من أجلِ عهدٍ جديدٍ ,

على وضحٍ من رؤى العالمينْ

لم يقلْ أحدٌ ,

في وجوهِ اللئامِ : ” لا ” ,

وهو يعني بها : ” الموتَ للظالمينْ .. “

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شعبُالديكتاتور

 

 

 

 

في

عِدادِ الوفياتِ , كانوا جميعاً ,

وبُقْيَاالتَّطرفِ ,

والإنفصامِ ,

وسَقْطِ العبيدْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لميكنمسيحاًحتىأقامواالصليب

 

 

 

لم يكن , عندما صلبوه ,

المسيحُ مسيحاً ,

حتى أقاموا الصليبْ

لم يكن , من حسينٍ ,

حتى استباحوا ,على كربلاء , الحسينَ ,

وحرمةَ , من بعدهِ , كلِّ حرٍ نجيبْ

إِنَّ كلَّ شهيدٍ مِنْ قبلُ ,

مزقهُ المستبدونَ ,بالسيفِ

أو سيمزقهُ المستبدون من بعد ,

لاينتهي دمُهُ , بالتقادمِ ,

يشرقُكالشمسِفورَالغروبِ ,

ويغمرُبالنورِ ظلمةَ كلِّ العصورْ

 

 

 

 

 

 

 

عِنْدَمَاأَطْلُبُالخُبْزَ , أَعْرِفُنَفْسِيْ

 

 

 

عِنْدَمَا

يَكْبُرُ الجُوْعُ , تَنْتَفِضُ الكِبْرِيَاءْ

عِنْدَمَا

تَبْدَأُ الحَرْبُ , يَشْتَجِرُ الأَسْوِيَاءْ

ثُمَّ تَغْرُبُ شَمْسُ العُقُوْلْ

وتَطُوْلُ المُعَانَاةُ , ثُمَّ تَطُوْلْ

عِنْدَمَا

أَطْلُبُ الخُبْزَ ,أَعْرِفُ نَفْسِيْ

, وأَحْمِلُنَحْوالجُذُوْرِبِفَأْسِيْ

عِنْدَمَا

تَتَأَمَّلُ فِيْالكَوْنِ

يَنْثَالُغيمُ الكَلَامْ

 

 

 

 

يَتَلأَلأُ وَجْهُ الحَقِيْقَةِ ,

 يَسْمُو المَرَامْ

عِنْدَمَا

تَتَعَرَّفُ لِلْمَوْتِ ,

 تعرفُ مَعْنَى الحَيَاةْ

يَتَكَشَّفُ لِلرُّوِحِ سِرُّ المَتَاهْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

رَدُّ الجَمِيْلِ

 

 

 

 

يَنْبَغِيْ

لِلشُّعُوْبِ , إِزَاءَ الجَمِيْلِ ,

المُقَدَّمِ مِنْ طَرِفِ الشُّرَفَاءِ ,

الَّذِيْنَ يُجِلُّوْنَهَا جَيِّدَاً ,

أَنْ تُبَادِرَ فِيْ مَنْحِهِمْ ,

دُوْنَ أَنْ تَتَرَدَّدَ,

مِنْ وَجْدِهَا ,

وَرْدَةَ المُسْتَحِيْلْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شَعْبٌ مُتَجَبِّرٌ

 

 

 

عِنْدَمَا

يَفْقَدُ الشَّعْبُ أَخْلَاقَهُ ,

مِنْ عَلَامَةِ ذَلِكَ,

أَنْ لا يَكُوْنَ وَفِيَّاً , و عَدْلاً ,

وفِيْ نَفْسِهِ الوَقْتِ ,

فَهْو مُعَادٍ لِحُرِّيَةِ الآخَرِيْنْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ألعوبة المستبدين

 

 

 

 

عندما

يصبحُ الفقرُ

ألعوبة المستبدينَ

بالشعبِ ,

تفسدُ وردةُ قلبِ الملايين ,

يندفعونَ إلى الحُمْقِ ,

والعنفِ ,

والنزقِ المستمرْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

السّيَاسَةُ

 

 

 

 

سَوْفَ

نَنْسَىْ إِذَنْ ,

ذِكْرَهَا ,

لا نُفَكِّرُ فِيْهَا ,

وحِيْنَئِذٍ ,

لا تُكَدِّرُ فِيْ الَّليْلِ ,

صَفْوَ الحَيَاةِ ,هَوَاجِسُهَا ,

أَوْ رُؤَاهَا الكَئِيْبَةُ كَالبُوْمِ ,

عِنْدَ الصَّبَاحْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

زَيْدٌ بنُ عَلِيّ (ع)

 

 

 

 

 

“1”

 

وَحْدَهُ

مَنْ يَحِقُّ لَهُ ,

أَنْ يُحَدِّقَ فِيْ الشَّمْسِ  كَالنَّسْرِ ,

أَنْ يَتَعَالَى سُمُوَّاً ,

عَلَىْ كُلِّ  طَوْدٍ عَظِيْمْ

 

“2”

 

وَحْدَهُ

يَتَجَرَّدُ لِلأَمْرِ بِالسَّيْفِ ,

للِإنْقِضَاضِ , جَدِيْرَاً بِمَوْتٍ كَرِيْمْ

فَالحياةُ , لدى الحُرِّ , في القيدِ ,

أَقْسَى مِنْ المَوْتِ , عِنْدَ الِّلطَامْ

 

 

 

 

 

“3”

 

وَحْدَهُ ,

 يَتَجَنَّبُ فِيْ الحَرْبِ

رُمْحَ الخَدِيْعَةِ ,

سَيْفَ الجَبَانِ المُخَبَّأِ ,

تَحْتَ ثِيَابِ الظَّلامْ

 

“4”

 

وَحْدَهُ ,

يَتَسَامَى كَرُؤْيَا نَبِيْ

يَتَلأَلأُ كَالشَّمْسِ ,

 مِنْ أَجْلِ حُرِّيَةِ الآخَرِيْنَ الحُشُوْدْ

 

“5 “

 

وَحْدَهُ

أَطْلَقَ الكَلِمَاتِ ,

وأَيْقَظَ فِيْنَا جَمِيْعَاً , نداءَ الوُجُوْدْ

 

 

 

” 6 ”

 

وَحْدَهُ ,

دُوْنَ كُلِّ الذِيْنَ عَرَفْنَا ,

ومَنْ لَيْسَ نَعْرِفُ , في العَالَمِيْنَ ,

عَلَىْ أَيْ وَجْهٍ ,

 يُرَى ,

 مِنْ كِتَابِ الخُلُوْدْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صَعْلَكَةٌ مُعَاصِرَةٌ

 

 

 

 

يَكْذِبُ الشُّعَرَاءُ عَلَيْنَا ,

بِحُلْو الكَلَامِ ,

يَخُوْنُوْنَ نَرْجِسَ أَيَّامِهِمْ بِالتَّذَكُّرِ ,

فَوْقَ الرَّصِيْفِ ,هَوَاهُمْ يُقِيْمُ ,

ولا يَقْرَأُوْنَ حِرَاكَ الحَيَاةِ المهيبِ,

ووَاقِعَ يقظتهِ فِيْ المَلَايِيْنِ ,

مِنْ بَشَرِ الكَلِمَاتِ ,

يُجِيْدُوْنَ

فَنَّ التَّسَكُّعِ فِيْ الطُّرُقَاتِ ,

ولَعْنَ الوَطَنْ

 

 

 

 

 

 

يَا لِهَذِيْ البِلَادِ

 

 

يَالِهَذِيْ

البِلَادِ الَّتِيْ تَتَبَاعَدُ نَأْيَاً ,

عِنْ اللهِ ,

مُنْذُ قَلِيْلٍ ,

وتَقْتَرِبُ اليومَ , نَحْو التَّطَرُّفِ , بِالقَتْلِ ,

تَقْطُنُ بِزَّتَهَا العَسْكَرِيَّةَ ,

تَرْجِعُ لِلْخَلْفِ بِالشُّهَدَاءِ ,

وتَلْتَفُ كَالْحَلَزُوْنِ عَلَى نَفْسِهَا, بِالمَخَاوِفِ ,

ثُمَّ , تُدنسُ وردتَها بِغُبَارِ القَبَائِلِ

والساسةِ الأَشقياءِ ,

الَّذِيْنَ يَدُوْرُوْنَ

فِيْ حَلَقَاتِ السِّيَاسَةِ بِالجَهْلِ ,

والِإحْتِكَارَاتِ ,

والعُنْصُرِيَّةِ ,

والدِّيْنِ ,

يَا لِأَنَانِيِّةِ النَّاسِ ,

إِنِّي فِيْ ذُرْوَةِ الحُزْنِ ,

أُعْلِنُ عَجْزِي عَنْ فِعْلِ شَيْءٍ ,

تِجَاهَ بِلَادِيْ, بِغَيْرِ الكَلَامْ

 

 

 

 

 

 

 

نَنْحَنِيْ بِآحْتِرَامٍ كَبِيْرٍ

 

 

 

 

لِلْشُّعُوْبِ

الَّتِيْ تَتَوَصَّلُ لِلنَّصْرِ سِلْمَاً ,

عَلَى الكَلِمَاتِ ,

وتَرْفَعُ لافِتَةَ الخُبْزِ ,

والحُرِّيَاتِ ,

وعَبْرَ النِّضَالِ الطَّوِيْلِ ,

عَلَى أَيِّ جَنْبٍ مِنْ القَهْرِ ,

فِيْ أَيِّ حَالٍ مِنْ الدَّمِ ,

مِنْ أَجْلِ تَقْرِيْرِ حَقِّ المَصِيْرْ

نَنْحَنِيْ , بِآحْتِرَامٍ كَبِيْرْ

 

 

 

 

 

حُكُوْمَةُالشَّعْبِ

 

 

 

 

أَيُّهَااليَمَنِيُّوْنَ ,

بَعْدَمُرُوْرِالسِّنِيْنِالطويلةبالقهرِ ,

بَعْدَرحيلِالطُّغَاةِقتباتِ العذابِ الوبيلِ,

فَلْنَتَذَكَّرَدَوْمَاً ,

أَنَّالبِلَادَنَمَتْمثل زهر البراريْ

بِفيضِ دِمَاءِالشَّبَابِ ,

وأَنَّغَدَاً ,

فيهِتُوْلَدُكالشمسِ أُمَّتَنَامِنْجَدِيْدٍ ,

غَدَاً ,

سَوْفَنَعْمَلُأَنْلايَكُوْنَهُنَاكَ,

سِوَىْدَوْلَةُالشَّعْبِ ,

بِالشَّعْبِنَحْكُمُ ,

لِلْشَّعْبِ ,

نَجْتَرِحُالفجرَ

, من وردةِ المُسْتَحِيْلْ

 

 

 

 

ثَوْرَتُنَا مُسْتَمِرَّةٌ

 

 

رُبَّمَا

يَسْتَطِيْعُ الْكَثِيْرُوْنَ مِنَّا ,

بِأَنْ يَسْرُقُوْا الكَلِمَاتِ ,

بِدُوْنِ عَنَاءٍ ,

يُذْكَرُ ,

لَكِنَّمَا الشِّعْرُ , لا .

