فيصل البريهي , عزف على أوتار الجراح , شعر , ط1 , 2013

64418_123268154519384_969370458_n

                       

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عزفٌ على أوتار الجراح


 

 
 

 

 

فيصل عبدالله أحمد البريهي

عزفٌ

على أوتار الجراح

شعر


 

 
 

 

 

 

 

الإهداء

إلى

كلِّ عينٍ

تتصفَّحُني شعراً وإنسانيَّةً

في سطور هذه الأوراق

وإلى كلِّ قلبٍ لا يسكنُهُ

سوى الحُبِّ والجمال

أُهدي هذهِ

المعزوفات

فيصل البريهي


 

   


 

 

 

معزوفة الأحزان

 

قَبِّلْ يَدَ الآلام شِعراً ألَمْ

تعلمْ بأنَّ   الشَّعرَ أشهى ألمْ؟!

ألَمْ تَكُنْ قبل   انتشار الضُّحى

نجماً يُواليهِ   احتشادُ الظُّلَمْ؟!

ألمْ ترَ الأطيافَ   في خافقي

تجتاح أجوائي كغيمٍ   ألمْ؟

لا…لم يُلِمَّ   الحزْنُ بي مثلما

بالحزْنِ قلبي   وحدهُ قد ألمْ

**    **  **

آويتُ أرواحَ   المعاني إلى

صدري كما يُؤوي   الحروفَ القلمْ

في واحةِ المعنى   شربتُ الهوى

طفلاً تربَّى في   دمي واحتلمْ

والشوقُ يسعى في   دمي مُحرِماً

قد طافَ سبعاً في   الحشا واستلمْ

كأنما حجَّتْ فؤادي   منىً

والحِجْرُ والمسعى   وصلّى الحرمْ

من الأسى والشوقِ   في مهجتي

والحبِّ والإيمانِ   تحيا أُمَمْ

**    **  **

وافيتُ أبوابَ   المدى شاعراً

يزري بهِ همٌ   ويؤيهِ همْ

مثل الدُّجى يَمٌّ   بلا مُبحِرٍ

أو مُبحرٌ   كالضُّوءِ في غيرِ يمْ

فردٌ يمانيُّ الهوى   والأسى

في وجههِ مِن كلِّ   طيفٍ علَمْ

تلقاهُ في كلِّ   الدروبِ التي

يسعى عليها كالكفيفِ   الأصَمْ

ينقادُ في أحضانِ   مأساتهِ

مُستنجِداً بالريحِ   كالمُتَّهمْ

لأنَّهُ نجلُ   التراب انثنى

منهُ غباراً كي   يطالَ القممْ

لم تُبكِهِ الأحزانُ   يوماً ولم

تشهدْهُ في وجهِ   السرورِ ابتسمْ

حتَّى استقالَ   الخوفُ والأمنُ مِن

دُنيا الذي في وجهِها   ما انهزمْ

**    **  **

لا تبتسمْ يا دهرُ   لي إنَّني

نسلُ الأسى والحُزْنِ   منذُ القِدَمْ

لم يعرفِ البسْماتِ   عُمْري ولا

في خاطري طيفٌ لها   قد رَسَمْ

لي مِن تُرابِ   الأرضِ أصلٌ ومِن

أكدارِها لي ألفُ   خالٍ وعمْ

تأْوِيْهتي مِن نسلِ   إعصارِها

وفي الحشا بركانُها   والحِمَمْ

أحيا عليها وهي   مثلي…بَها

مابي…كموجٍ تائهٍ   في خِضَمْ

مِن آدمٍ يأتي   الأديمُ الذي

قد أخصبتْ فيهِ   بذورُ النِّقمْ

لحنُ الأسى ظلَّتْ   مواويلُهُ

في مسمعِ الدُّنيا   كأجْلى نَغمْ

**    **  **

معزوفةُ الأحزانِ   تمشي على

إيقَاعِها الأعمارُ مَشْيَ الدِّيَمْ

حسْبَ اتِّجاهاتِ   الرِّياحِ التي

لم تتَّبعْ قانون«لا-أو   نعمْ»

تنسابُ والآفاقُ في   وجهِها

مفتوحةٌ…مشحونةً   بالهِمَمْ

لكنِّها رغْم   انفتاحِ المَدى

عمياءُ في جوٍّ   شديدِ العَتَمْ

مختالةٌ في شِبْهِ   غيبوبةٍ

لم تَصْحُ من   نومٍ!! كما لم تَنَمْ

تغفو وللإحلامِ في   نفسِها

مِن وطْئِها وقْعٌ   كوقْعِ القَدمْ

تصحو وتغشاها   كوابيسُها

في شكلِ شيطانٍ لهُ   ألفُ فمْ

**    **  **

أعمارُنا تقتات   أهواءنا

مائيّةً مِن غيرِ طَعمٍ   وشَمْ

يا للنِّفُوسِ   الجائعاتِ التي

كمْ أوْلَمَتْ فيها   الخطايا وكمْ

مِن لذَّةٍ أفنتْ   إلى لَذَّةٍ

تأتي…ويقتاتُ   الشعورُ النَّدمْ

لكنَّها ما أشبعتْ   فاقةً

منها…ولم يُطفئْ   لظاها السأَمْ

**    **  **

ما   أبعدَ الدُّنيا عنِ المشتهى

في   قلبِ مَن منها استقى واستحمْ

فالقلب   جرحٌ في الحشا مُزمنٌ

إن   ذابتِ الأشواقُ فيهِ الْتَئمْ

يا   مُغرياتِ العيشِ لولا الهوى

في   الناسِ لم تُعرَفْ معاني القِيَمْ

لولا   المنى نحيا بها لاْحتوى

في   شكلهِ الإنسانُ معنى الصنمْ

لكنِّها   الأقدارُ أوحتْ لنا

بالسَّعي   في دربينِ مدحٍ وذمْ

**    **  **

تلك انفعالاتُ   الحياةِ التي

لمْ يبتلعْها واقعٌ   أو هَضَمْ

استخلصتْ كلَّ المُعاناةِ   في

دربٍ بهِ وجهُ   الحياةِ اتَّسَمْ

وسوفَ تبقى في حياةِ   الورى

أنشودةً في البدءِ   والمُختتَمْ

الأثنين 18/10/2010م _ صنعاء

 

 

 

 

سلَّة المغريات

لماذا تحنُّ !!

إلى السيدات ؟..

وكلُّ العذارى….

تحنُّ إليك.

ومنكَ

ومن نفسِها الفاتنات…

تغارُ عليكَ.

تغازل غزلان….

«بابَ السَبَاح»

وتهمسُ…

باسمكَ

سراً غواني

«شعوب»

وتحلُم أخرى

بلقياك في

«شارع العدل»

و«الدائري»

وأُخرى تغازلك الآن

في «فروةٍ»

وأُخرى….وأخرى…

وأخرى….،….

تُبادِلكَ

الهمْزَ…واللمْز….

أرماشُها في

«مِسَيْك».

فصنعاء فاتنتةٌ ،

كلُّها جسم

أنثى…،

تحاول أن تترك الآن

عفَّتَها

وتكشفَ عن

لهفة الشوق….

في نفسها…،

فارتمتْ

كالقصيدةِ عاريةً….

يُجرِّدُ أسرارها

الحُسن

بين

يديك.

**  **  **

لماذا فؤادُكَ !!

لم يصحُ

من نومهِ

والسُّباتِ؟

ولم تصحُ

من جُبّ

سيدةٍ

خبَّأتْ سِرَّها…

بإحدى زوايا

فؤادِك

في سلَّة المغريات ؟!!

فدع كلَّ سيدةٍ…

قد برى حُسنَها

الدهرُ

واستنفدَتْ كلَّ

لَذَّاتها

وذاتُكَ يبحثُ عن

ذاتهِ…

في سراب التي

غادرت ذاتها…وآلتْ

إلى غير

ذات.

