لست تدري ,
لماذا يموتون قبل الأوان , إذنْ ؟
لست تدري , متى الوقت مرَّ سريعاً ؟
متى الساعة المدلهمة كالسيل ,تقبلُ
تأتي مفاجأة , كالبريد ؟
متى يصبح الحلم وهماً ؟
وبيتك قبراً ,
وفرشك طين الحقول القريبة ؟
حينَ ستصبح أنت بلا أنت ,
حتى كأنك , ما كنت تجري هنا ,
وهناك تحلق , تعرى , تجوع , وتلبس ,
تشبع , تحزن , تفرح ,
تضحك للقادمين ,
وتبكي على الراحلين ,
كأنك لم تتضمن موتك فيك ,
مع أن أيامك الآن , ليست كأمسٍ ,
فكل الإشارات تعنيك ,
أن لا تطيل البقاء , ولا تتأخرْ
إنَّ هذي النجوم ,
وتلك الشموسُ التي تشرقُ الآنَ ,
ثم تغيب ,
وتظهر ,
تحصي أيامها , مثلنا ,
أنت تقرأ أفكارها باليقين ,
وتسمعها ,
بعضها قد يعود ,
وبعضٌ سيذهبُ دون رجوعٍ ,
وأنت , كأن الفصول تمر عليك , لوحدك ,
لا تتأخر
إن الثواني تسير , فلا تتأخر
كل الدقائق مرت عليك ,
وكل الذي مر من قبل ,
كل غد سيمر ,
يقول بأنكَ لا تتأخرْ
” 2 “
أيها الموت
لست أخافك ,
لكنني اليومَ ,
منشغل بأمور الحياةِ ,
حياتي , حياة الكثيرين مثلي ,
كأن أشعل التوَّ , نارَ الحقيقة في الظلمات ,
كأن أحيي المَيْتَ في كل قلبٍ ,
بحكمة شعري ,
كأن أكسر القيد ,
أهدم أوثان أزمنة ( الإنبطاح ),
كأن أسرج الجسر للعابرينَ
على الماء بالماء ,
من شاطئٍ آخرٍ للحياةِ
” 3 “
أنا ,
سوف أقهرك اليوم ,
يا موت ,
بالعمل المتواصل ,
أشعل كبريت أياميْ ,
من أجل شعبي ,
سأعلن دونكَ , أن السمواتِ للنسر ,
والنورَ للمبصرين ,
وأن البحار لكل سفينٍ يغامرُ ,
أن ورودَ الأمانيَ للعاشقينَ ,
وأيامنا للذين يلونا , كأنا خلقنا لهم ,
ليرونا كما ينبغي ,
مفعمين بروح الحقيقة ,
من أجلهم , رغم كل الظنونِ
” 4 “
أيا موتُ ,
إنيَ أقهرك اليوم ,
حين سأدخل بالشعر
كلَّ قلوب المحبين للورد ,
للحريات ,
لنبع المسراتِ ,
للمجد بالكبرياء ,
ولن تعترضني ,
لأن طريقي طريق الحياة ,
وسوف يقولون ,
حين أموت كما شئت ,
يا للشجاع الذي أعلنَ الموتَ ,
من أحل أن تستمرَ الحياةُ ,
بذوري ثماراً ,
ستصبح يوماً ,
تقول لمن سيجيئون بعدي بأنا هنا ,
كان ثمة بعض هنا ,قد أصرَّ
على أن يعيشَ كريماً ,
فمن سيبادلني شغفي بالحقيقة ,
بالحب ,
من يحتوي عالمي بالنشيد ,
ويذهب أبعد مما هو اليومَ ,
مرسوم نحو الأقاصيَ ,
نحو الخلود ,
وأن لا يفكرَ
بالعودة المرتجاهْ