رُبَّمَا , يَسْتَطِيْعُوْنَ

أَنْ يَسْرِقُوْا زُرْقَةَ البَحْرِ ,في البحرِ

لَكِنَّ يَقْظَتَهُ , لَيْسَ تُسْرَقُ ,

قَدْ ,

رُبَّمَا , يَسْرِقُوْنَ عُرُوْشَاً ,

وقَدْ سَرَقُوْا بَعْضَ أَشْيَائِنَا ,

قَمْحِنَا , ومَلَابِسِنَا ,

                        إِنَّمَا لَوْنُ بِشْرَتِنَا ,

وهَوِيَّتُنَا , وسَنَابِلُ أَحلامنا ,

حُبُّنَا لِلْحَقِيْقَة ِ ,

أَسماؤنا ,

تَسْتَحِيْلُ عَلَى المُسْتَبِدِّيْنَ ,

قَدْ رُبَّمَا , يَسْرِقُوْنَ نِضَالَ الشُّعُوْبِ

إِلَى حِيْنِ , لَكِنَّ ثَوْرَتَنَا أَبَدَاً , مُسْتَمِرَّةْ

 

 

 

 

 

يحى بن زيد (ع)

 

 

 

نعرفُ الآنَ ,

أنَّ السؤالَ ,

من الشكِ , يأتيَ كالسحرِ ,

يأتيَ إحساسنا بالحياةِ من الموتِ ,

يأتيْ النظامُ من الثوراتِ ,

يأتي الطريقُ من السيرِ ,

يأتي النهارُ من الليلِ , والعكس,

يأتي الربيعُ من البردِ ,

لكننا ,ليس نعرفُ ,

من أين يأتيْ الشهيدُ ,

بهذا الألقْ ؟!!

 

 

 

 

 

 

 

 

إلىولدييحىبنزيد

 

 

” 1 “

 

 

اطلبالموتَ ,

ياولدي , لتنالالحياةْ

اطلبالموتَ ,

منأجلِيحياالبقيةُأيضاً ,

فلستَ , إلهْ

اطلبالموتَ

فيالساعةالمدلهمةِبالدمِ والعنفوانِ’

تلقاهحلوالمذاقْ

اطلبالموتَمبتسماً ,

تجداللهفوراً ,

أمامكَ , مبتسماًهوأيضاً ,

يحييكَمنطلقاً , في العناقْ

 

 

 

 

” 2 “

 

 

 

هل أدلكَ يا ولديْ ,

نحو دربٍ إلى الموتِ ,

مختصرٍ و جميلٍ ,

تُشَاهِدُ فِيْهِ الحياةَ كما ينبغي ,

والحياةَ كما تشتهي ,

امضِ بعديْ وحَسْبْ ؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وطني حيث أجد حريتي

 

 

وطني

حيثُ تزهرُ كاللوزِ

حريتي ,

وتسودُ العدالةُ ,

تشرقُ شمسُ المساواةِ ,

لي ,

ولغيري من الصالحينَ ,

علينا , لنا ,

كلنا , دون تفرقةٍ ,

من تباعد أعراقنا ,

واختلافِ اللغاتِ ,

وألواننا , والدياناتِ ,

حتى , ولو لمْ تكن

ضمن خط الحقيقةِ ,

بالأكثريةِ  منا ,

فحين أجد وطني , تتصالح روحيْ معي ,

وأموتُ سعيداً بموتي ,

في كلِّ حالْ

 

 

 

 

 

شمسُ الوطن

 

 

أيها الفقراءُ

الذينَ سيجمعكم حلمكم

بالرغيفِ الشجاعِ ,

وبعض الأمانيْ الصغيرةِ ,

والطلباتِ البسيطةِ ,

من أجلِ أولادكمْ ,

وكرامتكمْ ,

ايها الفقراءُ معاً ,

سوفَ تتحدونَ جميعاً ,من أجلِ ذلكَ ,

من أجلِ أيضاً , أنْ تنعموا بالكرامةِ ,

تستدفئون بشمسِ الوطنْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شجنٌ معدنيٌّ

 

 

 

 

يحلمون , ويهذونَ ,

ثم يموتونَ ,

ثم يجيئونَ من بعدهم ,

خلفٌ قد أضاعوا الحقيقةَ ,

بالجهلِ ,

والروحَ بالشجنِ المعدنيِّ

وراحوا في خيبةٍ , يعبدونَ الحياةَ ,

ويسترسلونَ , على صنمٍ ,

بالعبادةِ , والبشرِ الفانيينَ ,

ويبدأ ماكان , من قبل ,

حتى كأن لم يكن من جديدْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أَجْمَلُ الكَلِمَاتِ

 

 

أَجْمَلُ الكَلِمَاتِ  إِذَنْ ,

هِيَ تِلْكَ الَّتِيْ تَتَفَتَّحُ كَالزَّهْرِ طَالِعَةً ,

مِنْ قُلُوْبِ المَسَاكِيْنَ ,

والفُقَرَاءِ ,

الَّذِيْنَ يَعِدُّوْنَ أَيَّامَهُمْ , بِالعَفَافِ ,

ويَسْتَرْسِلُوْنَ ,

عَلَىْ شَظَفِ العَيْشِ ,

رغْمَ المُعَانَاةِ ,

فِيْ ضَحِكٍ , وانْسِجَامْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

رَغْمَ الكَرَاهِيَةِ

 

 

سَوْفَ يَنْتَصِرُ الحُبُّ

رَغْمَ الكَرَاهِيَةِ المُسْتَمِرَّةِ ,

مِنْهُمْ لَنَا ,

ذَاتَ يَوْمٍ ,

سَيَنْتَصِرُ الحُبُّ ,

فِيْ كُلِّ قَلْبٍ حَقُوْدْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مُثَقّفُ السُّلْطَةِ

 

 

 

يَتَحَدَّثُ

فِيْ الحربِ , والفقرِ ,

والخَوْفِ , والحزنِ ,

عَنْ عِشْقِهِ لأمِ كُلْثُوْمِ ,

عَنْ شَارِعٍ لَمْ ” يُزَفْلَتْ ” , بِالصِّيْنِ

عَنْ قِصْةٍ حَدَثَتْ فِيْ شَوَارِعِ بَرْلِيْنَ ,

لِإثْنَيْنِ يَفْتَرِقَانِ , عَلَىْ الحُبَّ ,

يَا لِلْمَسَاكِيْنِ , أَهْلِ الغَرَامِ ,

وعَنْ كَيْفَ نَكْتُبُ رَغْمَ الخَلِيْلِ ,

القَصَائِدَ بِالنَّثْرِ ,

عَنْ كذبةِ الفَنِّ لِلْفَنِّ ,

يَا ِللصَّفَاقَةِ ,

كَيْفَ تَسَنَّىْ لَهُ ,

ودِمَاءُ الشَّبَابِ , تَسِيْلُ عَلَىْ الأَرْضِ ,

كَالمَاءِ , مِنْ أَجْلِنَا ,

أَنْ يُحَدِّثَنَا بِدَمٍ بَارِدٍ , عَنْ عَدَالَةِ هَذَا النِّظَامْ !!

 

 

 

 

 

رجلُ المستحيلِ

 

 

 

إذا كنتَ تقدرُ

أن لا تثورَ ,

كما الريحِ , وقتَ يثورونَ ,

من أجلِ لاشيءَ ,

غير الضغينةِ ,

إن كنتَ تقدر أن تتجاوز وحلَ الصداقةِ ,

بالحبِّ ,

وقتَ يؤكدُ أن لا نهوض من الوحلِ ,

من لا يحبُّ من الأصدقاءِ ,

ربيعَ الصداقةِ ,

إن كنتَ تقدرُ ,

وقتَ يتمتمُ ,غيركَ , بالحمدِ , في الذلِ ,

من أجل ليلِ الطغاةِ ,

أنْ تتبدى بأكثر من قمرٍ ,

بالحقيقةِ ,

بالثورةِ المستمرةِ ,

أنت , هو الرجلُ المستحيلْ

 

 

 

 

حراكيون..

 

 

 

كيفَ

تطلبُ مني السكوتَ عن الظلمِ ,

منطلقاً في المشاعرِ ,

كيفَ , بحجةِ اَنَّ هناك , الملايينَ

في القيدِ عاشوه ,

عن طيبِ خاطرِ ,

واحتملوهُ , ثلاثينَ عاماً , رغم المخاطرِ ,

كيفَ نحققُ احلامَنا ,

في التعايشِ بالعدلِ ,

والحرياتِ ,

بأيِّ الوجوهِ نقابلُ أولادنا ,

, وعلى أيِّ شيءٍ ,

وقد طالَ ليلُ الطغاةِ علينا جميعاً ,

لم يبقْ إلا بأَنَّ غداً ,

رغم مانحنُ فيهِ من الضعفِ ,

سوفَ نخاطرْ

 

 

 

 

 

 

أنصارُ اللهِ

 

 

اندفعتمْ

مِنْ فوق  ” مَرَّانِ ” , كالسيلِ

كنتمْ صراخاً هصوراً ,

على الأقوياء , يدمدمُ في الليلِ بالويلِ

حلم التحرر يورقُ في كلِّ قلبٍ ’

وهاهو يبدأ حالاً , كما الغيمِ ,

يمطر بالكبرياءِ ,

انتصرتمْ

بلا مدفعٍ ,

بالحصامةِ , والجابري ,

لا ذخائر ,

في رازحٍ , وشدا , والملاحيظ , غير البسالةِ ,

لا تملكون ” الأباتشيْ ” بينَ السراةِ ,

ولا ” السخوايَ ” بآلِ عقابٍ ,

ولا ” الميج ِ ” فوق جبال الدخانِ,

انتصرتمْ ,

وليس هناكَ ,

 

 

سوى الله يحرسكم ,

و ” البنادقِ ”  ,

في كلِّ معتركٍ , يتجددُ ,

كالضوءِ تكتسحونَ المسافاتِ  ,

في السرواتِ من الليلِ ,فوق جبالِ الكرامةِ ,بالاتكم رجزاً , بالهوى خبباً, تزملونَ :

”  إلى الحربِ , نمضيْ , ومصطحبينَ الحياةَ ,

نواجهُ ثمةَ موتاً شجاعاً ,

ونطرقُ كل مسارٍ بإصرارِ من رحلوا قبلنا ,

في الشهادةِ بالدمِ,

نخترقُ الليلَ , بالعدلِ ,

نبنيَ مجداً لنا , ولأولادنا ,

أو بصوتِ الحديدِ  ,

حفاةً على الشوكِ  سرنا ,

ودونَ الكثيرِ من الماءِ , والخبزِ ,

كان العراءُ لنا ملبساً ,

والجبالُ مدىً باذخاً بالشجونَ ,

انتصرتمْ ,

عليكم من الدمِ شارات حلمٍ كريمٍ ,

وعند تعودونَ , يهتفُ  باسم الرجال ’ الرجالُ, لكم :

” عاش أنصارنا الصامدون ,

عاش أنصارنا الماجدونْ  “

 

 

 

 

 

الجريمةُ أُمُّ الطغاةِ

 

 

الرِّبَا  للعبيدِ ,

لذلكَ نمقتُ ليلَ المرابينَ ,

والسحرُ للضعفاءِ القلوبِ ,

وأكلُ اليتيمِ , لمن دنسوا بالحقارةِ ,

للجبناءِ التوليَ بالحربِ من دبرٍ,

والزنا للحُثالاتِ ,

أما الجريمةُ فهيَ هنا , أولاً ,

كلُّ ما مر قبل قليلٍ , من السقطاتِ ,

كما  ثانياً , هي أُمُّ الطغاةِ الرؤومِ ,

فمعذرةً قارئي ,

فالمجاز هنا , قد يسيءُ بشكلٍ وآخر للأمِ

وهي القداسةُ في ذاتها ,

ولذلكَ صارَ السجودُ مباحاً لتقبيلِ أقدامها ,

وركوعَ يديها ,

إنها سرُّ هذا الوجودِ العميقِ ,

ومعجزةُ اللهِ , في العالمينْ

 

 

 

 

 

 

شعبٌ عاد

 

 

 

 

أّيُّ شعبٍ ,

تراهُ يطيلُ التأملَ في نفسهِ ,

معجباً , بإستطالةِ زهرةِ نرجسهِ ,

ويصعر من خدِهِ ,

للمساكينَ جيرانِهِ ,

يعبدُ المالَ ,

في شغفٍ , واعتدادْ

فآحتسبهُ على شعبِ عادْ

( الذينَ طغوا في البلادْ )

وغداً , أمرهُ للنفادْ

 

 

 

 

 

 

 

 

قوم جديرون بالإحترام

 

 

أيُّ قومٍ

تراهمْ بماءِ الإخوةِ ,

يغتسلونَ ,

وبالحبِّ تورق أغصانهم,وتلين الشجونُ ,

وتنمو الأماني بالزهرِ

بالحبِّ يشتعلونَ ,

كما النارِ في شجراتِ القتادِ ,

وبالحبِّ يندفعونَ إلى سدةِ المجدِ بالروحِ,

بالحبِّ يسترسلونَ آبتساماً ,

زنابق أشعارهم تتورد بالثوراتِ العظيمةِ ,

والإنتصاراتِ

بالحبِّ أيضاً ,يرضونَ في الحربِ بالحلِ نحوَ السلامِ ,

ويحتكمونَ بإصرارِ من عرفوا الحبَّ, للحبِّ ,

 راعونَ للعهدِ حقاً ,

إذنْ ,

فهُمُ النبلاءُ بأعيننا ,

والجديرونَ منا , بكل احترامْ

 

 

 

 

هؤلاء الذين هم الآن , نحن ُ

 

 

الشجاعُ

إذا لم يحاربْ ,

أين سيذهبُ

والأبُ

مَنْ ليس في وسعهِ

أن يلامسَ ضوءَ النجومِ ,

 يلامسها

لسعادةِ أولادهِ  ,

أين يذهبُ ,

والعاشقُ المستهامُ

إذا لم يكن كالفراشة من فرط رقتهِ ,

تحسب الآن, وهي تحط على الغصنِ أن ستكسره , فتطيرُ , إلى أين يذهبُ

والشاعرُ الفذُّ في زمنِ الألمِ المستطيلِ ,

إذا لم يدونْ بالشدوأيامنا الصامتاتِ,

إلى أين يذهبُ

والصاحبُ الفذّ إنْ لم يقدم من قلبهِ جذلاً,

وردةَ المستحيلِ ,

إلى أين يذهبُ

 

 

 

والشهداءُ إذا لم يحررنا وجدهمْ ,

من وثاقِ المذلةِ ,

إن لم يخلصنا من عذاباتنا ,

وقيود المخاوفِ

أين سيذهبُ

والقائدُ الحقُّ

إن لم يساعد بالعدلِ شعب المواتِ ,

ويحتقر القيد بالكسرِ ,

يطلق كالطيرِكلَّ نزيل على السجنِ ,

من أجل حرية الآخرينَ ,

فأين سيذهبُ ,

مَنْ يستطيع سماع العصافير أيضاً,

ومن سيرى الشمسَ قبل الطلوعِ ,

ويمتح عطر المسراتِ من وردنا ,

ينطق الشكر للآخرين الذين رأوهُ لذلك أهلاً ,

 لا يتذمرُ,

يجري كالعاشقينَ , وراء الفراشاتِ ,

يبكي كطفلٍ صغيرٍ,

يغني , يجوع , ويعرى , يموت , ويولد .. ,

إن لم يكن ,هؤلاء الذين هم الآن ,

نحن جميعاً ,

إلى أين نذهبُ

 

 

 

 

 

 كم أحب بلادي على عيبها

 

 

 

يا إلهي

أيَّاً تكونُ ,

وحيث تكونُ ,

ويا من كتبت عليَّ المنافيَ

في كل صقعٍ من الأرضِ ,

خذني إلى وطني ,

فحبيبي الوحيدَ هناكَ ,

إلهي ,

لعلك تسمح لي أن أراه ,

قبيل الوفاةِ

لعلك تسمح دفني على وطنيْ

آهِ ,

إنيْ , أحب بلادي على عيبها ,

وعلى وجدها ,

وعلى ظلمها ,

وبلاقع أيامها ,

يا إلهي , أعني عليَّ ,

 

 

 

فأمري رهنٌ بكَ اليومَ ,

رهن بكل غدٍ, مثلما كان من قبل ,

يا لاتساعِ الزمان,

وضيق المكانِ

اسألكَ العطفَ بالعفو,

ياللشهادة ,

والرحمة المشتهاةْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

القَصِيْدَةُ الأَخِيْرَةُ

 

 

 

 

هَارِبَاً

مِنْ دُوَارِ السِّيَاسَةِ

مِنْ طَلَعَاتِ العَسَاكِرِ,بِالضَّجَرِ المُسْتَدِيْمِ ,

مِنْ المُخْبِرِيْنِ الِّلئَامِ ,

وكُلِّ صَدَيْقٍ خَؤُوْنٍ

إِلى مَرْفَأٍ مِنْ شُجُوْنِيْ الكَثِيْرَةِ كَالمَاءِ ,

تَحْتَ غُصُوْنٍ مِنْ الَّلوْزِ ,

أكْتُبُ آخِرَ مَا سَأَكُوْنُ عَلَيْهِ

مِنْ العِشْقِ

نَحْو

بِلَادِيْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                  كِتَابَاتٌ عَلَى الجدْرَانِ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إِلى

 

شُهَدَاءِ جُمْعَةِ الكَرَامَةِ

مِنْ ثَوْرَتِنَا السِّلْمِيَّةِ , فِيْ 11 فبراير 2011

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

“1”

 

 

 

يا إلهي ,

لمَ أصبحَ الخوفُ يملأنا ,

سوفَ يقضي علينا , مع الوقتِ ,

يقتلنا بدمٍ باردٍ ,

كيفَ أصبحَ يحكمنا المستبدونَ ,

بالقيدِ والنارِ ,

ليس هناكَ سوى الصرخاتِ المريرةِ ,

ليس سواها, الكتابةَ  فوق الجدار ,

أو الإنفجارَ ,

أو السيرِ نحو نفاقٍ ,

يمزق لحظتنا الآنَ ,

بالعارْ

 

 

 

 

 

 

 

“2”

 

سَوْفَ تَصحو

يَوْمَاً ,

بِلادِيَ ,

لابُدَّ تَصحو يَوْمَاً, بِلادِيَ,

مِنْ نَوْمِهَا الشَّتَوِيِّ الطَّوِيْلْ

لِتُكسرَ أَصْنَامَهَا ,

فِيْ إِبَاءٍ جَمِيْلْ

 

 

 

“3”

 

هل هنا ,

نحنُ من أجلِ

تغيير كل الفصولِ ,

إلى الأحسنِ اليومَ,

أم إننا ,

ها هنا ,

في انتظارِ الزمانِ

الذي سوف نذوي به ,

مثلَ بعضِ الفصولِ , وحسبْ ؟

 

 

 

“4”

 

 

قَدْ

محونا الَّليْلَ ,

بالشمسِ,

وعانقنا الوجودْ

قدْ فتحنا الأفقَ

من غيرِ حدودْ

للملايينَ ,

وحَطّمْنَا القِيُوْدْ

فَتَقَدَّمْ ,

أيُّهَا المَوْتُ المَجِيْدْ

 

 

 

“5”

 

 

يُضِيْءُ

بِلا دِفْءَ ,

فِيْ زَمْهَرِيْرِ الحَيَاةِ ,

وبِالجهلِ ,

يَسْتَغْفِلُ العَالَمِيْنْ

 

 

“6”

 

 

سَوْفَ

نَطْرُدُكُمْ , يَا طُغَاةْ

سوف نطردكم مِنْ سَمَانَا الجميلةِ,

 مِنْ أَرْضِنَا البكرِ باسمِ المساكينَ

نطردكم من رؤانا النبيلةِ,

في كل غيم ,

ومِنْ

كُلِّ مَعْنَىً جَدِيْدْ

 

 

“7”

 

سَوْفَ

نؤْثِرُ مَوْتَاً كَرِيْمْ

سَوْفَ نلْقَى المَنَايَا ,

عَلَىْ كُلِّ عَيْشٍ ذَمِيْمْ

سَوْفَ تُزْهِرُ بالدمِ ثَوْرَتِنا ,

فِيْ الشِّفَاهِ , عَلَىْ كُلِّ فَمْ

 

 

 

“8”

 

نَحْنُ

لا نَنْحَنِيْ ,

يَا قِنَاعَاً عَمِيْقَاً ,

مِنْ المَوْتِ ,

إِلا

لِمَوْتٍ جَلِيْلْ

 

 

 

 

 

“9”

 

 

سَوْفَ

نَعْتَادُ

حَتَّىْ عَلَىْ المَوْتِ ,

يَا مَوْتُنَا ,

يَا حَيَاةٌ لَنَا ,

و لِأَوْلَادِنَا ,

والزَّمَانِ الجَدِيْدْ

 

 

 

 

 

 

 

“10”

 

 

لَيْسَ

ثَمَّةَ

مِنْ قَاتِلٍ ( طَيِّبٍ ) ,

ويُحِبُّ  البَشَرْ

 

 

 

” 11 “

 

لَيْتَ

أَنَّ الفَرَاشَةَ تَقْفِزُ من غصنها,

لَيْتَ أنَّ الهَوَىْ يُشْتَرَىْ ,ويكونْ

لَيْتَ مَوْتَاً , يُبَاعُ لَنَا ,وهنا ,

فِيْ سَبِيْلِ البِلَادِ

مِنْ أَجْلِ أَوْلَادِنَا ,

لَيْتَنا لا نهونْ ,

ليتَ إنَّا سَئِمْنَا المَذَلَّةَ ,

يَا أهلنا ,أَهْل دَمُّوْنَ ,

أهل الشجونْ

 

 

 

” 12 “

 

 

يَنْبَغِيْ

أَنْ نُسائلَ كُلَّ يَدَيْنِ

مُلَطَّخَتَيْنِ

بِقَتْلِ البَشَرْ

 

 

 

 

“13”

 

 

الضَّغِيْنَةُ ,

والحَرْبُ , والعُنْصُرِيَّةُ ,

والجَوْرِ , والمُلْكُ ,

والفَقْرُ .. ,

لا يَنْبَغِيْ أَنْ تَدُوْمْ

 

 

 

 

 

 

“14”

 

 

بِلَادِيَ

أَغْنَىْ ,

وفِيْ ذاتهِ الوقتِ ,

شَعْبِيْ الغنيُّ فَقِيْرٌ ,

بِفَضْلِ سِيَاسَةِ ” صَالِحْ “

 

 

 

 

” 15 “

 

 

ثَلَاثُوْنَ عَامَاً ,

مِنْ البِزَّةِ العَسْكَرِيَّةِ ,

يَكْفِيْكَ ,

” صَالِحْ “.

 

 

 

 

 

 

 

” 16 “

 

يَالَئِيْمْ

يَا عَمِيْلَ ” الأَعَارِيْبِ ” ,

و ” الأَمَرِيْكِ ” ,

تَوَقَّفْ ,

عَنْ قَتْلِ شَعْبِيْ الكَرِيْمْ

 

 

” 17 “

 

سَوْفَ

يَبْقَىْ الشَّبَابُ ,

بِسَاحَاتِهِمْ ,

يَمْلَأُوْنَ الحَيَاةَ ضَجِيْجَاً ,

ويَسْتَصْرُخُوْنَ

الحَقِيْقَةَ ,

مِنْ أَجْلِكُمْ ,

أَيُّهَا الفُقَرَاءْ

في مواجهة اليومَ ,

كانوا فداءْ

سقطوا في الدماءْ

مثل تفاحةٍ لنيوتن ,

يا لجزيل العطاءْ

 

 

 

 

” 18 “

 

كَمْ هِيَ اليَوْمَ ,

سَاخِنَةٌ ,

بِالدِّمَاءِ الشَّوَارِعُ ,

يهرقها بالرصاص الجناةُ ,

وكَمْ مِنْ فَتَىً ,

يَفْقَدُ الإِتِصَالَ بِنَا ,

والحَيَاةْ

 

 

“19 “

 

 

فَارِغٌ

كُلُّ شَيءٍ هُنَا ,

مَا عَدَا مِنْفَظَاتِ السَّرَائِرْ

والظَّلامُ يَلُفُّ القُلُوْبَ ,

وقَدْ بَلَغَتْ ,

فِيْ النواحِ مَدَاهَا ,

الحَنَاجِرْ

 

 

” 20 “

 

 

الجَدِيْدُ

جَدِيْرٌ ,

بِأَنْ نَسْتَبِقْهُ

لِأَوْلادِنَا ,ونريدْ

بِأَنْ نَقْتَنِيْهِ لَهُمْ ,

لِلزَّمَانِ الَّذِيْ سَوْفَ

يَأْتِيَ يَوْمَاً ,

ويَبْدُوْعَلَيْهِمْ , جَدِيْدْ

 

 

 

 

“21”

 

 

الحُثَالةُ

لا يَتَغيّرُ ,

حَتَّى ,

وإِنْ صَارَ يُدعى ,

لدى

الحُقراءِ, الزعيمْ .

 

 

 

“22”

 

 

 

أيها الشهداءُ

الذين هم الآنَ ,

تحتَ القذائفِ ,

في العري ,

من كلِّ شيءٍ سوى حلمهمْ ,

شغفاً بالحياةِ الكريمةِ ,

وبين العواصفِ , والموتِ ,

يمضونَ , حتماً عليهمْ ,

ليحترقوا في سبيلِ البلادِ ,

أنتم غداً , ربما , وجميعاً ,

على موعد بالقدرْ

 

 

“23”

 

 

سيكونُ هناكَ ,

المزيد من الموتِ ,

فآستبقوا

في الصِّدامِ ,

الحياةْ

 

 

“24”

 

 

إننا ,

لم نعكرْ صفوَّ حياةِ أحدْ

حين قلنا : ” ارحلوا , للأبدْ

يا طغاةْ  “

تتجدد فينا , الحياةْ

 

 

 

” 25 “

 

 

ساكتٌ ,

مثلَ آلامِ ” دَمُّوْنَ “

مثلَ مآتمَ دمونَ  ,

مثلَ مدامع دمونَ ,

مثلَ الصراخِ المريرِ بليلٍ ,

لدمونَ ,

دمونَ إنّا يمانونَ ,

إنّا لأهلنا دوماً , محبونْ

 

 

 

 

 

” 26 “

 

 

لا

يَمُوْتُاللصوصُ,

بِمَحْضِإِرَادَتِهِمْ ,

لا يَمُوْتُوْنَ , لايَرْحَلُوْنَ ,

بِمَحْضِالحُوُارَاتِ ,

بَلْ  بِهَدِيْرِالشُّعُوْبِ,الرهيبْ

 

 

” 27 “

 

 

بانثيالِ

الدماءِالكثيرةِ جداً,

معالوقتِ , ننجزُثورتنا ,

نستعيدُكرامتنا ,

ومعالوقتِأيضاً ,

ينتابناوجدناالحرُّ ,

دونَ وجلْ

ويرفُّ السرورُعلينا,الجَذِلْ

 

 

 

” 28 “

 

أيُّها

الملتحونَ ,

اتركونا , نمارسُ  حقاًلنا ,

وعلينا , لآلالنبيْ

إِنَّ إلا المودةَ ..,

تفتحُ بابَ السماوتِ بالرحمةِ المشتهاةِ ,

رزقاً لنا ,

اتركونا , فإن هوانا

كآبائنا الصيدِ ,

ليس سوى للإمام عليْ

 

 

 

“29 “

 

مَنْيسببُ

للآخرينَالألمْ

سوفنتركه , للمآلِالحقيرِ

الذي يستحقُّ ,

لأنا برغم دناءتهِ معنا ,

نبلاءالشعورْ

 

 

 

 

” 30 “

 

نحنُ

نرفضُ الحرياتِ التي ,

كان أطلقها,

كالشِّعارِاللئامْ

الذين يخونونَ أوطانَهمْ , في الظلامْ

 في الكواليس يجترحون الجرائمِ ,

ياللعلوجِ , اللئامْ

نرفضُ الحلَّ يأتي , برفعِ الخيامْ

نرفضُ الحلَّ بالإنتقامْ

فالعدالةُ أوسعُ ,

من كلِّ حلٍّ ( هُمامْ )

 

” 31 “

 

لا مَكَانَ هُنَا ,

لِلَّذِيْ يَقْتُلُ الشَّعْبَ , بِإِسْمِ الوَطَنْ

لا مَكَانَ هُنَا , لِعَبِيْدِ الوَثَنْ

لا مَكَانَ هُنَا , لمثير الفتنْ

لا مكان هنا ,

 لسواها , اليمنْ

 

 

 

” 32 “

 

 

مَنْ

يَشِنُّ الحُرُوْبَ

عَلَىْ اللهِ ,

يُهْزَمْ

منْ يجهل اليوم ,

في الغدِ يعلمْ

مَنْ  يسرق الناسَ فرحتهم,

فمآل الحقارةِ أظلمْ

 

 

” 33 “

 

إِسْأَلُوْا الشُّهَدَاءَ ,

الَّذِيْنَ قَضَوْا

فِيْ الرَّصَاصِ ,

وتَحْتَ الهِرَاوَاتِ ,

والمَاءِ , والغَازِ

عَنْ وَطَنٍ يَتَهَيَّأُ لِلْمَجْدِ بَعْدَ قَلِيْلْ

إِنَّهُمْ يَعْلمونَ الحَقِيْقَةَ دَوْمَاً ,

وكَيْفَ

يَكُوْنُ الدُّخُوْلُ إِلى العَصْرِ

بِالدَّمِ , فَهْو الدَّلِيْلْ

 

 

” 34 “

 

الزَّعِيْمُ الكَذُوْبُ ,

الصَّدِيْقُ المُسَاوِمُ ,

شِيْعَةُ جَدِّيْ النِيَامُ ,

الزَّمَانُ المُخَاتِلُ ,

ثُّمَ البَقِيَّةُ ,

مِمَّنْ يُرَوْا , فِيْ عِدَادِ العَبِيْدْ

 

 

 

” 35 “

 

 

مَا الَّذِيْ

كَانَ يَحْدُثُ ,

أَوْ مَا سَيَحْدُثُ ,

لَوْ لَمْ يَفِقْ فِيْ الصَّبَاحِ ,

كَعَادَتِهِ ,

ويُعَانِيْ , كَكُلِّ صَبَاحٍ , بِهِ ,

” البُوْعَزَيْزِيْ ” .

 

 

 

 

” 36 “

 

إِنَّمَا

تَشْهَدُوْنَهُ حالاً ,

بِدَايَةَ عَصْرٍ جَدِيْدْ

سَوْفَ

يَفْتَحُ بِالثَّوَرَاتِ الحُدُوْدْ

ويُحَرِّرُ شَعْبَ العَبِيْدِ

 

 

” 37 “

 

 

ينبغي

أن نوضحَ أمراً مهماً ,

لنا , وعلينا ,

فنحنُ هنا ,

في سبيل الصديقْ

في سبيلِ الشعورِ العميقِ

بكلِّ معاني : ” المساواةِ , والعدلِ ,

والحرياتِ ” ,

التي يستظل الجميع بها ,

وتنير العهودْ

 

 

 

 

 

 

 

” 38 “

 

 

أَيُّهَا الفُقَرَاءُ ,

الَّذِيْنَ هُو الحُلْمُ يَجْمَعُكُمْ  ,

بِالرَّغِيْفِ الشُّجَاعِ ,

وبَعْضِ الأَمَانِيْ الصَّغِيْرَةِ,

والطَّلَبَاتِ البَسِيْطَةِ ,

مِنْ أَجْلِ أَوْلادِكُمْ مَثَلاً,

أَيُّهَا الفُقَرَاءُ مَعَاً ,

سَوْفَ تَتحِدُوْنَ جَمِيْعَاً ,

مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ ,

مِنْ أَجْلِ أَنْ تَنْعُمُوْا بِالكَرَامَةِ ,

تَسْتَدْفِئُوْنَ

بِشَمْسِ الوَطَنْ

 

 

 

 

 

 

 

 

” 39 “

 

 

الحَمِيَّةُ ,

والحَزْمُ , والجُوْدُ ,

والإِتِقَادُ ,

النَّشَاطُ , الإِرَادَةُ ,

والأُمْنِيَاتُ الكِبَارُ ,

هِي السَّيْرُ , فِيْ ثِقَةٍ , لِلْخُلُوْدْ

 

 

” 40 “

 

 

الحَقِيْقَةُ

تُشْفِيَ أَسْقَامَنَا ,

وتُخَفِّفُ  آلامَنَا,

وتُنَجِّيَ أَيَّامَنَا ,مِنْ ضَيَاعٍ مُحَقَّقَ ,

تَجْعَلُنَا صامدينَ تِجَاهَ الحَيَاةِ ,

لَدَى المَوْتِ تُسْنِدُنَا بالكمالْ

إِنَّهَا تَهْدِمُ الشَّرَّ ,

تَرْمِيْ إِلى الأسْفَلينَ,

الضَّلالْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحَقِيْقَةُ 

لا يَحْتَوِيْهَا المَكَانُ ,

وتَرْحَلُ حَارِقَةً لِلزَّمَانِ ,

ومَا يَنْبَغِيْ لَهَا ,

أَنْ لا تَكُوْنَ سِوَىْ

مِثْلُ وَجْهِيَ مفتونةً بِمَلامِحِهَا ,

وغَمُوْضَاً

كَرُوْحِيْ العَمِيْقَةِ ,

إِلْفَتُهَا تَكْسِرُ الصَّمْتَ ,

مُفْعَمَةً بِالنَّشِيْدْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

” 41 “

 

 

إِنَّ

صَنْعَاءَ  ,

مِلْكُ الَّذِيْنَ يَسِيْلُوْنَ بِالوَجْدِ

مِلْكُ الَّذِيْنَ يَمُوْتُوْنَ مِنْ وَجْدِ

مِلْكُ الَّذِيْنَ يُجِيْدُوْنَ تَقْبِيْلَهَا ,

ولِقُبْلَتِهِمْ حُرْقَةُ الشَّمْسِ , بِالوَجْدِ

يَالِلْمَدِيْنَةِ ,

تَمْنَحُهُمْ عِطْرَهَا كُلَّهُ ,

بِالمَسَرَّاتِ ,والروحِ,

 سَوْفَ تَزِيْدْ

 

 

” 42 “

 

 

عِنْدَمَا

تَنْحَنِيْ ,

انْحَنِيْ بِخُشُوْعْ

 

 

 

 

 

 

” 43 “

 

 

 

أَنْ تَرَىْ ,

إِنَّ ذَلِكَ ,يَعْنِيْ الحَقِيْقَةَ ,

لَكِنَّ أَنْ تَتَلَقَّطَ أَوْقَاتَهُمْ ,

مِنْ شِفَاهِ الرِّجَالْ

إِنَّ ذَلِكَ ,

يَعْنِيْ وحَسْبْ ,الخَيَالْ

 

 

 

 

” 44 “

 

 

الحُثَالَاتُ ,

والإِمَّعَاتُ ,

وشِبْهُ الرِّجَالِ هُنَا ,

يَحْكُمُوْنَ بِلادِيَ ,

تَحْتَ رِعَايَةِ كَلْبٍ عَقُوْرْ

 

 

 

” 45 “

 

 

عِنْدَمَا

يَنْحَنِيْ الشَّعْبُ ,

فِيْ رَغْبَةٍ لِلسَّلامْ

يَسْتَطِيْلُ الِّلئَامْ

 

 

” 46 “

 

 

غَيْرُ

هذا المَكَانِ ,

وكُلُّ مَكَانٍ آخَرَ ,

لَيْسَ الوَطَنْ

سَوْفَ نُسْجَنُ ,

حَتَّىْ نَمُوْتُ , بِلَا ثَمَنٍ ,

أَوْ شَجَنْ

 

 

 

 

 

 

 

 

” 47 “

 

 

 

أيُّهَا الشُّهَدَاءُ

اخْبِرُوْنِيَ  مِنْ فَضْلِكُمْ ,

مَا هُو اسْمُ الوَلِيْدِ الجَدِيْدِ ؟

ومِنْ أَيْنَ يَطْلَعُ رَوْحِ الصَّبَاحِ المَجِيْدْ ؟

اخْبُرُوْنِيَ من فضلكمْ ,

فبكمْ سَوْفَ أَطْلَعُ

كَالشَّمْسِ ,

بَعْدَ الغُرُوْبْ

سَوْفَ أُوْلَدُ مِنْ وَجْدِكُمْ ,

وبِكُلِّ ذَخِيْرِ الوُعُوْدِ ,

أَجُوْدْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

” 48 “

 

 

 

ذَاتَ يَوْمٍ ,

عَلَىْ هذه الأَرْضِ , مَا

 سَيَعمَّ السَّلامْ

ذَاتَ يَوْمٍ ,

بِلَا قَيْضِ , مَا

نَتَفلتُ ,

مِنْ سَيِّئَاتِ الِّلئَامْ

 

 

” 49 “

 

 

لا

تُطِيْلَ البكاءَ ,

عَلَىْ الرَّاحِلِيْنَ ,

فَلَسْتَ بِهرقِ الدُّمُوْعِ ,

وكَسْرِ القُلُوْبِ ,

ولَطْمِ الخُدُوْدِ ,

تُحْيِيْ العِظَامَ الرَّمِيْمْ

 

 

 

” 50 “

 

 

لا

تُعَمِّقَ بِئْرَ المَكِيْدَةِ ,

لِلآخَرِيْنْ

رُبَّمَا ,

تَسْقُطُ الآنَ ,

فِيْهَا , بِدُوْنَ شُعُوْرْ

 

 

 

” 51 “

 

 

هَادِئٌ

كَالْغَدِيْرِ ,

ويَعْكِسُ ضَوْءَ النُّجُوْمِ ,

عَمِيْقٌ كَدَرْبٍ

يُؤَدِّيْ إِلَىْ المَوْتِ ,

لَيْسْ هُنَاكَ,

سِوَىْ مُمْكِنَاتِ الحَيَاةْ

 

 

 

 

 

 

” 52 “

 

 

إِنَّهُ

فِيْ الشعورِ تَجَلَّىْ ,

ولَيْسَ عَلَىْ الوَجْهِ لِحْيَتَهُ ,

أَوْعَلَىْ اليَدِ ,

سِبْحَتُهُ البَالِيَةْ

 

 

 

” 53 “

 

 

مَنْ

يُحِبُّكَ أَكْثَرْ

يُبْكَيْكَ أَكْثَرْ

يَالِلْحَبِيْبِ العَصِيِّ عَلَىْ القَبْضِ ,

أنَّىْ لَهُ ,يَكْسِرُ القَلْبَ ,

بِالقَسْوَةِ المُشْتَهَاةْ

 

 

 

 

 

 

” 54 “

 

 

رُبَّمَا ,

حُبِّيْ الآنَ ,يُصْبِحُ مَهْدَاً ,

لِمِيْلَادِ ” مُنْتَظَرٍ ” ,

سَوْفَ يُعْلِنُ

عَمَّا قَرِيْبٍ ,

بِأَسْمَاءِ كُلِّ الرِّجَالْ

 

 

” 55 “

 

 

أيُّهَا

المُلْتَحُوْنَ ,

افْتِحُوْا لِيَ ,

( قُرْآنَ)كُمْ ,

فَتِّشُوْا لِيَ ,

عَنْ أَيِّ مَعْنَىً ,

ولَنْ تَجِدُوْهُ , يَقُوْلُ ,

بِكُفْرِ الخُرُوْج ِ, عَلَىْ الظَّالِمِيْنْ

 

 

 

” 56 “

 

فِيْ

الصُّرَاخِ الرَّهِيْبِ ,

سَيَخْرُجُ ,

مِنْ بَابِ رَحْمَتِنَا الوغدُ

منذهلاً ,

كَالجَبَانْ

 

 

” 57 “

 

 

إِنَّهَا

يقظةٌ,

يَنْبَغِيْ أَنْ نُقَوِّضَ فِيْهَا ,

مِنْ الجِذْرِ ,

صَرْحَ النِّظَامِ المَقِيْتِ ,

وإِلا , فَإِنَّا مُجَرَّدَ مُنْتَقِمِيْنَ ,

نُصَفِّيَ والمُسْتَبِدَّ ,

الحِسَابَ , وحَسْبْ

 

 

 

 

 

 

 

” 58 “

 

لَوْ

تَلَفّتَ يَوْمَاً ,

وَقْتَ تَمُرّ مَوَاكِبُهُ كَالأَثِيْرِ ,

عَلىْ مَنْ أَحَبُّوْهُ حَقَّاً ,

وصَاحُوْا مُنْشَرِحِيْنَ ,

كَعَادِة ِدَهْمَاءِ هَذَا الزَّمَانِ , وكُلِّ زَمَانٍ :

” يَعِيْشُ , يَعِيْشُ الرّئِيْس .. ” ,

وهُمْ عَلَىْ مَا هُمْ عَلَيْهِ ,

مِنْ الحُزْنِ , فِيْ شَظَفِ العَيْشِ ,

والفَاقَةِ , الخَوْفِ , والإِمْتِهَانِ ,

مَا كَانَ يَحْصُلُ ,

مَا قَدْ حَصَلْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

” 59 “

 

 

كُلُّنَا

رَاحِلٌ ,

ضِمْنَ صَفٍ طَوِيْلْ

فَتَبَاطأْ , يَا صَاحُ ,

بِالعَمَلِ الحَقِّ ,

عِنْدَ الرَّحِيْلْ

 

” 60 “

 

 

سَوْفَ

تُصْبِحُ كُلُّ بُذُوْرِ الحَيَاةِ

الَّتِيْ

سَوْفَ نَبْذِرُهَا ,

 بِالنِّضَالِ الطَّوِيْلِ ,

وبِالدَّمِ , بِالأُمْنِيَاتِ ,

ثِمَارَاً لِأَوْلَادِنَا ,

ثُمَّ عَنَّا , يَقُوْلُوْنَ :

” كَانُوْا

جَدِيْرِيْنَ بِالكِبْرِيَاءْ  ” .

 

 

 

” 61 “

 

 

لا يَلِيْقُ بِنَا ,

أَنْ نقللَ مِنْ شَأَنِ هذا الَقلِيْلِ

الَّذِيْ كَانَ لابُدَّ مِنْهُ ,

لِكَيْمَا تَكَّوْنَ هذا الرِّهَابُ ,

عَلَىْ المُسْتَبِدِّ ,

العَظِيْمْ

 

 

 

” 62 “

 

 

 

أيُّهَا

المُسْتَطِيْلُ ,

المُصِّعْرُ خَدَّاً ,

على شَعْبِهِ ,

والَّذِي سَوْفَ يُقْتَلُ يَوْمَاً ,

هُنَا ,

أَنْتَ تَحْكُمُ ,

لَسْتَ هُنَا ,

كَيْ تُسِيْلَ الدُّمُوْعَ , وتَقْتُلْ

 

 

 

 

 

أَيُّهَا المُسْتَطِيْلُ ,

كِلابُكَ تَنْبَحُ شَعْبَكَ بِالوَيْلِ ,

عَاثَتْ خَنَازِيْرُكَ ( الطَّيِّبُوْنَ ),

وأَنْتَ تُبَارِكَ مَا يَصْنَعُوْنَ ,

لَوْ انكَ حَرَّرْتَ نَفْسَكَ ,

مِنْ رَغَبَاتِ العَبِيْدِ ,

فَلَنْ يَسْرُقُوا ,

ولَنْ يَقْتُلُوا ,

إِنَّمَا أَنْتَ مُلْهِمُهُمْ ,

وإِلَهُ رَغَائِبِهُمْ , والجُنُوْنْ

 

 

 

فَآرحَلْ الآنَ ,

لَيْسَ أَمَامَكَ , إِلا الرَّحِيْلَ ,

سَئِمْنَاكَ , فَآرحَلْ

يَا مَنْ تَعَسَّفْتَ شَعْبَكَ ,

فَآرحَلْ ,

شَعْبُكَ أَقْوَى, وأَنْتَ الذَّلِيْلْ

 

 

 

 

 

” 63 “

 

 

أَرَقُ العَالَمِ اليَوْمَ ,

لَيْسَ مِنْ الكَهْرَبَاءِ ,

كَمَا قَالَ مِنْ قَبْلُ ,

مَنْ قَالَ قَبْلِي ْ,

وعَصْرِ الفَضَاءِ , ولَحْظَتِنَا النَّوَوِيَّةِ ,

بَلْ مِنْ خُرُوْجِ ابنِ لادنِ ,

يَأْجُوْجِ مَأْجُوْجِ ,

هذا الزَّمَان ِالعَصِيْبْ

 

 

” 64 “

 

وأَخِيْرَاً ,

يَنَامُ الجَبَانْ

يَهْدَأُ النَّاسُ ,

مِنْ كُلِّ هَذَا الغُبَارِ المُطِّلِ

أَخِيْرَاً , ولَيْسَ أَخِيْرَاً ,

تَفُوْزُ الدِّمَاءُ بِكُلِّ رِهَانٍ ,

و تَنْحَصِرُ العَاصِفَةْ

 

 

 

” 65 “

 

 

 

 

يَتَجَاهَلُ

عَبْدُ الفَطَانَةِ ,

يَحْتَسِبُ الدَّمْعَ مَاءً ,

ونَهْرَ الدِّمَاءِ الَّتِي تُسْفَكَ الآنَ ,

لِلسِّلْمِيِيِنَ الشَّبَابِ ,

مُجَرَّدَ ” فِيْمْتُو “

مَنْ عَلَّمَ ( الجَنَدِيَّ) الكَهَانَةَ ,

والسِّحْرَ ؟

مَنْ دَلَّ عِلْجَ السِّيَاسَةِ ,

مِنْ أَيْنَ يُؤْتَى الخُوَارُ ؟

ومَنْ دَفَعَ البَشَرَ البُلَهَاءَ ,

إِلى كُلِّ ( سَبْعِيْنَ ) لِلْمُسْتَبِدِ ,

بِدَاعِيْ السُّجُوْدْ ؟

 

 

 

 

 

 

 

” 66 “

 

أَيُّهَا العَنْدَلِيْبُ

الَّذِيْ لا يُهَادِنُ ,

عِنْدَ العُبُوْرِ ,

يُحَطِّمُ كُلَّ مَلالْ

كُلَمَا

دَارَ مِقْلَادُ مَجْدِكَ ,

يَنْبَحُ شِبْهِ الرِّجَالْ

 

 

” 67 “

 

 

يُرِيْدُ

العَبِيْدُ ,

وهُمْ أَكْثَرِيِّةُ هَذا الزَّمَانِ ,

” الرَّئِيْسَ ” , وحَسْبْ

ونَحْنُ ,

عَلَىْ العَكْسِ مِنْهُمْ ,

نُرِيْدُ الحَيَاةَ لَهُمْ , ولَنَا ,

ولِأَوْلادِنَا ,

ولِهَذِيْ البِلَادْ

 

 

 

 

 

 

” 68 “

 

 

 

شَاهِدُ

الزُّوْرِ ,

يَحْمِلُ لِلآخَرِيْنَ الإِسَاءَاتِ ,

يَكْذِبُ بِإسْمِ “الوِزَارَةِ “, مِنْ قَبْلُ ,

أَنَّ الشَّبَابَ مَلاحِدَةً ,

فَوْقَ ” مَرَّانِ “

يَسْتَغْفِرُوْنَ الحُسَيْنَ ,

وقِبْلَتَهُمْ غير مَكَّةَ ,  ضَحْيَانَ ,

نَحْو “حُسينٍ ” لَوُوْا بِالسِّجُوْدِ ,

وفِيْ ثَوْرَةِ السِّلْمِيِيْنَ ,

( تَبَلْطَجَ ) بِالقَتْلِ ,

يِا لِلْحَقِيْرِ : ” حمود عباد “.

 

 

 

 

 

 

 

 

” 69 “

 

 

قَدْ

تَخُوْنُ , وتَكْذِبُ ,

يَالِلْمَهَانَةِ ,

لَكِنَّمَا حِيْنَ تَقْتُلُ بالإثمِ روحاً ,

لا تَنْسَى أَنَّكَ إِنْسَانُ ,

مِثْلُ الجَمِيْعِ ,

ويَحْمِلُ قَلْبَاً ,

سَيَأْتِيَ يَوْمَاً , عَلَيْهِ ,

ويُدْرِكُهُ الكَسْرُ ,

بِالنَّدَمِ الأَبَدِيْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

”  70 “

 

 

إِنَّ

هذا الَّذِي سَيُقَالُ لَهُ ,

ال” يُوْ” , ” إِس ْ” , الرَّجِيْمْ

يَتَخَطَّفُ أَرْضِيْ كَنَسْرٍ هَصُوْرْ

ويَزُوْرُ بِلادِيْ كَطَاعُوْنِ ,

هَلْ قاَلَ ” دَرْوِيْشُ ” ,

أَوْ غَيْر ” دَرْوِيْشِ” , مِنْ قَبْلُ ,

لا أتَذَكَّرُ ,

هذا الكَلَامَ الأَخِيْرْ ؟

 

 

 

” 71 “

 

 

الطَّرِيْقُ

يُعَبَّدُ بِالسِّيْرِ ’

بِالسِّيْرِ

يَمْشِيْ على قَدَمَيْنِ ,

الطَّرِيْقْ

 

 

 

 

” 72 “

 

لِلَّذِيْنَ

سَيَنْتَظِرُوْنَ الخَلَاصَ ,

نَقُوْلُ : الخَلَاصُ ,

بِأَنْ لا يَطُوْلُ الزَّمَانُ عَلَيْكُمْ ,

ومَازَالَ مِنْكُمْ رِجَالٌ ,

يَدُوْرُوْنَ كَالحَلَزُوْنِ على نَفْسِهِ ,

فِيْ انتِظَارِ الخَلَاصْ

 

 

 

 

 

” 73 “

 

حِيْنَمَا

يَتَعَوَّدُ شَخْصٌ ,

على المَوْتِ ,

عِنْدَئِذٍ ,

يَتَلَاشَى الأَلَمْ

 

 

 

 

 

 

 

” 74 “

 

اليَنَابِيْعُ

وَاحِدَةٌ ,

فاشْرَبُوْا غُرْفَةً ,

بِيَدٍ ,

وَاحِدَهْ

 

 

 

 

 

” 75 “

 

 

يَحْمِلُ

الغِلَّ

كَالقَيْدِ ,

فِيْ نَفْسِهِ ,

ويُنَاكِفُ ,

وَقْتَ السُّرُوْرْ

 

 

 

 

 

 

” 76 “

 

وأَخِيْرَاً ,

تَكَلَّمَ ,

يِا لِلْفَصَاحَةِ ,

يِا لِلسُّرُوْرِ عَلَيْنَا , الجَزِلْ

بِلِسْانِ العَدُو ..

 

 

 

 

” 77 “

 

المُعَانَاةُ

تُوْلَدُ ثَانِيَةً ,

بِالمُعَانَاةِ ,

ثُّمَ يَجِيْءُ الرَّبِيْعُ ,

ويَنْبَثِقُ الضَّوْءُ ,

فِيْ الرُّوْحِ ,

تَفْتِشُ كُلُّ الزُّهُوْرْ

 

 

 

 

 

” 78 “

 

 

لِلَّذِيْنَ

يُحِبُّوْنَنَا ,

بِالمُغَالَاةِ ,

أَوْ يَكْرَهُوْنَا ,بِالمُقَالَاةِ

سَلَامَاً .. ,

فَنَحْنُ أُنَاسٌ كَأَنْتُمْ ,

لا فَرْقُ ,

نُؤْمِنُ , َردْاً عَلَيْكُمْ ,

بِأَنَّ عَلِيَّاً سَيُبْعَثُ يَوْمَاً

على الأَرْضِ ,

يَرْجِعُ يَوْمَ القِيَامَةِ ,

لا يَسْتَطِيْعُ مَعَ كُلِّ مَا كَانَ قَدَّمَهُ ,

فِيْ سَبِيْلِ الجَمِيْعِ ,

بِأَنْ يَدْفَعَ المكرَ عَنْ نَفْسِهِ ,

بِسُوى مَا تَقَدَّمَ ,

فَالأَمْرُ جِدَّاً , كبيرْ

اترُكُوْنَا ,

فَقَدْ أَفْسَدَ الغَالُ , والقَالُ إِلاَ المَوَدَّةِ ,

فِيْ كُلِّ قَلْبٍ بَشَيْرْ

 

” 79 “

 

مَاتَ

زَيْدٌ ,

ولَكِنَّ أَحْفَادَهُ

لَمْ يَمُوْتُوْا ,

فَمَازَالَ مِنْهُمْ , كَثِيْرُوْنَ ,

واخْتَارَ مُوْتَاً مَرِيْئَاً ,

عَلَىْ أَنْ يَذُوْقَ الحَيَاةَ مَعَ الذِّلِ ,

لا , فِيْ الأَنَاةِ تَدَبَّرَ أَمرَ الخُرُوْجِ

ولا السِّرِ ,

يَقْظَتُهُ , شَجَرُ اللَّوْزِ ,

تَسْطَعُ بِالحَقِّ ,

بِالقُوَّةِ المُسْتَطِيْرَةِ ,

تَسْرِي كَالمَاءِ تَحْتَ جِدَارِ اللئامِ

وشَيْئَاً , فشَيْئَاً , مَعَ الَوَقْتِ ,

يَسْقُطُ ذاكَ الجِدَارُ ,

مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُوْنَ

فإِنْ قَطَعَ المُسْتَبِدُّ الفُرُوْعَ  ,

وإِنْ أَسْقَطَ الزَّهْرَ ,

ثَوْرَتُنَا ,

كَالجُذُوْرِ الَّتِيْ تَتَوَغَّلُ فِيْ الأَرْضِ ,

لا تَنْتَهِيْ بِالطّلابِ الحَثِيْثْ

 

 

 

” 80 “

 

إِنَّ قَتْلَ

الحُسَيْنِ ,

وأَمْثَالِهُ ,

فِيْ جَمِيْعِ العُصُوْرِ ,

سَوف يُوْقظُ قَارِعَةً ,

 يَسْتَدِيْرُ إِلَيْهَا المَلايِيِنَ ,

بِالإِنْتِبَاهِ الهصورْ

سوفَ تَقْرَعُ كُلَّ القُلُوْبِ ,

سَتَدْفَعُ كُلَّ العُقُوْلِ إِلى الحُرِيَاتِ ,

وكُلَّ الجَوَارِحِ لِلثّوْرَةِ السَّرْمَدِيَّةْ

 

 

” 81 “

 

أَيُّهَا الجُبَنَاءُ

الَّذِيْنَ خَذَلْتُمْ آلَ النَّبِيْ

بِالكُنَاسَةِ ,

فِيْ ” الجُوْزْجَانِ ” ,

عَلَىْ كَرْبَلَاءِ ,

ومَرَّانَ ,

أَنْتُمْ جَدِيْرُوْنَ أَنْ تُحْكَمُوْا , مِنْ لَدَىْ السُّفَهَاءْ

تَتَشَاكَلُ أَفْئِدَةُ الطُّلَقَاءْ

وأَمَّا الَّذِيْنَ إِلَىْ اللهِ

قَدْ رُفِعُوْا بِالشَّهَادَةِ ,

كَانُوْا جَدِيْرِيْنَ ,

وَقْتَ اشْتِجَارِ السِّيُوْفِ ,

وطَعْنِ القَنَا , بِالخُلُوْدْ

 

” 82 “

 

يَطْعَنُوْنَ بِآلِ النَّبِيْ ,

ومَازَالَ قَوْمٌ يُحَرِّضُ لِلآنِ ,

بِالطَّعْنِ ,

فِيْ حَقِّهِمْ ,

ويَقُوْدُ الشَّيَاطِيْنَ أَمْثَالَهُ ,

لِعَدَاوَتِهِمْ بِآفْتِعَالِ مَعَارِكِ سَبِّ الصَّحَابَةِ ,

حَتَّى إِذَا جَاءَ ذِكْرُ مُعَاوِيَةً , ويزيدٍ ,

يُصَلِّيْ عَلَىْ الطُّلَقَاءِ ,

مُصِرَّاً عَلَىْ مَحْوِهِمْ مِنْ خَرَائِطِ وِجْدَانِنَا ,

وكِتَابِ المَوَدَّةِ ,

لا شُهَدَاءَ كَمِثْلِ الحُسِيْنِ ,

وزَيْدٍ , ويَحْىْ ابنِ زَيْدٍ ,

ولا أَنْقِيَاءَ ,

ولا أَتْقِيَاءَ ,

ومَنْ ذَا الَّذِيْ بَعْدَ آلِ الرَّسُوْلِ جَدِيْراً بِحَمْلِ

الرِّسَالَةِ ؟

مَنْ ذَا الَّذِيْ سَيَكُوْنُ لَنَا هَادِيَاً ,

ويُنِيْرُ السَّبِيْلْ ؟

 

 

” 83 “

 

يَنْبَغِيْ

لِلَّذِيْنَ يُحِبُّوْنَ زَيْدَاً ,

ويَحْى ابنَ زيدٍ  ,

أَنْ يَجْعَلُوْا مِنْ شَهِيْدِ الكُنَاسَةِ ,

رَمْزَاً ,

وأَنْ يَنْصُبُوْا لِلشَّهِيْدِ العَظِيْمِ مَزَارَاً ,

وأَنْ يَخْرُجُوْا مِنْ قَمَاقِمِ عِلْمِ الكَلَامِ ,

وبَابِ التَّفَذْلُكِ بِالفِقْهِ ,

بَابِ الكَرَامَاتِ ,

والسِّيَرِ المُسْتَطِيْرَةِ بِالخَوْفِ ,

لِلثُّوْرَةِ المُسْتَمِرَّةْ

 

 

” 84  “

 

 

إِنَّمَا كُتِبَ المَوْتُ كرْهَاً ,

على الشُّهَدَاءِ ,

الَّذِيْنَ هُمُ الآنَ ,

يَغْتَسِلُوْنَ ,

عَلَىْ رِسْلِهِمْ ,

بِمِيَاهِ الخُلُوْدْ

 

 

 

” 85 “

 

 

نُعْلِنُ الآنَ,

مَوْتَ الطُّغَاةْ

وبِدَايَةَ عَصْرِ الشُّعُوْبْ

, وتَسَاقُطَ أَسْمَاء ِ مَنْ

جَرَّدُوْا النَّاسَ أَخْلَاقَهُمْ والمَسَرَّاتِ ,

والرُّوْحَ , والوَطَنِيِّةَ عَمْدَاً,

وكَسْرَ القُلُوْبْ

ومَنْ قَتَلُوْا , فِيْ القلوبِ الحَيَاةْ

 

 

” 86 “

 

نَحْنُ

فِيْ حَاجَةٍ ,

لِلْعَدَالَةِ ,

نَفْخَرُ بِالإِنْتِمَاءِ ,

إِلى وَطَنٍ , لَيْسَ يُؤْمِنُ

بِالعنصريةِ والمُسْتَبِدِّيْنَ ,

مَنْ هُمْ , بِلا مَبْدَأٍ ,

عِنْدَ كُلِّ يَقِيْنْ

 

 

 

 

 

” 87 “

 

 

 

العُلُوْجُ

بِمِيْرَاثِ احْمَد ,

قدْ ذَهَبُوْا أَوَّلاً .

صَارَ رَمْلُ الحِجَازِ بِسَاطَاً لِقَيْصَرَ ,

يَا لِلْأَعَارِيْبِ فِيْ نَجْدِ ,

آلِ سُعُوْدْ

كَيْفَ لَمْ يَخْرُجُوْا بَعْدَ ,

مِنْ نَحْسِهِمْ ,

قَيْدَ أُنْمَلَةٍ ,

مِنْ عِقَالِ البَعِيْرْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

” 88 “

 

إِنَّهُمْ

مُؤْمِنُوْنَ ,

بِأَنِّيْ النَّبِيْ

ولِكَيْ لا أَكُوْنُ بِلا قصْةٍ ,

مَثْلَ كُلِّ نَبِيْ

كَذَّبُوْنِيَ ,

ثُمَّ أَقَامُوا عُرْسَاً لِقَتْلِيْ , كَبِيْرْ

ومَضَوا بَعْدَهَا , فِيْ البُكَاءِ المَرِيْرْ

 

 

 

” 89 “

 

لَنْ

أُخَاطِرَ ,

كَيْمَا أَكُوْنُ كَمَا الآخَرِيْنَ ,

فَمِثْلِيَ

يَأْنَفُ أَنْ يَتَهَجَّدَ ,

مِنْ ثَيِّبِ الكَلِمَاتْ

 

 

 

 

 

 

 

” 90 “

 

 

العَبِيْدُ

يَسِيْرُوْنَ دَوْمَاً ,

مَعَ بَعْضِهِمْ ,

مِثْلَ كُلِّ الخِرَافِ ,

ومِثْلَ الكَثِيْرِ مِنْ النَّاسِ ,

لَكِنَّمَا الحُرُّ يَسْبَحُ عَكْسَ المِيَاهِ ,

وحيداً , يطير كنسرِ الفلاةْ

وعَكْسَ الإِشَارَاتِ ,

عَكْسَ الطَّرِيْقِ ,

ويُدْرِكُ أَنَّ قَلِيْلَ الكَمَالِ ,

ولَيْسَ الكَمَالُ ,

يَسِيْرُ إِلَيْهِ ,

يُسَمِّيَ حِيْنَ يَرَىْ كُلَّ شَيْءٍ بِغَيْرِ اسْمِهِ ,

تَارِكَاً أَثَرَاً ,فوقَهُ

مِنْ أَصَابِعِ

حِكْمَتِهِ

الخَالِدَةْ

 

 

 

 

 

 

” 91 “

 

لَمْ نَعُدْ

نَنْتَمِيْ لِلَّذِيْنَ يَلَوْنَا ,

لِذَلِكَ نُخْطِئ

فِيْ حَقِّهِمْ

عِنْدَمَا بِالكَلَامِ الكَثِيْرِ

نُعَلِّقُ فَوْقَ إِشَارَاتِهِمْ

ونُعَنْوِنُ

أَحْلَامَهُمْ

بِمِدَادِ تَجَارُبِنَا البَارِدَةْ

 

” 92 “

 

أَيُّهَا الشُّعَرَاءُ

الَّذِيْنَ هُمُ الآنَ ,تَحْتَ العَوَاصِفِ ,

بِالشَّوْقِ ,

يَمْضُوْنَ حَتْمَاً عَلَيْهِمْ ,

ويَحْتَرِقُوْنَ لِأَجْلِ البَشَرْ

ايْقُظُوْا الكَلِمَاتِ

بِصَوْتِ الحَقِيْقَةِ ,

نَحْو الوِجُوْدِ الأَبَرْ

 

دُوْنَ ذَلِكَ ,

فَالشِّعْرُ لَيْسَ سِوَىْ مُمْكِنَاتِ الصُّوَرْ

إِنَّنَا,

إِنَّ ذَلِكَ حَقَّاً ,

نَعِيْشُ الزَّمَانَ العَصِيْبَ

بِكُلِ تَفَاصِيْلِهِ ,

فَالكَلامُ الجَمِيْلُ يُسَّلِّمُ بِالوَرْدِ ,

لَكِنَّ ثَمَّةَ مَنْ لايَرِدُّ السَّلامَ ,

وثَمَّةَ مَنْ هُو يَكْذِبُ ,

بِاسْمِ النُّبُوَّاتِ ,

ثمّةَ مَنْ لَمْ يَزَلْ ضَاحِكَاً ,

حَيْثُ لَمْ يَنْصِتْ الآن ,

أَوْ يَسْتَمِعْ بَعْدُ , لِلْنَّبَأِ المُسْتَطِيْرْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إحالات :

 

الإمام زيد بن علي (ع):

” 1 “

إمام الجهاد والإجتهاد زيد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام . قتل في معركة فاصلةٍ ضد الجيش الأموي بقيادة يوسف بن عمر الثقفي , الذي كان والياً على العراق وخرسان بأمر من الملك الأموي هشام بن عبدالملك , ودفن سراً من قبل ولده يحى بن زيد ونفر ممن بقي من أصحابه رضوان الله عليهم , ونبش قبره , وصُلب عارياً , بالكناسة , من غير لحاف, حتى حلّت فاطمة بني سلامة خمارها عن رأسها , فسترت عورته , وهم ينظرون .

فمضى الجلاوزة , إلى الوالي يوسف بن عمر الثقفي , وكان يسلك سبيل الحجاج في اخذ الأمور بالعنف والشدة , وكغيره من الجبابرة , فأخبروه , فقال : امضوا , فآحرقوه , فإذا صار رماداً , فآذروه في الفرات .

ولد زيد بن علي عليهما السلام في سنة 80 هجرية , واستشهد في ميدان الحرية ضد الأمويين سنة 122هجرية , وكان عمره يوم مقتله لاتتجاوز الثانية والأربعين .

” 2 “

ترعرع في ظل أبيه الإمام علي زين العابدين بن الحسين , مَنْ تلخصُ قصيدة الفرزدق الميمية الشهيرة مكارمه , بالإشارة القوية إلى عظمته , وحب الناس وإجلالهم له , حتى إنه كان إذا سار في مزدحم أفسح الناس له الطريق , فتأذى الأمويون , فهذا هشام بن عبدالملك حج قبل أن يتولى الخلافة , فطاف بالبيت , فلما أراد أن يستلم الحجر لم يتمكن , واهل الشام حوله , وبينما هو كذلك , إذ أقبل علي علي بن الحسين , فلما دنا من الحجر ليستلم تنحى عنه الناس إجلالاً له , وهيبةً واحتراماً , فقال هشام : ” مَنْ هذا ” , استنقاصاً له , وكان الشاعر الفرزدق حاضراً . فقال : انا اعرفه , فقال هشام : ” من هو ؟ ” , فأنشد الشاعر مرتجلاً :

هذا الذي تعرف البطحاءُ وطأته – – والبيتُ يعرفهُ والحلُّ والحرمُ

إلى آخر القصيدة .

وقد نزل الاذى بالفرزدق بسبب هذه القصيدة , هحبسه هشام بن عبدالملك امداً بعسفان , وهو مكان بين مكة والمدينة , فأرسل إليه علي بن الحسين (ع) بإثنى عشر ألف درهم , فلم يقبلها , وقال : ” غنما قلت لله عز وجل  , ونصرةً للحقِ , وقياماً بحق رسول الله (ص) في ذريته , ولستُ أعتاض عن ذلك بشيء , فأرسل إليه : ” قد علم الله صدق نيتك في ذلك , وأقسمت عليك بالله لتقبلنها ” , فتقبلها منه .

 

 

 

 

“3”

تتلمذ على يد والده علي بن الحسين , بحفظ القرآن , والحديث ,والفقه , يتلقاه , عن أبيه , وعن أخيه محمد الباقر , فآتسع علمه , ومعرفته , فصار يجتهد برأيه .

توفي عنه والده , وعمره لم يتجاوز الرابعة عشرة . ذهب إلى البصرة , والتقى بعلمائها , أمثال واصل بن عطاء , فتذاكر معه في الاصول , علاوةً على لقائه ببقية الطوائف كالمعتزلة , وفيها القدرية , وفيها الجهمية , وفيها كل الذين تكلموا في صفات الذات العلمية , فقد كانت سنهما متقاربة , ورأيهما متباعدة بشأن علي (ع) في حربه مع أم المؤمنين عائشة , ومع معاوية . علاوةً على لقائه ببقية الطوائف كالمعتزلة , وفيها القدرية , وفيها الجهمية , وفيها كل الذين تكلوا في صفات الذات العلية . وقد كان زيدبن علي من قبل قد تلقى عقيدة الإعتزال عن آل البيت , أمثال: محمد بن علي بن أبي طالب ( ابن الحنفية ) , الذي قال فيه الشهرستاني , في الملل والنحل : ” كان كثير العلم غزير المعرفة , وقاد الفكر , مصيب الخواطر , قد أخبره أمير المؤمنين علي (ع) عن أحوال الملاحم , وأطلعه على مدارج المعالم , قد اختار العزلة ,وآثر الخمول على الشهرة “. , وأمثال علي زين العابدين , وابنه الباقر , والحسن والحسين من قبلهما , ومحمد بن الحنفية أخوهما .

احتك بالخلاف , مع هشام بن عبدالملك في مجلس هذا الأخير بدمشق , وأفحمه , عندما بدأ هشام بالتنقيص من قدر زيد بن علي (ع) وآبائه ,فقال هشام أخرج , فقال زيد : اخرج , ثم لا أكون إلا بحيث تكره .

خرج زيد في سنة 121هجرية , وكان مقتله سنة 122هجرية , بذهابه إلى الكوفة , فاختلفت إليه الشيعة تبايعه ,وكانت صيغة بيعته : ” إنا ندعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه (ص) , وجهاد الظالمين والدفع عن المستضعفين , وإعطاء المحرومين , وقسم هذا الفيء بين أهله بالسواء , ورد المظالم , ونصر أهل الحق , أتبايعون على ذاك ” , أما القسم , فكان ” عليك عهد الله وميثاقه , وذمته وذمة رسوله (ص) لنقينَّ ببيعتي , ولتقاتلن عدوي , ولتنصحن لي في السر والعلانية ” , فإذا قال المبيع : ” نعم ” , مسح يده على يده , وقال اللهم اشهد ” .

وقد بايعه على ذلك , خمسة عشر ألفاً , وقيل أربعون ألفاً , ولما أخذ زيد البيعة وابتدأ يعد للمعركة , وسار فيها بضعة عشر شهراً , يدعو الناس إلى بيعته على النحو الذي أسلفنا , واتفق مع زعماء أصحابه على أن يكون خروجه في مستهل صفر سنة 122هجرية . ولما اقترب الموعد حتى أخذ بعض أتباعه الذين بايعوه في النقاش والجدل , فسألوه في أبي بكر وعمر , فقال فيهما خيراً , وإن استأثرا علينا بهذا الأمر , ودفعونا عنه , ولم يبلغ عندنا كفراً .

وقد ولوا وعدلوا , وعملوا بالكتاب والسنة , قالوا : فلمَ تقاتل هؤلاء , إذن ؟ فقال : إن هؤلاء ليسوا كأولئك , إن هؤلاء ظلموا الناس  , وظلموا أنفسهم , وإني أدعو إلى كتاب الله وسنة نبيه , وإحياء السنن , وإماتة البدع , فإن تسمعوا يكن خيراً لكم ولي , وإن تأبوا فلستُ عليكم بوكيل , فرفضوه , وانصرفوا , وانقضوا بيعته .

كان هذا الخلاف , وقد تأهب العدو , وأخذ يهاجم زيداً وأتباعهم , فآضطر إلى المقاتلة قبل الميعاد الذي قدره بشهر , ودعا أتباعه بشعاره : ” يا منصور أمت أمت ” , وهو نفسه , الشعار الذي رفعه المسلمون بغزوة أحد , تحت راية الإمام علي (ع) , في وجود رسول الله (ص) , فلم يستجب زيداً إلى دعوته إلا 218 مائتان وثمانية عشر رجلاً ,عداً وإحصاءً , وقد كانوا من قبل خمسة عشر ألفاً , فنادى في الباقين الذين ضعفوا ونكثوا في أيمانهم : اخرجوا ,من الذل إلى العز , اخرجوا إلى الدين والدنيا , فإنكم ,لستم في ديم ولا دنيا ” .

ولما رآهم لا يستجيبوا . قال : أنا أخاف أن يكونوا قد فعلوها حسينية , أما والله لأقاتلن حتى أموت ” , وتقدم إلى الميدان , ومعه عدد قليل , ليواجه الجيش الكثيف لهشام بن عبدالملك , فقاتل ومن معه ببسالة منقطعة النظير , واستطاع أن يهزم الجيش الأموي الذي سيضطر إلى الإستعانة بالرمي , فنالوا من زيدٍ وأصحابه , كما نالوا من جده الحسين بالطريقة نفسها , ونال زيداً سهم في جبهته , فقتل.

وحتى لا يمثّل هشام بن عبدالملك بجثته , كما مثّل من قبل , يزيد بن معاوية بجسد الحسين (ع) ,حرص ابنه يحى بن زيد على أن يدفن أباه بحيث لا يعلم بموضعه أحد , فدفنه في ساقية , وردمها , ووضع عليها النبات لكيلا يعلم أحد بمكان جثمانه الطاهر , حتى وشى أحدهم , فنبش الأمويون قبره , وأخرجوا جثمانه , ومثلوا بهِ , ونصبوه بكناسة الكوفة بأمر من هشام بن عبدالملك .

من المهم هنا , الإشارة ضمن هذا السياق إلى أن الحرب من جانب الأمويين كانت حرباً فاجره , ليس فيها من القيم , قيم الإسلام , والرجال , فإنه ليذكر أن رجلاً من جند الأمويين على فرس رائع أخذ يشتم فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) شتماً قبيحاً , فبكى الإمام زيد حتى ابتلت لحيته , وجعل يقول : ” أما أحد يغضب لفاطمة بنت رسول الله (ص) ,فاستتر أحد رجال زيد , وسار وراءه وقتله , فكبر أصحاب زيد (ع) , ثأراً لكرامة رسول الله (ص) , فقبله زيد , وقال : أدركتُ والله ثأرنا , أدركتُ والله شرف الدنيا والآخرة وذخرها ” .

وفي صلب زيد (ع) , يقول شاعر الأمويين مخاطباً آل بيت النبي (ص) :

صلبنا لكم زيداً على جذع نخلةٍ — ولم أر مهدياً على الجذع يصلبُ

ولم تمر عشر سنوات , على استشهاد زيد بن علي عليهما السلام , وابنه من بعده يحى بن زيد عليهما السلام الذي سيقاتل مثل أبيه جيوش الأمويين في أرض جوزجان بعشرات من الرجال لثلاثة أيام ولياليها , حتى قتل أصحاب يحى بن زيد , , وأتت نشابة في جبهته فقتل , واحتز رأسه , وسلب قميصه , وصلب على باب مدينة الجوزجان في وقت قتله , ثم بعث رأسه الشريف إلى الوليد بن يزيد بالشام , وبيحى بن زيد ينتهي للأبد العصر الأموي المستبد , بعصر مستبد هو الآخر , بظفر العباسيين عليهم , وأي ظفر , فقد نبشت قبور الأمويين جميعاً , ومدت الموائد على جثث قتلاهم الذين تولى العباسيون قتلهم من بني مروان وغيرهم , وقد سُقنا ذلك لنبين العبرة في تقدير الله تعالى , فإن الله يسلط الطاغين بعضهم على بعض للإعتبار . وبمقتل زيد وابنه يحى عليهما السلام , من بعده , ذُهب بالدولة المروانية الأموية , كما أن مقتل الحسين ذُهب بالدولة السفيانية , وبمقتلهم تحركت الضمائر , وسطع الحق المبين .

( انظر :محمد أبو زهرة , الإمام زيد (ع) /انظر : مقاتل الطالبيين ) .

ابراهيم الحمدي : أشهر رئيس يمني ,أحبه الشعب . قتل اغتيالاً في حادث غامض , ومازال ملفه مغلق . أعاد له الشعب اليمني الإعتبار ,بتخصيص واحدة من جمع الثورة السلمية في 2011 ,بإسمه , وطالب بكشف الحقيقة .

هلوكست تعز : في 27 مايو 2011 , هاجمت مجاميع من قوات الحرس الجمهوري , والأمن المركزي ساحة الحرية بتعز ,وأحرقتها بمن فيها من شباب الثورة , ولكي لا تظهر آثار الجريمة , فقد دفنوا كل شيء من خيام , وبشر , وحجر . شهد على الجريمة عدد من الناس .

أنصارُ الله : اسم أطلق على مجاهدي صعدة الحوثيين , الممانعين كمشروع ضد التدخلات الخارجية والإمبريالية , والداعين لمسيرة قرآنية , يصحح بها الدين , ويوضح الحق , وقد التحقوا بالثورة السلمية في 2011 , ودعا زعيمهم السيد عبدالملك الحوثي للحوار في إطار الثورة لا المبادرة الخليجية التي قبل بها أحزاب المشترك , من أجل دولة مدنية .

دماج : مقر مستحدث للسلفيين الوهابيين , بصعدة .

الحصانة : قانون وافق عليه , وأقره مجلس النواب , لتحصين نظام صالح من الملاحقة القضائية إزاء تنازله عن السلطة في 2011 .

حكومة الوفاق : تم تشكيلها في إطار المبادرة الخليجية المشهورة , محاصصةً بين أحزاب اللقاء المشترك , وبين بقايا نظام علي عبدالله صالح , برئاسة باسندوه , الذي سيطالب مجلس النواب , باكياً , من أجل الموافقة على منح الرئيس علي صالح ومن معه الحصانة , لأكثر من 33 عاماً , بمن فيهم من كان قد انضم إلى الثورة السلمية , أمثال اللواء علي محسن قائد الفرقة , ومجموعته , ومن حكم , ومن لم يحكم , وشارك , أو لم يشارك في نظام علي صالح . وبذلك , لم يعد ثمة مجال لفتح أيَّ ملف دموي قديم , في الشمال , أو الجنوب من اليمن .

شهداء الكرامة : في 12 مارس 20011 ,من يوم الجمعة , قتل بلاطجة  علي صالح , ذبحاً بالرصاص الحي , أكثر من خمسين شاباً ثائراً, بعد أدائهم لصلاة الجمعة بساحة التغيير بجامعة صنعاء , وجرح أكثر من ألف تقريباً , ومازال ملف القضية بيد كل الأطراف من سلطة ومعارضة .

المطاوعة : مصطلح يطلق على كلِّ متشدد في الدين , ويكن العداء لآلِ بيت النبي , ويكفر في طريقته كلَّ مسلم , يختلف معه في الرأي , محلاً بذلك دمه , بإسم الدين .

يزيد بن معاوية : ثاني ملوك بني أمية , استخلفه أبوه معاوية , وأكره الناسَ على ذلك , وقد احتج من باركَ استخلاف معاوية ليزيد,بأنها سنة أبي بكر وعمر من قبل . ومعاوية , بذلك الإستخلاف لولده , يكون قد نكث العهد الذي قطعه للمسلمين , وأبرمه مع الخليفة الخامس الحسن بن علي بن أبي طالب . اشتهر يزيد بشربِ الخمر , وقول الشعر , ومنادمة القردة, والصيد . قتل الحسين بن علي عليهما السلام , بكربلاء , عبر واليه على العراقين عبيدالله بن زياد الذي سيقتل أولاً , مسلم بن عقيل بن أبي طالب ( رسول الحسين إلى أهل الكوفة ) وسيرسل جيشاً , بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص , وشمر بن ذي الجوشن , للقضاء على الحسين وأهله . فقاتل الحسين ومن معه حتى قتلوا جميعاً بكربلاء , وحملت رؤوسهم إلى يزيد , ولما وصل الرأس , رأس الحسين , جعل يزيد ينكث بقضيب كان في يده , على ثنية الحسين , وهو يقول : نفلق هاماً من رجالٍ أعزةٍ / علينا وهم كانوا أعزَّ و أظلما . ثم توجه لعلي بن الحسين , ومن معه من نساء الحسين , بمن فيهن اخته زينب , قائلاً : أأنت ابن الذي قتله الله . فقال علي بن الحسين , وكان صبياً , إذْ ذاك : أنا ابن الذي قتله الناس , ومن يقتل مؤمناً متعمداً , فجزاؤه … الآية .ثم , ارسل يزيد جيشاً آخر لتركيع أهل المدينة بأخذ البيعة منهم له بالقوة بقيادة مسلم بن عقبة , فقتل أهل المدينة بالحرة , وفيهم من فيهم من الصحابة والتابعين , وأباحها لجنده , فعبثوا , وقتلوا , وانتهكوا الأعراض , وما يمكن أن توضحه اعترافات لأحدهم : لما كانت ليلة الحرة , جئتُ قباء , فإذا فيه امرأة جالسة وبحضنها صبي لها , وليس عليها شيء إلا مايسترها , وقد ذُهب بكل شيء لها, فقلت لها , هل من مال ؟ قالت : لا والله , لقد بايعت رسول الله على أني لا أزني , ولا أسرق , ولا أقتل ولدي . قال : فأخذتُ برجل الصبي , فضربتُ به الحائط , فنثر دماغه .. إلخ إلخ .ثم إن مسلم بن عقبه , كان قد مات في الطريق ’ وولي على الجيش اليزيدي قاتل آخر , فتوجه نحو مكة للقضاء على عبدالله بن الزبير , وأثناء الحصار , كان قد وصل نبأ موت يزيد , فآنخذل الجيش , وقضي عليه , من قبل ابن الزبير الذي سيدعو لنفسه بالخلافة سنة 64 هجرية , حتى قتل بمكة , بجيش الحجاج سنة 73 هجرية .

عبدالسلام الكبسي : شاعر يمني , أسس بيت الشعر اليمني , ونادى بالإختلاف في اللغة , والإيقاع , والدلالة , وبمركزية النص الشعري المختلف , وأنجز تجارب شعرية ذات موضوعات جديدة , على صعيد الرموز , والمكان , والتأملات الشعرية المعاصرة . شارك في ثورة التغيير والحرية السلمية في 2011 ,ودعا إلى نظام مدني ,يقوم على مبادئ : الحرية والمساواة والعدالة الإجتماعية , وإلى مجتمع مفتوح , وثقافة مفتوحة .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سيرة موجزة :

 

الدكتور عبدالسلام الكبسي

شاعر , وناقد , وباحث , ومفكر أكاديمي .

رئيس بيت الشعر اليمني ( المؤسس ).

رئيس تحرير مجلة ” دمون ” ( المؤسس ).

رئيس رابطة الشعر اليمني المقاوم ( المؤسس )

رئيس رابطة الشعراء اليمنيين الألفينيين ( المؤسس )

أستاذ الأدب العربي بكلية التربية – عمران .

أول مثقف يمني ينادي بالثقافة المفتوحة , وبمساواة المرأة بالرجل دستورياً .

ينادي بالإختلاف , ويعمل من أجل ذلك لتكون اليمن مركزاً ثقافياً , انطلاقاً من الثقافة الوطنية .

أسس على صعيد النقد العربي منهجاً نقدياً تصنيفياً جديداً , يقوم على اربعة مبادئ رئيسة في تحليل التجربة الشعرية  : الاختلاف , والايقاع الشخصي , والشاعرية , والصياغة النهائية .

أسس بطروحاته المختلفة امتيازاً , في تفسير القرآن الكريم , لرؤية صحيحة , في التأويل  , وفي النظرة الى الثقافة العربية الإسلامية ككل , مؤثراً في الكثيرجداً, من القراء , وعلى نحو غير مسبوق .

 

 

 

صدر للشاعر

 

 

1.    تنويعات صنعانية , ط1 , 1997.

2.    ماء المدينة , ط1 , 1998.

3.    مقاليد القبيلة , ط1 , 1998.

4.    البلاد التي كانت الشمس تفاحها , ط1 , 1999.

5.    كتاب الحسين ط1 ,2001.

6.    كتاب مالك الأشتر , ط1 , 2012.

7. كتاباتٌ على الجدران ,  ( تحت الطبع ).

8. كتاب فاطمة , ( تحت الطبع )

9. كتاب زيد بن علي (ع) , ( تحت الطبع )

10. بقايا رماد , ( تحت الطبع ).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عنوان الشاعر :

مدونة عبدالسلام الكبسي , وصفحاته على الفيس بوك .

Kebsi1@hotmail.com

www.yeph.org

Mobile: 00967 – 773642876