8/12/2006م _ صنعاء


 

مَازِلْنَا نُغَـنِّي

قرأتُكَ بينَ أنسجةِ الخفايا

وفي   مُهجِ النُّجومِ…وفي المرايا

صلاةً   يستفيض القلبُ منها

تسابيحاً   مُنرجسةَ النَّوايا

وأذكاراً   ترتِّلُها الأماني

وتنقشُها   على مُقَلِ الصَّبايا

وتعصرُضوءَها   الضَّحواتُ كأساً

أرِيْجيّاً…وتشربُها   العشايا

**    **  **

أرى   الأيامَ تسبقُنا وتنسى

بأنَّا   خلفَ أضلُعِها رعايا

نُناشدُها   التَّريُّثَ في خُطاها

فتنسجُ   مِن براءتِنا الخطايا

ونحسو   قَيءَ فتنتِها إلى أن

ترانا   ملءَ أعينِها شظايا

فتمنحُنا   الحياةَ إذا سعينا

إليها   فوقَ أجنحةِ المنايا

**    **  **

وما   كُنَّا إذا نفضَتْ يديها

عنِ   المعنى…سُوى حِمَمِالحَكايا

تُبرْكِنُنا   الحُروفُ لها  سُطوحاً

وما   برحتْ تضيقُ بنا الزَّوايا

وما   زلنا نثورُ بكُلِّ صدرٍ

ونَغْلي   في الضِّلوعِ وفي الحنايا

أثارتْنا   الحُروفُ…ولم يزلْ في

شرايينِ   الحياةِ لنا بقايا

نُغنِّي   فوقَ أرصفةِ التَّمنِّي

لأفراحِ   الحياةِ وللرَّزايا

لأحبابٍ   وأعداءٍ أنَخْنا

شرايينَ   القُلوبِ لهم مطايا

لأوطانٍ   نعيشُ بها…فعاشتْ

نسيجاً   في المَسامِ وفي الخلايا

لشُطآنٍ   وأوديةٍ وسفحٍ

وآكامٍ   مُعطَّرةِ المزايا

لأفواجِ   النَّسيمِ…لكُلِّ ظلٍّ

تركْنا   فيهِباهضةَ العطايا

لأضروحةِ   الجَمالِ بكُلِّ روضٍ

عشِقْنا   أن نكونَ لهُ ضحايا

تلَوْناهُ   فواتحَ كُلّ حُبٍّ

وقدَّمنا   النُّفوسَ لهُ هدايا

**    **  **

وما   زالت وقد وُئِدَتْ مِراراً

مشاعُرنا   تُعدُّ من السَّبايا

سَبَتْها   كُلُّ طارئةٍ تجلَّتْ

لظامئةِ   الشُّجونِ مِن العرايا

كأجسادٍ   تُكهربُ كُلَّ قلبٍ

بذبذبةِ   النُّهودِ وبالدَّرايا

إذا   انجذبتْ عواطفُنا إليها

يُصنِّفُها   العفافُ مِن البغايا

**    **  **

سَكِرنا   بالهوى زمناً…فمنَّا

على«صنعاء»خالصة   التَّحايا

فكم   عِشْنا بـ«مَذبَحِها» قُلوباً

وأرواحاً   تحنُّ إلى«السَّرايا»

أقامتنا   ابتسامةُ كُلّ ثغرٍ

صلاةً   في الشِّفاهِ وفي الثَّنايا

وما   زالتْ تُناقشُنا الأماني

هُموماً   لا تحيطُ بها القضايا

كعالَمِنا   الغريبِ نعيشُ أخفى

وأغربَ   في الصِّفاتِ وفي السَّجايا

صنعاء-29 أكتوبر-   2007م

 


 

أعماق الخطيئة

عجباً!!…تغازلُ مِن وراءِ حجابِ

كعلامةِ   المستفهِمِ المُتَغابي

ترنو   انحناءاتُ السؤالِ بخصرِها

نحوي   كساعيةٍ إلى استجوابي

«سينٌ» مُحقِّقةٌ معي ببراعةٍ

مَن   أنتَ ؟…قلتُ علامةُ استغرابِ

تعتادُني   صِيَغُ التَّعجُبِ حيثُ لا

أعتادُ   فيكِ براعةَ الكُتَّابِ

**    **  **

كلُّ   الحروفِ السُّندسيةِ لا تفي

غَرَضاً   لِكَيْ تستقطبي إعجابي

كُوني   مُهَّيئةً لأن تَتَخَلَّلي

لغتي   ، فليس بوسعكِ استيعابي

فملامحي   تبدو مُشفَرةً ولن

تتمكَّني   أبداً من استقطابي

**    **  **

هذا   التَّماهي لن يُثيرَ غريزتي

بشذوذهِ..أو   أن يَسُدَّ رغابي

ما   في فصولِ المسرحيةِ مشهدٌ

يُغري   بنكهتهِ ذوي الألبابِ

**    **  **

لا   تَقرأيني جُملةً مبنيّةً

ممنوعةَ   التَّصريفِ والإعرابِ

وجهي   وقاموسي سِجلُّ هويَّتي

والصَّمتُ   بينهما رديفُ خِطابي

خُطِّي   بكفِّ رؤاكِ منهجَ طالبٍ

لكِ   في الهوى…أو كنتِ من طُلاَّبي

تلميذتي…عفواً   !، مُعلِّمتي ألا

يحوي   كتابُكِ ما حواهُ كتابي؟

ماذا   فهمتِ الآنَ عنكِ هُنا ؟!إذاً

كُوني   سؤالي في الهوى وجوابي

**    **  **

ما   زلتِ طامحةً بكلِّ جراءةٍ

بالسَّعيِ   بينَ صوامعي وقبابي

تَتَقمَّصين   ثيابَ راهبةٍ أتَتْ

سعياً   تُقيمُ الرَّقصَ في محرابي

**    **  **

يا«أنتِ»   بينَ حقيقتي وخُرافتي

سِرّاً   رماهُ التَّيهُ في سردابي

غُوصي   بأعماقِِ الخطيئةِ واذرأي

خَطأي   رماداً في عُيونِ صوابي

**    **  **

لن   تقدري الإبحارَ في لُجَجِ الهوى

بالطَّيشِ   بينَ عواصفي وعُبابي

ها   أنتِ في قلبِ المُحيطِ جزيرةٌ

ترنو   بعينِ الحائرِ المُرتابِ

لم   تدرِ عن بحري وصحرائي إذا

نَظرَتْ…وما   مائي ووجهُ سرابي

**    **  **

هِيَ   بينَ جنبيها حبيسةُ نفسِها

تهوى   التَّنقُّلَ في وسيعِ رحابي

جالتْ   وما زالتْ تَجولُ بشوقِها

حَولي   وما انفتحتْ لها أبوابي

طارتْ   بأجنحةِ الخيالِ وحلَّقتْ

كالطَّيرِ   فوقَ حدائقي وهضابي

تعلو   وتهبطُ كانسيابِ قصيدةٍ

جاءَتْ   بلا قَدَرٍ ولا أسبابِ

**    **  **

تقفرُّ   أفياءُ الحياةِ بصدرِها

إلاَّ   مِن الآلامِ والأتعابِ

وعلى شِفاهِ الرَّيحِ لَعثمةُ الصَّدى

عنها   تفوحُ بلهجةِ المُغتابِ

من   أين يخترقُ الخيالُ مجالَها

بنفوذهِ   السِّلبيِّ والإيجابي؟

هي   نُصْبُ مرمى الفِكْر يرصدُ نبضَها

هجسي…ويودعُها   مَلفَّ حِسابي

**    **  **

حيناً   تُساورُني الحقيقةُ خيفةً

مِن   فُرْطِ سِحْرِ جَمالِها الجذّابِ

لكنَّ   ذبذبةً مكهربةً حَوتْـ

ـها   أعينٌ شَفقيَّةُ الأهدابِ

أوحَتْ   إلى قلبي الْتقاطَ لحاظِها

بالدِّلِّ   قاصدةً بهِ إرهابي

بثَّتْ   بكلِّ «تردُّدٍ» نظراتِها

كي   تُجريَ التَّيارَ في أعصابي

لكنَّها   رغمَ التَّوغُّلِ في دمي

بدهائِها…انقلبتْ   على الأعقابِ

**    **  **

وأنا   الذي حملَ الطَّبيعةَ مهجةً

بشغافِ   روعةِ حُسنِها الخلاّبِ

خصبُ   السُّهولِ الحالماتِ مرافئي

وحدائقي   ومراتعي وشرابي

ما   زلتُ محتفظاً هُنا بطفولتي

وبراءتي   فيها وزهوِ شبابي

هذا   مُقامي لي حضورٌ دائمٌ

فيهِ   وما شَهِدَ الوجودُ غيابي

صنعاء _ الإثنين  3/7/2006م

 

 

وفود الشوق

أقولُ وقد أتيت…وشوق صنعا

يُرتِّلُ   مهجتي نَغَماً وسجعا

هنا عَرْف النبيِّ لَهُ   أريجٌ

يُصلِّى   بالنَّدى قصراً وجمعا

وفي   أُمّ القرى تغدو الأماني

مُلبِّيةً تطوفُ بها وتسعى

وكم أدَّتْ مناسكَها وحجّتْ

وفودُ   الشَّوقِ ظامئةً وجَوعى

يطوفُ بها الحنينُ   إذا استفاضت

بهِ عشراً مشاعرُها   وسبعا

وتأتي تستطيب بطيبةٍ   مِن

روائحِ أحمدٍ نشوى   ومُتعى

متى   جاءتْهُ زائرةً أناختْ

جوارحَها   لهُ ماءً ومرعى

ونادتْ يا أحبَّ الخَلْق   إنِّي

جعلتُ   هواكَ لي أهلاً ورَبْعا

**  **  **

حبيبي   كم تسابقتِ الأماني

إليكَ!…وكم   شَكَتْ صدّاً ومنعا

تظامئتِ   الشجونُ ولم تجدْ ما

تلوذُ   إليهِ غيرَ نداكَ نبعا

فجاءتْ بي إليكَ ولم تزلْ   في

تلظٍّ   لا يُحدُّ مداهُ قَطْعا

مسافاتٍ إليكَ تركتُ فيها

خُطى الآمال منهكةً   وصرعى

وأشواقٌ إليكَ مضَتْ   وظلَّتْ

بِبابِكَ لا تُطيقُ   إليَّ رُجعى

**  **  **

حبيبي…والحروفُ على حياءٍ

تحاولُ أن تنالَ لديكَ وضعا

فكم   أقحمتُها عبثاً فعادتْ

إلى   صدري تنوحُ بهِ وتنعى

أراها   في رحابِ نُهاكَ حيرى

يضيقُ   بها الأسى والعجزُ ذَرْعا

لِكَونِكَ فوقَ سدرةِ منتهاها

سماءً لا تُطالُ   ذراكَ وسعا

وشَأْوكَ فوقَ ما بلغتْ رُؤاها

وما ملأتْ بهِ   بصراً وسمعا

**  **  **

حبيبي   إنَّ بي ظمأَ الدَّوالي

لنائيةِ   الرُّبى ثَمَراً وزرعا

لَعلِّي   إنْ أنخْتُ رياحَ شوقي

بأحضانِ   الرِّمالِ أصبْتُ ضرعا

ولكنِّي وإنْ غَضبتْ دروبي

وجدْتُ السَّعيَ نحو مداكَ أدعى

**  **    **

أراني كلَّما اتَّقدتْ شجوني

وأشواقي   إليكَ تَحنُّ طبعا

تُقيِّدُني   الذُّنوبُ ويعتريني

شعورٌ   يقمعُ الأشواقَ قمعا

شعوري   بالذُّنوبِ على فؤادي

من   الخَجِلِ الذَّريعِ أشدُّ وقعا

أطلُّ   على الحبيبِ؟!..بأيِّ وجهٍ

أقامَ بهِ الأسى وَتْراً وشفعا

ملامحُهُ  تدلُّ على فؤادٍ

تمادى   في الهوى وأَسَاءَ صُنعا

وها   أنا ذا وفدتُ إليكَ صبّاً

بنى   آمالَهُ نَصْباً ورفعا

أتيتُ   إليكَ مُحتسباً لِعلِّي

أنالُ…وقد   يئستُ…لديكَ نَفْعا

ولي أملُ الشفاعةِ….فَلْتَكُنْ   لي

إذا وثَبتْ سهامُ الإثمِ دِرعا

وحسبي مِن معينِ هواكَ حبٌ

تسامى في الحشا أصلاً وفرعا

وقلبٌ ذاب حبُّكَ فيهِ حتَّى

أذابَ حشاهُ فيكَ دماً ودمعا

**  **    **

فكم   ضحكتْ ليَ الدُّنيا وما في

يديها   غيرُ ما عَرَفتْهُ «بقعا»[1]

تُخالِلُني بفتنتِها إلى   أنْ

تُرينيها   الحقيقةُ وجهَ أفعى

وإنِّي قد كفرتُ بكلِّ شيءٍ

عليها   واتَّخذْتُ هواكَ شَرعا

الخميس   27/3/2008م

المدينة   المنورة26/3/1429هـ

 

 

 

 

متن الجراح[2]

غادَرْتَنا لمّا رحلتَ   مُوِّدعا

وتركْتَنا   للحُزْنِ بعدكَ مَرتعا

معكَ   الحياةُ أخذتَها ورحلتَ لم

تتركْ   بها بصراً يُلَذُّ ومسمعا

والعيشُ   بعد غيابِ وجهِكَ موحشٌ

لم   يُبقِِ فيهِ الحزنُ شيئاً ممتعا

حتَّى   جوارحَنا تملًّكها الأسى

لم   يُبقِِ فيها للسعادةِِ موضعا

فإذا   بوجهِ العيدِ حلَّ مواسياً

بل   كان أولَ مَن بكاكَ ومَن نعى

فارقتَ   مجلسَنا الذي عَطُرتْ بهِ

أيامُنا…من   دونِ أن نتوقعا

أنَّا   سنكتبُ فيهِ متْنَ جراحِنا

سِيَراً   بعطرِ الذكرياتِ ومرجعا

**    **  **

ما   حالُ «صاحبهِ»(1) الذي ما كانَ في

حُسبانهِ   الأسبابُ أن تتقطعا؟

وافتْهُ   طارئةُ المفاجأةِ التي

ما   كانَأقساها عليهِ وأفجعا

صَلبتْ   عذارى الشوق تحت ضلوعهِ

وأرتْهُ   وجهاً للحقيقةِ أبشعا

غدَرتْ   بهِ الأيامُ وانتزعتْهُ مِن

لُغةِ   المواقيتِ المجيبةِ إن دعا

وتسربلَتْ   سِراً بلحظتِهِ التي

كم   عاشَ مشتاقاً لها مُتطلِّعا

حتَّى   إذا حَضَرتْهُ خائبةُ المنى

ملأَتْ   جوارحَهُ أسىً وتوجُّعا

وسرَتْ   بهِ الأشواقُ جامحةً إلى

مَن   نحو وجهِ اللهِ في دِعةٍ سعى

**    **  **

وأراهُ   مُلتحفاً بألفِ غَمامةٍ

يرتاد   مثوىً في السماءِ ومضجعا

طابتْ   منازلُهُ…وطابَ بذكرهِ

فيضاً   لأنهار الضياءِ ومنبعا

والموتُ   مدرسةُ الحياةِ مُلمَّةً

أسرارُها   بِذُرى العلومِ لِمَن وعى

الثلثاء   12/ذي الحجة/1432هـ

الموافق   8/11/2011م – صنعاء

وحيدٌ في صحبة الأسى

ضمّدي بالحنانِ قلباً وديعا

واحذري يا«حبيبتي» أن   يضيعا

أنا في الأربعين   لكنّ قلبي

لم يزلْ في هواكِ   طفلاً رضيعا

**  **  **

إيْهْ ..دكتورةَ   الهوى مَن لصبٍّ

ذاقَ زهوَ الحياةِ   سُمّاً نقيعا؟

ظلَّينئى   بحزنهِ عن زمانٍ

لم   يرَ القلبُ فيهِ شيئاً بديعا

كلَّما   لاحَ بارقٌ حلَّ عندي

دفئُ   ذكراكِ رغم جدْبي ربيعا

تنتشي   الزَّهرُ منهُ عطراً…وينسى

نفسَهُ   الدَّهرُ كالأمانى صريعا

**  **    **

بهجةُ   الدَّهرِ أنتِ لفظاً ومعنىً

فوق   أن ترتقي المكانَ الرَّفيعا

بلْسمَتْني   رُؤاكِ مِن حيثُ يعيا الـ

طبُّ   أن يُبرئَ الفؤادَ الوجيعا

هذهِ   كلُّها حكَايايْ إلاّ

أنَّها   لم تكنْ لقلبي شفيعا

**  **    **

عشتُ   في الحبِّ مفرداً…غير أني

حاملٌ   للأسى بقلبي جميعا

لا   تلومي من ليس يُؤيهِ قلبٌ

في   حناياهُ عاصياً أو مطيعا

وحدهُ   الحزنُ لي مُتاحٌ ويبقى

ما   سواهُ عليّ حصناً منيعا

غير   عينيكِ ما تمنَّيتُ يوماً

أنَّ   لي في الحياةِ رزقاً وسيعا

صنعاء – 18/4/2010م

 

 


 

مملكة الضوء

 إليه…أخاً وصديقاً استثنائياً.. ونهراً ثقافياً عذباً.وإنساناً مصابيح روحهِ

تستمد أضوائها من ألق السماء الإستاذ المتفرِّد/خالد عبدالله الرويشان

 في قبسةٍ ثقافية نفخ روحها في العاصمة العمانية(مسقط).

سِحْرٌ خرافيٌّ وفنٌ مُفْرِطُ

سكِرتْ بأكؤسهِ   النَّديَّةِ مَسْقطُ

وترنَّحتْ صنعاءُ   في ملكوتِهِ

تعلو بأجواءِ   القلوبِ وتهبطُ

ضوءاً لمحتُكَ فوقَ   عرشِبهائهِ

ملكاً يمدُّ يدِ   الجمالِ ويبسطُ

شاءتْكَ مملكةُ   الضياءِ لشأْوِها

روحاً   تعيشُ بهِ الحياةُ وتنشطُ

خلّدتَ   ذكركَ في العُلى فكأنَّهُ

قمرٌ   بأمصالِ النجوم مُحنَّطُ

ونذرتَ   نفسَكَ للثقافة فاتحاً

مُدناً   لها…والكونُ حولكَ مُحبَطُ

**  **    **

أقْرَرْتَ   خارطةَ الكواكبِ حسبما

رسمَ   العباقرةُ الذين!!..وخطَّطوا

أرأيتَ   كَمْ مجموعةٍ شمسيَّةٍ؟!

وكم   الأُلى شعراً لديكَ تأبَّطوا؟!

ها   أنت في أقصى اليمينِ!! وأنت في

أقصى   اليسار!!..وأنتَ ذا متوسِّطُ

ذُبحَ   الضُّحى في عُقْر دارِكَ شاخصاً

ودَمُ   الضُّحى المسفوكُ لا يتجلَّطُ

سيظلُّ   ضوءاً نازفاً في أعينٍ

عشواء   ظلَّتْ في الدُّجى تتخبَّطُ

إنَّ   الضُّحى لأشدُّ مِن أجفانِهم

حرصاً   عليكَ مِن الغبارِ وأحَوطُ

**  **    **

جاوزتَ   حدَّ المغرياتِ وفُقْتَ ما

تصبُو   إليهِ الأُمنياتُ وتَغبُطُ

مِن   مشرقِِ الآمالِ في المُهَجِ التي

لا   تشهدُ الَّليلَ اليؤوسَ وتقنطُ

أشرقتَ   صبحاً في ملامحِ وجهِهِ

فرَسٌ   يجولُ بهِ الرِّهانُ ومَربطُ

لم   يَلوِ خيطاً مِن حبالكَ مِغزَلٌ

أو   مِن نسيجِكَ قَبْلُ طرّزَ مِخيَطُ

**  **    **

صلّتْكَ   في الأسحارِ خاشعةُ المُنى

شعراً   نوافلُهُ أبرُّ وأقسطُ

وأتَتْكَ   صافنةُ الحروفِ يحفُّها

نورٌ   إلى كلِّ القلوبِ مُسلَّطُ

ها   أنتَ والآفاقُ مهجةُ عاشقٍ

وهواكَ   يغسلُ وجهَها ويُمشِّطُ

شاءتْكَ   صوفيَّ الفؤاد وشئتَها

ثمريَّةً   لِجنى المحبةِ تُسقِطُ

وترتكتَها   للزائفين حقيقةً

جذَّابةً،كمدَبلَجوها   ومغنطوا

هم   يقصفون عفافها بشتائمٍ

قد   شكّلوها بالوباءِونمّطوا

ولإنْ   رأوها عصمةً نبويةً

لاستبلسوها   في النفوسِ «وقرمطوا»

**  **    **

إن   صنَّفوا للإستقامةِ صورةً

رسموا   وجُوهَالإعوجاجِوأشططوا

هُم   مَن أسرُّوا في قَرارةِ غيِّهم

أن   يركبوا ظَهرَ الجنونِ ويمتطوا

هل   أغرقوا البحرَ الذي غَرِقتْ بهِ

أحلامُهم   مِن دون أن يتورّطوا؟

هَبْهم   فلاسفة الخرافةِ إنَّهم

قد   «أفلطوا» ما هذرموهُو«سقرطوا»

فاقرِأْ   سيوفَهمُ السلامَ فرُبما

سُلَّتْ   وأفقدها البكارةَ مِشرطُ

هيَ   تلكَ أوراقٌ.. وتلكَ حقائبٌ

والوزْرِ   ما بينَ النقائضِ يخلطُ

جبل   الشرق–مارس/ 2005م

 


 

 

 

لــغةُ الحنــين

 

 

لا تبتكر لغة

الحنين….

إلى

منافي الحزن

حتى لا تحنَّ

إلى الــرجـــــــوع.

إنَّ المسافةَ

لا يُطاق عبورُها

والوقت….

دربٌ مغلقٌ

يسري عليهِ

الحزن

من أقصى

الضلــوع

إلى

الضـلــــــــوع .

لا الشمس تغزلُ

للضُّحى

قلباً خرافيّاً

ولا

ليل الأسى

من فوق وجهِ

الأرضِ

تمحوهُ الشـمـــــــوع.

**  **  **

فاقْرِءْ براءَتكَ السلامَ

ولا تَكُنْ

مُتسلِّلاً

في غَفلةِ الأضواءِ

جامحةِ الطموح…

عن الظلامِ.

فالفجرِ مِن رَحِمِ العشايا

السُّودِ

يولَدُ ضاحكاً

لكنَّهُ

يسعى إلى فمها

طعاماً صائغاً

فيذوب

في أحشائِها…

زاداً

بلا ذوقٍ ورائحةٍ

ولا لونٍ

تُلامسُهُ الحواسُ

فتنتشي .

أو يَستصيغَ

رذاذَهُ

ظمأُ الحياة

فينطفي

ببخارهِ

ما في الحرارة من لظىً

والأُفْقُ في دمِها

هُلام.

فلقد

تلاشى كلُّ شيءٍ منهُ

حتى الصمتُ…،والأنواءُ…

والأطيافُ

لم تشهدْ لهُ همْساً

ولا لغةً

وإن رسمتْ

صحائفُها

لهُ شكلاً أصمّاً

أبكماً

في فهمهِ استعصتْ

حروف الطيف

واستغنى

عن التعبير…..

بالصمت…..الكلام

22/10/2010م –  صنعاء

 


 

في الَّلاوعي

كلَّما راهنتُ أعياني الرِّهانُ

وانقضى   العمرُ…وما آن الأوانُ

أن   يراني العيشُ مُخضَرَّ الرُّؤى

في   مناخٍ ليس يغشاهُ الهوانُ

كالرَّبيعِ   الطَّلْقِ حتَّى مرةً

تزهرُ   الأحلامُ فيها والحنانُ

**  **    **

أيُّها   الماضي الذي ودَّعتُهُ

ذكرياتٍ   ناءَ بي عنها الزَّمانُ

كلُّ   أيامي التي في ظلِّها

كان   يزهو الطيشُ بي والعنفوانُ

بِضعُ   أيامٍ كما لو أنَّها

والليالي   الغُرّ سبعٌ أو ثمانُ

**    **  **

ها   أنا للهمِّ دربٌ شائكٌ

يتلاشى   الخوفُ فيهِ والأمانُ

ليس   غيرُ الضِّيق لي مثوىً كما

لم   يَعُد للأنسِ في صدري مكانُ

لم   يَعُد في العيشِ شيءٌ مُفرِحٌ

أو   مسرَّاتٌ عجافٌ أو سمانُ

كلُّ   ما فيهِ غثاءٌ منتنٌ

وجراحٌ   مزمناتٌ واحتقانُ

نحنُ   نحيا واقعاً لم يَبقَ في

نهجهِ   عرضٌ ولا وجهٌ مُصانُ

أيُّ   ظلٍّ عادَ في أفيائنا

تعبقُ   الأنسامُ فيهِ والجنانُ؟

أيُّ   ظلٍّ عادَ فينا وارفاً

ما   لبؤسٍ فيهِ أو رجسٍ كيانُ؟

**    **  **

أين   أنتَ الآن يا حرفي الذي

لم   يَعُدْ يطريكَ سحرٌ أو بيانُ؟

صَعِّرِ   الخدَّ انحرافاً سافراً

حيثُ   لا يُجدي اعتدالٌ واتِّزانُ

أنتَ   في الَّلاوعْي أقوى حجةً

منكَ   في ما أنتَ بالمعنى مُدانُ

**    **  **

كلُّ   تلكَ الأوجِه الشوهاءُ مِن

قبلُ   لا يعتادُها إنسٌ وجانُ

لم   يجد شكلاً ومضموناً لها

بالشياطينِ   ارتباطٌ واقترانُ

أوجهٌ   سودٌ…زنوجٌ كلُّها

أو   قرودٌ رُبُّما أو تركمانُ

كم   وجوهٍ حاولوا تجميلَها

بمساحيقٍٍ   وأصباغٍ فشانوا

أنِفُوا   أن يعرقوا مِن غِيرةٍ

فاستلذُّوا   الخِزْيَ عنهُ واستكانوا

أيُّ   وجهٍ غُيِّرتْ بشرتُهُ

كيف   يَندى في مُحيَّاهُ الدهانُ؟

**    **  **

جاء   عصرٌ لم يَعُدْ في همَّتي

أنَّني   فيهِ شجاعٌ أو جبانُ

كلُّ   ما أعرفُهُ أنِّي هُنا

شاعرٌ   والكونُ حولي مهرجانُ

أعشقُ   الأشباحَ ظنّاً أنَّها

حينما   تجتاحُني حورٌ حِسانُ

لستُ   أدري أنَّني في عالمٍ

فاحشٍ   أقدسُ ما فيهِ الَّلعانُ

**    **  **

كلُّ   آفاقي فضاءٌ صاخبٌ

يتساوى   الغَيْمُ فيهِ والدُّخانُ

ما   الذي تُخفيهِ نفسي؟! ليس لي

في   الدُّجى المسحورِ«شمسٌ»أو«حصانُ»

ها   أنا بحرٌ غضوبٌ هائجٌ

ما   لأمواجي جماحٌ أو عنانُ

لي   مِن البركان أحشاءٌ…ومِن

كلِّ   إعصارٍ وبرقٍ لي لسانُ

ومن   الأنسام لي قلبٌ…ولي

من   عبيرِ الحُسْنِ طيْبٌ وافتتانُ

لي   أحاسيسُ الروابي…ينتشي

من   ندى وردي الشذى والأقحوانُ

أينما   يمَّمتُ شوقي حجَّ مِن

كلِّ   فجٍّ بالهوى نحوي أذانُ

ألْفُ «بلقيسٍ   وليلى» قاسمتْـ

ـها جنوني «غادةٌ»   و «الخيزرانُ»

**  **    **

يا   خُرافاتِ الهوى إنِّي هُنا

مثْلُ   كفٍّ صُفِّدتْ منهُ البنانُ

لم   يكن عيشي مجونيِّاً كمن

قبلُ   كان الَّلهوُ يحياهم وكانوا

ليس   إلاّ شاشةٌ سِحريَّةٌ

يرقصُ   الغلمانُ فيها والقيانُ

**    **  **

ما   الذي يبتزُّ منِّي خنجري

كلَّما   استلقى على صدري الطِّعانُ؟

عاجزٌ   تزهو الأماني في دمي

مثلما   تزهو على الغيد الجمانُ

آه…يكفي   يا خُرافاتِ الهوى

ما   سوى ربي عليكِ المستعانُ

صنعاء _ الجمعة – 26/5/2006م

 


 

صنعاء في الجزائر

 

شذى صنعاء يعبقُ في الجزائرْ

عبيراً   في القلوبِ وفي الخواطرْ

وانساماً   منرجسةً تجلَّتْ

صفاءً   في الوجوهِ وفي السرائرْ

هنا   شعبُ التوحُّدِ والتآخي

يعانقُ   موطنَ المليون ثائرْ

**    **  **

أيا   شعبَ الجزائر إنَّ صنعا

بما   تحويهِ مِن صِدقِِ المشاعرْ

أتتْ   تسعى مجنَّحةَ الأماني

إلى   ربْطِ الأُخوّةِ والأواصرْ

وما   صنعاءُ إلاّ نبض قلبٍ

حوى   حبَّ الأوائلِ والأواخرْ

نما   بَذْرُ الثقافةِ في حشاها

فأعشبَ   في النفوسِ وفي الضمائرْ

**    **  **

ومِن   صنعاء جئتُ إليكِ أشدو

بمهجةِ   عاشقٍٍ وبقلبِ شاعرْ

كأنَّا
والجمالُ يفيضُ سِحراً

بها…ما   بين مسحورٍ وساحرْ

أراني   اليوم صرت جزائريَّاً

إذا   صحَّ المجازُ ولستُ زائرْ

الجزائر –   1/2/2007م


 

 

 

تراتيل الصدى

صُبِّي على مُهجتي لحنَ الهوى..وكفى

ما   مَوسَقَ الوَجْدُ في قلبي وما عَزَفا

أَلُو..أَلُو..واستهلّتْ   ألفُ أغنيةٍ

في   مسمعِ القلبِ فارتجَّ الحشا شغفا

ترنيمةٌ   هاتَفَتْني ذات أمسيةٍ

سحريةٌ…هاجَ   منها القلبُ وارتجفا

يا   روعةَ المنطقِ المعسولِ كيفَ كوى

قلبي   …فأنكى جراحي كيُّهُ وشفى

**  **    **

كم   هَندسَتْني تراتيلُ الصَّدى حرماً

في   جوفهِ قد أقام الحبُّ واعتكفا

وكم   تشكَّلْتُ أبراجاً مكهربةً

لأِعيُنٍ   فصَّلَتْ روحي لها غُرفا

**  **    **

يا   كلَّ ذاتِ جمالٍ في مفاتنهِ

ذابت   رُؤى القلبِ سِحْراً..وانتهتْ سَلَفا

من   قبل أنْ تُدركَ الأشجانُ غايتَها

مِن   مشتهىً طالما قلبي إليهِ هفا

كم   سافرَ القلبُ في دربِ الجمال ولَمْ

يبلغْ   بهِ السَّعيُ نحوَ المُنتهى طَرَفا

ما   زالَ كالنَّجمِ لمْ يشهدْ لِرحلتهِ

مِن   منتهىً…أو رئَا للدَّربِ منتَّصَفا

**  **    **

لِي   أنْ أعاتبَ قلبي في مُحبَّةِ مَنْ

إنْ   ناوئتْهُ تصابى أَوْصَبَتْ رَهُفا

مَن   لي بِغيرِ فؤادي المستهامِ…متى

ما   أغرقتْهُ رياحُ المغرياتِ طفا؟!

كم   غاصَ بي في بحارِ الشَّوقِ فانكسرتْ

شراعُهُ   دونَ أنْ يستخرجَ الصَّدفا

نامتْ   عيونُ العشايا فيهِ وانفتحتْ

عيناهُ   للسُّهدِ ما نامَ الدُّجى وغفا

**  **    **

يا   رعشةً كَهْربَتْ روحي بذبذبةٍ

أحسَسْتُها   صُدفةً…ما أروعَ الصُّدفا

مُذْ   عطَّرَتْ هاتفي أصداءُ نغمتِها

ما   لامَسَ الكفَّ إلاّ باسمِها هتفا

رفقاً   بقلبٍ كوَتْهُ الأمنياتُ وقد

أقرَّ   إبعادَهُ حكمُ الهوى ونفى

**  **    **

إنِّي   مُدانٌ بِدعوى الحُبِّ..، مُتَّهمٌ

بكلِّ   ذنبٍ أتاهُ القلبُ واقترفا

وكلُّ   ذنبي هو الحبُّ الجريءُ فمن

يُفتي   بِحَدٍّ على من حَبَّ واعترفا؟

كلُّ   الحديثِ الذي في الحبِّ مُتَّفَقٌ

عليهِ…أبديتُ   رأْياً فيهِ مُختلفا

الحبُّ   كَونٌ من الأرواحِ عالَمُهُ

ما   فَكَّ أسرارَهُ عقلٌ ولا عرفا

الحُبُّ   خاماتُ أرواحٍ مُعتَّقتةٌ

بالطُّهرِ   لا تقبلُ التَّحليلَ والتَّلفا

**  **    **

يا   روضةً تُهتُ في أفياءِ فتنتِها

طفلاً   يُقدِّسُ فيها الَّلهوَ والتَّرفا

كم   لي أُعاقرُ أحلامي…ويشربُها

قلبي   الذي كلَّما قوَّمتُهُ انحرفا

أورقتُ   في الحبِّ آلاماً مُنَرجسةً

وفي   حنايايَ جرحٌ طالما نزفا

ضمَّدتُهُ   بالأماني البيضِ فاحترقتْ

أَحلامُ   عُمْري على لأْوائِهِ أسفا

**  **    **

مالي   أُأَبْجدُ أهوائي وأنثرُها

في   كلِّ وجهٍ على أطلالِها وقفا؟!!

ياءُ   «البدايةِ» تطويني وتنصبُني

رغمَ   انطوائي على أهدابِها أَلِفا

ياءُ   «البدايةِ» تُغريني وتمسخُني

أُفْقاً   لإعصارِها المجنونِ إنْ عَصَفا

**  **    **

يقتاتني   البحرُ أمواجاً…ويشربُني

رملُ   الصحارى…وأقتاتُ المدى كِسَفا

آوي   الفضاءآتِ أوكاراً مُلَغَّمةً

بالحبِّ   والعشقِ..لَوْ وجهُ الحياةِ صفا!!

أظمئتُ   في الحبِّ قلبي يا مُعذِّبتي

منذُ   استقاني هواكِ العذْبُ وارتشفا

جفَّتْ   ينابيعُ وُرْدي…كلَّما ظمئَتْ

نفسي…سقتْها   الأماني لوعةً وجفا

إذْ   لم أزلْ رغم ما في القلبِ من ظمأٍ

أحيا   بمجرى الهوى  سَهلاً ومُنعَطَفا

كَعُودِ   قَشٍّ أمامَ الفاتناتِ…إذا

أرسلْنَ   سيلَ جمالٍ نحوَهُ انجرفا

**  **    **

إياكِ   أنْ تجحدي حُبِّي وتَتَّهِمي

سِرِّي   الذي زالَ عنهُ الغيمُ وانكشفا

كُوني   بقلبي الذي يهواكِ واثقةً

بأنَّهُ   إن رمى لا يُخطئِ الهدفا

حسبي   وحسبُكِ حبٌّ إنْ توهّجَ في

قلبي   وقلبِكِ «نوراً» زادنا شرفا

الأربعاء   _ 30/4/2008م – صنعاء

 


 

 

يمُّ المخافات

لِما لانَ مِن صخرِ الحياةِ وما قسا

وما   لَمْ يزل«ثُلْثاهُ يمّاً مقوَّسا»

وثلثاهُ«موصولٌ»وثلثاهُ«عملةٌ

مُيَبْننةٌ»حاكتْ«   ريالاً مُفَرنَسا»

وما   ظلَّ تابوتاً على ظَهرِ لُجَّةٍ

تهدهدهُ…لا   غاص فيها ولا رسا

وما   زال في كفِّ الأعاصير مبحراً

يصارعُ   قلبَ الموج بالخوف مُوجِسا

إلى   أينَيا«يَمَّالمخافاتِ»تنتهي

بكَ   الرِّيحُ في دربِ المتاهاتِ«رَيْوَسَا»؟

تجرُّكَ   كفُّ الفجرِ حيناً مبكِّراً

وتأتي   بكفِّ الليل حيناً مغلِّسا

**  **    **

ستبقى   على أرجوحةِ الدهرِ عائماً

مكانَكَ   لم تَبْرحْهُ سجناً ومحبساً

تُهَوجِس   وهماً دربُهُ أنت مثلما

ترى   دربَكَ الوهمَ الذي لكَ هوجَسا

تجذَّرتَ   في وجهِ المنايا ولم تزلْ

فروعُك   تهذي كلَّما الجوُّ نسنسا

فنامت   بأعشاش العصافير وحشةٌ

تخالج   روضاً كان من قبلُ مؤنسا

وكلُّ   المداءات التي تألفُ الضُّحى

مقيماً   بها…في جوفها الليل عسعسا

يداهمُها   في الصَّدر طيراً وروضةً

ويكبتُها   في الظهر شطّاً ونورسا

ويحقنُ   شريانَ السعادةِ بالأسى

لِيظلمَ   منها كلُّ ما كان مشمسا

ويرصد   فيها ما نَمتْ من حدائقٍ

لِيرعى   مناشيراً عليها وأفؤسا

**  **    **

تعريتِ   من كلِّ المناخاتِ بعد ما

لكِ   المجدُ مِن بُرْدِ المفاخرِ قد كسا

لأن   التَّعرِّي مُوضةُ العصرِ حيثُ مِن

مزاياهُ   أن لا يشهدَ الحُسْنُ ملبسا

**  **    **

وها   أنتِ في أقصى العباراتِ حانةٌ

مجونيِّةٌ   قد عبَّها السُّكر واحتسى

تلوحين   في أيدي السكارى موائداً

مشبَّعةً   خمراً جراراً وأكؤسا

وفي   كلِّ حضنٍ دافئٍ كم ضمَمْتِ في

ذراعيكِ   أجساداً عطاشاً وأنُفسا

فكم   نزوةٍ جاعتْ إليكِ ورغبةٍ

فأشبعتِها   ضمّاً شهيّاً مؤبلسا

تُقبِّلهُ   الأشواق أشهى من المنى

وأطرى   مِن الأحلامِ وطْئاً وملْمسا

وكم   متعةٍ نشوى أسالتْكِ في الهوى

لُعاباً   كَمَن في نشوةِ الحُلْم أسلسا

هنا   لكَ بِنْتاً للهوى صرتِ بعد أن

تبنَّاك،   أولاك انتساباً وجنَّسا

**  **    **

هنيئاً   لكِ الحب الذي مدَّ ظلَّهُ

بصدرك   للعشاقِِ روضاً مفردَسا

وكي   لا تكوني عملةً صرتِ سلعةً

بكلِّ   مزادً…صرتِ أربى وأبخسا

**  **    **

ولا   تحسبيني إذ عشقتُكِ عاقلاً

فقد   كنتُ مجنونا بحبكِ مُهوَسا

عشقتُكِ   أُنثى صدرُها يُسكِر النَّدى

وترتادهُ   الأنسامُ فُلاًّونرجسا

عشقتُكِ   جسماً يرتدي الحُسْنَ حُلَّةً

وتَلبسهُ   الدنيا حريراً وسندساً

عشقتُكِ   روحاً يملأُ الكونَ بهجةً

بهِ   ألفُ صبحٍ في مداهُ تنفَّسا

عشقتُكِ   وجهاً فيهِ للضوءِ قِبْلةٌ

يحج   إليها الحبُّ فرضاً مقدسا

**  **    **

ولكنني   رغم احتراقي ظللتُ مِن

وراء   الَّليالي ظامئ الشَّوق مُفلسا

أعلَّلُ   نفسي بالتمنِّي…،تَتُوهُ بي

دهاليزُ   عُمْري في «لعلَّ وفي عسى»

فيمَّمتُ   نحو اليأس قلبي مخلِّفاً

لهُ   ملأ آفاقي رصيداً مكدَّسا

وما   زلتُ أطوي العمر سعياً وإنِّما

مع   الناسِ في دربِ المُعاناةِ والأسى

صنعاء   – 28/10/2010م

 

 

 

 

 

 

إستيحاء

 

صنعاء….

بين الشهقةِ الإولى

وآخر

زفرةٍ للوقتِ

استوحتْك

أنفاساً معطرةً

لأطيبِ نهدةٍ

عذراء…..

تداعبُ

روحَك العطشى

«بنهديها».

وتغزلُ طيفَكَ

المنسوجَ

مِن ضوءِ الأماني

الغرِّ

صَدراً عاطرَ

«النهدات».

فعش في نبضها

روحاً

وراوِدْ في حشاها

الأمنيات…..الخُضر

واحضن سحر فتنتها

بأحضان الحروف….

متى جاءتْكَ ظامئةً

تُراودْكَ الحياةُ

عن الحياة !!.

السبت _ 16/12/2006م


 

 

علامات مُراهِقة

ماذا؟!!وينفتحُ البابُ الذي انغلقا

ويوقظُ   الوهمُ في أحداقِنا الأرَقا

والليلُ   يُمطرُنا شوقاً ويزرعُنا

شوكاً…يُخنجِرُ   في أحشائِنا الغسقا

هذا   المساءُ الذي استرخى كطاغيةٍ

سَدَّتْ   ذراعاهُ في وجهِ الرُّؤى الأُفُقا

يحمرُّ   في مُلتقاهُ وجهُ كلِّ ضحىً

في   إثْرِ كلِّ اقترانٍ مُطلعاً شَفَقا

لا   الصبحُ يُدركُ أسرارَ الغروبِ ولا

عينُ   المغيبِ ترى الصُّبحَ الذي انفلقا

**  **  **

ماذا؟!!   وتمتدُّ خلفَ التَّيهِ أسئلةٌ

عمياءُ   فيها لسانُ الليلِ قد بَصَقا

حالُ   التَّساؤُلِ يبدو حالَ منكفئٍ

في   شاهقٍ كلَّما مَدَّ الخُطى انزلقا

كلُّ   العلاماتِ ما زالت مُراهقةً

أعيت   مفاهيمُها الإعياءَ والرَّهَقا

**  **  **

يا   أنتَ والشَّمسُ في عينيكَ قد ذبُلتْ

أسرارُها…والدُّجى   يستوطنُالحَدَقا

ها   أنتَ تستنفرُ الأطيافَ مُتَّخذاً

من   كلِّ طيفٍ براقاً ظلَّ منطلقا

أراكَ   تعبرُ أمواجَ الظَّلامِ إلى

مرافئ   الضَّوءِ طَرْفاً يعشقُ الألَقا

**  **  **

هذا   الذي كانتِ الآفاقُ جائعةً

مِن   حَولهِ…وهو لم يسدُدْ لها رَمَقا

ألقتْ   عليهِ الليالي مِن برازِخها

ما   يمنعُ الخطْوَ مِن أن تَهضُمَ الطُّرقا

لكنّهُ   ظلّ مشدودَ الفؤادِ إلى

أن   شقَّ بالحرفِ في جوفِ المدى نفقا

ومن   هُنا مرَّ ضوئيَّ الجبينِ وما

أحنى   لوجهِ الدُّجى رأساً ولا عُنقا

ولم   يزلْ حاملاً في كلِّ جارحةٍ

روضاً   من الحب غضّاً وارفاً غَدِقا

ينسابُ   مثل النسيمِ العذبِ رائحةً

تُضمّخُ   الكونَ عطراً ناضحاً عَبِقا

**    **  **

يا   آخر الَّليلِ قُل لِّلصبحِ إنَّ فمي

منذُ   افترقنا بغيرِ الضَّوءِ ما نَطَقا

كلُّ   المداراتِ لم تشهد بها لغتي

حرفاً   تسامى إلى أفلاكِها ورقى

مِن   تَمْتَماتِ الأماني في دمي انبثقتْ

هذي   الأغاني…ومنها حزنيَ انبثقا

تأكسَدَتْ   في رئاتِ الشِّعرِ أوردتي

لمّا   تنفّس منها الشِّعرُ وانتشقا

ظلّلتْ   تبادلُهُ الأنفاسَ إن شهقتْ

يزفرْ…وإن   زَفَرتْ في صدرهِ شَهَقا

كم   بوّأتْهُ تناهيداً وبوّأَها

هجساً…فما   زهقت منهُ ولا زهقا

مازال   في صدرها نبضاً..وما برحت

قلباً   لهُ بسوى الآلام ما خفقا

**  **  **

يا   للمُعاناةِ كم أروَتْ وكم شرِبتْ

مِن   مستهامٍ سقتْهُ بالمنى وسقى

لكنّها   كوجوهِ العصر ما عرفَتْ

بشاشةً…أو   تندّت مرَّةً عرقا

مثل   السياسة كم أغرت موائدُها

من   أنفسٍ…وتلظّتْ مهجةٌ شبقا

كم   لذَّةٍ تحتويها المغرياتُ وكم

مِن   ظامئٍ تاهَ في أفيائِها وشقى

كم   لحظةٍ من سنين العمر باسمةٍ

أَلْفيتُ   أفراحَ عمري بعدها مِزَقا

**  **  **

تلكَ   الرياحُ التي في النفس عاصفةٌ

منها   الأماني تلاشت في دمي غرقا

مالي   وما للأماني الظامئات؟!…فكم

ألْظتْ   فؤادي بنار الوجد فاحترقا

كم   لي أناجي ربيع الحب في ولهٍ

يكسو   غصون الهوى والزهر والورقا

لكنَّ   وهماً كذوباً ما عهدتُ لهُ

عهداً   وفياً ولا ديناً ولا خُلقا

ما   كان أجهلني عنهُ وأجهلهُ

إذْ   لم أثِقْ فيهِ حسباناً كما وثِقا

أغتالَ   ظنّي بصدقٍ كنتُ أُضمرُهُ

كذباً…فيا   ليت ذاكَ الظنَّ ما صدقا

آنستُهُ   والأماني البيض نائمةٌ…

والليل   في كلِّ عينٍ…مُوقظاً فَلَقا

والحلم   يركض خلف الوهم مُلتقطاً

أنفاسَهُ   مِلء صدرٍ بالأسى اختنقا

لكنّني   وشفاهُ الصبح موغلةٌ

في   خاطر الليل…مهَّدتُ الرؤى نسقا

وها   أنا في خِضَمِّ الليل مقتحمٌ

أعتى   الأعاصير للأخطار مخترقا

حتى   اغتصبتُ النجومَ البكر مُستلِباً

أضوائَها…ثم   شكّلتُ المنى فِرَقا

أبحرتُ   رغم احتشاد الليل مقتصداً

مرافئَ   الضوءِ…لا خوفاً ولا قلقا

يمَّمتُ   نحو الضحى قلبي وجئتُ بهِ

ديناً…بهِ   قد أدان القلب واعتنقا

الأحد   10/2/2008م _ صنعاء

 

دروبٌ شائكة

كان يسعى ولم تُطقْهُ الدروبُ

وهو مِن نفسهِ   إليها يؤوبُ

والمسافات   دونَهُ..لاالأقاصي

أبعدتْهُ…ولا   احتواهُ القريبُ

كلَّما صافحتْ   رُؤاهُ الليالي

مزَّق الحُزنُ   قلبَهُ والنَّحيبُ

كلُّ ما حولَهُ   فراغٌ جريحٌ

نافظٌ   كفَّهُ…وليلٌ كئيبُ

والفضاءاتُ حولهُ   كاشفاتٌ

صدرَها..وهو في   مداها يجوبُ

لا انتهى مغربٌ بهِ   عند فجرٍ

مثلما   شمسهُ احتواها الغروبُ

غُربةٌ   كلُّها حياتي…ومثلي

مُوطني   كلُّهُ كوجهي غريبُ

**    **  **

لي   مع الفجر موعدٌ…غير أنِّي

جئتُ   مِن حيثُ بَوْصَلتْني العيوبُ

كلَّما   حاولَ الشَّمالُ اجتذابي

نحوهُ   شدَّني إليهِ الجنوبُ

ها   أنا في حشا المدى نبض حرفٍ

دائخٍ   تستفيضُ منهُ الذُّنوبُ

يقتضي   الحُبَّ والمعاناةَ درباً

شائكاً…عن   شجونهِ لا يتوبُ

فلماذا   تعيثُ فيه الأماني

حيثُ   لا موطنٌ لهُ أو حبيبُ؟!

**    **  **

قُلتُ   للأمنياتِ يوماً تلاشَيْ

لم   يَعدْ في الحياةِ شيئٌ رغيبُ

صارت   الأرض غابةً في مداها

ينشرُ   الحقدُ بأسَهُ….والحروبُ

لا   سلامٌ في العيشِ مِن دونِ حربٍ

تحتَ   أوزارِها تعيشُ الشعوبُ

أنتهت   كلُّ رغبةٍ وانقضى ما

كان   دوماً تهفو إليهِ القلوبُ

24/3/2008م _   الرياض

 

 

 

أحـلامٌ مـؤرشـفه

في كلِّ معنىً أصاخَ الحرفُ لي وصغى

وما تجبَّرَ حرفٌ   مرةً وطغى

ولم يرَ اللاتناهي   أين مبلُغُهُ

منهُ…إلى ما   إليهِ الحرفُ قد بلغا

جاوزتُهُ والمدى   المفتوحُ منشغلٌ

عن منتهاهُ بشيءٍ   منهُ ما فرغا

الشرقُ يصرخ إنَّ   الشَّمسَ قد أفلتْ

والغربُ   يصدح إنَّ الفجر قد بزغا

شاخ   الزمانُ وما ابيضَّتْ نوائبُهُ

هل   شِبْتَ يا صبحُ؟..أم أنَّ الدُّجى صبغا؟

**  **    **

مِن   كلِّ أدغالِ عُمْري جئتُ مُحتضِناً

قلباً   تماهى لُجاجاً في الحشا ورغى

مستقرئاً   ما أقَرَّ الحزنُ من لغةٍ

في   دفَّتيهِ…وما منها الزمان لغى

**  **    **

ظلَّتْ   مشاريعُ أحلامي مؤرشَفةً

تطوي   ملفَّاتُها الأنماطَ والصِّيَغا

عنوانُ   أمسي ويومي واحدٌ، وغدي

سِيَّانَ   يأتي كعيدٍ أو كيوم وغى

عاش   ابتغائي وبغْيِِي توأماً فإذا

ألْزمتُ   بالزُّهد قلبي زاغ بي وبغى

نفسي   إلى كلِّ رجسٍ ذات موهبةٍ

والقلب   في نهجهِ العشقيِّ قد نبغا

فتَّشتُ   في صفحةِ الأحلامِ عن أملٍ

والدَّهرُ   فيها بختمِ اليأس قد دَمَغا

**  **    **

فانفذْ   بقلبكَ مأسوفاً عليكَ ولا

تسكنْ   بهِ جُحْرَ بُغْضٍ منهُ قد لُدغا

واغسلْ   فؤادَكَ سبعاً من تلوِّثهِ

فرُبَّما   فيهِ كلبُ الحبِّ قد ولغا

كل   الأفاعي التي أنْسَنْتَها زمناً

فصحَنْتُ   فيها ضميراً طالما لَثَغا

لا   تَتَّهمْني وحيداً إنَّ في جسدي

خصمينِ   بينهما الشيطانُ قد نزغا

الخميس   14/12/2006م _ صنعاء

 

سُحب التمنِّي

سِياطُ الدَّهرِ منْكِ عليَّ أحنى

وأرأفُ   منك بي لفظاً ومعنى

ظننتُ   هواكِ يُمطرُني حناناً

فأمطَرَ   مهجتي ضرباً وطعنا

فررتُ   من الزمانِ إليك خوفاً

إذا   بالخوف أكثر منكِ أمنا

وجئتُكِ   مُثَقلاً بالهمِّ لكنْ

وجدتُ   الهمَّ منكِ أخفَّ وزنا

**  **    **

دعي   قلبي يئنّ…فيا لِقلبي

إذا   جرحتْ « رُؤاكِ»القلبَ أنَّا

لأنَّ   « رُؤاكِ» أوَّل مَنْ أسالتْ

دمي   دمعاً…فأرهقني وأضنى

وأوَّل   مَنْ أضاقَ الأرضَ حولي

وفصَّلَتِ   الفضاءَ عليَّ سجنا

**  **    **

لماذا   تجرحين فُؤادَ مَنْ كَمْ

تغزَّلَ   في هواكِ وكمْ تغنَّى؟

لماذا تعزفين تنهُّداتي

مواويلاً   طربْتِ لها ولحنا؟

إذا   أرضاكِ تعذيبي فصوغي

أَنيني   كيفما تهوين فنَّا

فوجهُكِ   كُلَّ ما عشقتْ شُجوني

وما   حَلِمَ الفُؤادُ وما تمنَّى

**  **    **

حملتُكِ   فوقَ أجنحةِ اللَّيالي

مناماً   ما طَويتُ عليه جفنا

عشقتُكِ كالرُّبى   أزهى اخضراراً

وأنضرَ روعةً   وأرقَّ غصنا

وأشذى مِن عبيرِ   الوردِ عطراً

وأندى مِن خمائِلهِ   وأجنى

وأخصبَ واحةٍ   للحُبِّ :تغشى

أقاصي الروح   بهجتُها وأدنى

وبي ظمأ   الرِّمال…وكم سقتني

سحاب الذِّكريات   أسىً وغبنا

وما طلعتْ سُوى   سُحُبِ التمنِّي

ولم يُلْقِِ   الوئامُ عليَّ مُزْنا

27/2/2007م   _ صنعاء

 

 

                                            

نحــــنُ !!

قدري إما أغني أو أئنُّ

كيف   أخشى أنَّني لا أطمئنُّ؟

ربما   أحسنتُ ظنِّي حيثما

كان   أحرى بي بأنِّي لا أظنُّ

**    **  **

أنا   والأحزان في زنزانةٍ

كلما   فارقت حُزْناً حلَّ حُزْنُ

لن   أرى حريةً في موطني

أو   حياةً…وهو لي قبرٌ وسجنُ

للمآسي   ألف فنانٍ…ولي

موطنٌ   كلُّ المآسي فيهِ فنُّ

فلنعش   يا موطني موتى كما

شئتنا   في الأمس: نحنُ اليوم!!نحنُ

أكتوبر 2007م

 

 

عزفٌ على وتر الجراح

 

لَمْلِمْ جراحَكَ إنَّ عمرَكَ مثخَنُ

 

واكتُمْ   نواحَكَ إنَّ سرَّك معلَنُ

 

قُلْ   للتمنِّي إنَّ حظَّكَ عاثرٌ

 

مِن   غير ما يضنيك لا تتمكَّنُ

 

فكأن   وجهَكَ بُرج كلِّ شقاوةٍ

 

بسوى   الأسى والحزن لا تتكهَّنُ

 

ما نِلْتَ معنىً   غيرَ كَونِكَ شاعراً

 

أسمى معانيهِ   تُذَمُّ وتُلعَنُ

 

**    **   **

فابعثْ   أنينك في شغاف قصيدةٍ

عطشى   ،يُبرعُمها الأنينُ ويُغصِنُ

واعصرْ   شجونَ القلبِ بين ضلوعِها

شعراً   لهُ الدنيا تصيخُ وتذعنُ

ها   أنتَ في أقصى الجراح متيَّمٌ

والشوقُ   في دنياك جرحٌ مزمنُ

**  **    **

كلُّ   القصائد خُرَّدٌ لكنَّها

بِسُوى   جراحِ القلبِ لا تتزيَّنُ

فاتركْ لها كلَّ   المواجعِ إنَّما

تحلو الحياةُ بكلَّ   ما هو محزنُ

**    **  **

عزفٌ على وتر   الجراح…لحونُهُ

في كلِّ أوردةِ   الحياة يُدندِنُ

ينسابُ ضوءاً في   الوجودِلِكُلِّ ما

تحوي المشاعرُ   والرؤى يتضمَّنُ

والحُزْنُ دربُ   الراكضينَ وراءَ ما

تهفو النفوسُ   لهُ…جَلِيٌّ بَيِّنُ

**  **    **

واخفض   جناحَكَ للأحبَّةِ أينما

كانوا…،ومالَكَ   غيرُ خوفِك مأمنُ

قل   للذِّي يمَّمتَ قلبَكَ نحوهُ

دهراً…،وقلبُك   للمحبَّة موطنُ

مهما   تَباعَدْنا فذكرك لم يزل

يأوي   بأحشاء الفؤاد ويسكنُ

إن   أدمنتْني ذكرياتُ أحبتي

فأنا   لحُبِّك بالمقابلِ مُدمنُ

ما   كنتُ يوماً  في المحبةِ مُشركاً

إلاّ   لأني بالمحبَّة مُؤمنُ

17/12/2010م   _ صنعاء

 

 

 

 

 

 

« من أقصى الجراح»[3]

ودّعتُ مَن كانَ الوئامُ مُودِّعي

بوداعِها…، يا   نفسُ لا تتوقَّعي

شيئاً سُوى   الأحزانِ بعد حنانِها

يحتلُّ نبضي في   الوريدِ وأضلُعي

لا شيء لي غيرُ   المواجعِ خلَّفتْ

تقتاتُ أفراحَ   الحياةِ وترتعي

لم تتركِ الأيام لي   شيئاً سُوى

نيرانِ حزني في   الحشا وتوجُّعي

**  **    **

نهراً   أسالتْني الحياةُ وإنْما الـ

ـأكدارُ   مائي والمرارةُ منبعي

إن   جئتُ مِن أقصى جراح مشاعري

نصّاً   بديعاً…فالتحسُّر مُبدعي

**  **    **

من   يوم أن رحلَتْ مُوَّدعةً مضتْ

في   إثْرها الأيامُ سكرى لا تعي

يستلُّ   في وجهي النهارُ مخالباً

والَّليلُ   أنياباً تُحيط بمضجعي

تتناوشُ   الحسراتَ جائعةَ الحشا

قلبي   الجريح وتستحمُّ بمدمعي

**  **    **

أرضعتِني   حولين…لكنَّ الأسى

سيظلُّ   مُرتضِعي عليكِ ومُرضِعي

معكِ   الشُّجونُ ورحمةُ اللهِ الَّتي

تغشاكِ…والدُّنيا   ووحشتُها معي

في   ذمَّةِ الله الذي لم تسجدي

يوماً   لغيرِ جلالهِ أو تركعي

كم   قُمتِ في الأسحار قانتةً لَهُ

تدعينَهُ   في خشعةٍ وتضرُّعِ

ما   زالت الأذكارُ تلك تطوفُ في

عمري…وذكراها   تعطِّر مسمعي

**  **    **

أنَّى   اتَّجهتُ أراك ماثلةً،على

أعتابِ   تهيامي ووجهِ تطلُّعي

فكأنَّ   وجهَكِ روحُ كلِّ دقيقةٍ

في   نبض عمري تستثيرُ تولُّعي

أحيا   كنجمٍ في فضائكِ سابحٍ

ألقى   مغيبي في مداكِ ومطلعي

**  **    **

أوقفتُ   قلبي في هواكِ ممنهجاً

لكِ   واتخذتُكِ في المحبة مرجعي

فيكِ   انتهجتُ فرائضي ونوافلي

وعقائدي   ومذاهبي وتشيُّعي

عهداً   سيبقى ما حييتُ موثَّقاً

لك   في حشاشة صادقٍ لا مدَّعي

صنعاء-11/11/2010م

بعد وفاتها بثلاث سنوات وشهرين تقريباً   حيث

كان وفاتها في 30/8/2007م رحمها الله

 

 

 

              

 

               همس الشارع

كليل الساحل الذهبي…

يعيش العالم المخبوء

خلف الشمس

بين اللَّهوِ

واللَّعبِ.

خليجانِ…استمات البحر

بينهما…

هُنا في الضِّفة الأدنى

خليجٌ

ثائرُ الغضبِ…

وخلف الضفة الأخرى

خليجٌ كارتعاش الصمت

مرتجف الفؤاد…

وجسمٌ هادئ العصبِ.

ويبقى الرَّقمْ في «العشرين»

و«الإثنين والعشرين»

بين

الفعل والسَّبَبِ

خليجيّاً-خليجيّاً

كما شاءت رياضتُهم.

وجمهوراً

رياضيّاً…

كما تهوى سياستُهم.

وبين الكَرْت والمرمى

فريقانِ

بلا حَكَمٍ

وهدافٌ

بلا هدفٍ

وتصفيقات جمهورٍ

بلا أيدٍ!!

ولا هِممٍ !!

ويبقى دورُهُ

الإعلام

كفّاً صافعاً

بالخزيِّ

وجهَ العالم العربي.

وما في ذاك من عجبِ.

وهمس الشارع العربي.

ينادي…

إن هذا العصرَ

عصرُ الفنِّ والطربِ.

فلم أسمع سُوى

صوتي وصوتِكَ يا أخي

يعلو

بعصرٍ لم يَعُد

فيه صدىً يأتي

لصوت «أبي»!!

أبي……؟!!

وعن أيِّّ أبٍ تحكي؟!!

أبٍ في الأصلِ والنسبِ؟!!

أبٍ في الفخرِ والرُّتبِ؟!!

أبٍ في الشعر والأدبِ؟!!

أبٍ ظلَّت هويَّتُهُ

بدون اسمٍ…

بلا لقبِ؟!!

فهبني يا صديقَ العُمْر

أنّي في الحياة غبي.

أتحكي عن «أبي بكرٍ»

سواءً أو

«أبي لهبِ» .

وعن «حمالة الحطبِ».

وماذا عن «أبي الطيِّب» في بغداد؟!

هل مازال يسأل

عن

«فتى الفتيان في حلبِ»؟!!

وماذا عن «أبي تمام»

هل قامت قيامتهُ؟

ومازالت روايتهُ

مُقارِنةً تُحيِكُ الفَرْقَ

«بين السيفِ…والكتُبِ»؟

ومازالت حقيقتُها

تسير على

رُفاتِ الوهم

بين الصّدقِ والكذبِ .

هنا لم يبقَ

«حدُّ السيف

حدّاً

يا أبا تمام

بين الجدِّ والَّلعبِ».

لأن الرقص في «تكريت»

نجل العزف

في «يافا» وفي «حيفا»

وفي « سيناء»

و «النقبِ».

هنا لم يبق غير الموت

أضحى سيَّد الدنيا

ولسنا في طريق الموت…،

والنيران

إلاّ نقطةً سوداء.

من نفطٍ

توازي

قِشَّةً صفراء

من حطبِ.

فنمْ يا«ابْن أبي ريشة»

لا تحلم

بأنا سوف نبني منبراً

لم يتلُ غيرُ السيفِ

والأقلام

فيهِ

سورةَ الخُطَبِ

تحدَّثْ… إنّما

لن توقظَ الموتى

ولن تنفخ فينا الروح…

لا تعبثْ !!

أرِحْ وارتحْ من

التعبِ.

فلن نُبْعَثَ إلاّ

صبح يوم الحشر

أحياءاً

ولن نسمع…

لو يُبعَث فينا اليوم

ألفُ نبي .

وبعد الآن

يا « درويش»

لن تصرخ في الدنيا

«أنا عربي»

لن تصرخ بعد اليوم

من خجلