أيها الموت لست أخافك شعر عبدالسلام الكبسي

 

لست تدري ,

لماذا يموتون قبل الأوان , إذنْ ؟

لست تدري , متى الوقت مرَّ سريعاً ؟

متى الساعة المدلهمة كالسيل ,تقبلُ

تأتي مفاجأة , كالبريد ؟

متى يصبح الحلم وهماً ؟

وبيتك قبراً ,

وفرشك طين الحقول القريبة  ؟

حينَ ستصبح أنت  بلا أنت  ,

 حتى كأنك , ما كنت تجري هنا ,

 وهناك تحلق , تعرى , تجوع , وتلبس ,

 تشبع , تحزن , تفرح ,

تضحك للقادمين ,

 وتبكي على الراحلين ,

 كأنك لم تتضمن موتك فيك ,

 مع أن أيامك الآن , ليست كأمسٍ ,

فكل الإشارات تعنيك ,

 أن لا تطيل البقاء , ولا تتأخرْ

 

إنَّ هذي النجوم ,

وتلك الشموسُ التي تشرقُ الآنَ ,

 ثم تغيب ,

وتظهر ,

تحصي أيامها , مثلنا ,

أنت  تقرأ أفكارها باليقين ,

 وتسمعها ,

بعضها قد يعود ,

وبعضٌ سيذهبُ دون رجوعٍ ,

وأنت , كأن الفصول تمر عليك , لوحدك ,

لا تتأخر

إن الثواني تسير , فلا تتأخر

كل الدقائق مرت عليك ,

 وكل الذي مر من قبل ,

كل غد سيمر ,

يقول بأنكَ لا تتأخرْ

 

” 2 “

 أيها الموت

لست أخافك ,

لكنني اليومَ ,

منشغل بأمور الحياةِ ,

حياتي , حياة الكثيرين مثلي ,

كأن أشعل التوَّ , نارَ الحقيقة في الظلمات ,

كأن أحيي المَيْتَ في كل قلبٍ ,

بحكمة شعري ,

كأن أكسر القيد ,

أهدم أوثان أزمنة ( الإنبطاح ),

كأن أسرج الجسر للعابرينَ

على الماء بالماء ,

من شاطئٍ آخرٍ للحياةِ

 

” 3 “

 

 

أنا ,

سوف أقهرك اليوم ,

 يا موت ,

بالعمل المتواصل ,

أشعل كبريت أياميْ  ,

من أجل شعبي ,

سأعلن دونكَ , أن السمواتِ للنسر ,

والنورَ للمبصرين ,

وأن البحار لكل سفينٍ يغامرُ ,

أن ورودَ الأمانيَ للعاشقينَ ,

وأيامنا للذين يلونا , كأنا خلقنا لهم ,

ليرونا كما ينبغي ,

 مفعمين بروح الحقيقة ,

من أجلهم , رغم كل الظنونِ

 

 

 

 

” 4 “

 

 

 

أيا موتُ ,

إنيَ أقهرك اليوم ,

حين سأدخل بالشعر

كلَّ قلوب المحبين للورد ,

للحريات ,

 لنبع المسراتِ ,

للمجد بالكبرياء ,

ولن تعترضني ,

لأن طريقي طريق الحياة ,

وسوف يقولون ,

 حين أموت كما شئت ,

يا للشجاع الذي أعلنَ الموتَ ,

من أحل أن تستمرَ الحياةُ ,

بذوري ثماراً ,

ستصبح يوماً ,

تقول لمن سيجيئون بعدي بأنا هنا ,

كان ثمة بعض هنا ,قد أصرَّ

 على أن يعيشَ كريماً ,

 فمن سيبادلني شغفي بالحقيقة ,

بالحب ,

من يحتوي عالمي بالنشيد ,

ويذهب أبعد مما هو اليومَ ,

مرسوم نحو الأقاصيَ ,

 نحو الخلود ,

وأن لا يفكرَ

بالعودة المرتجاهْ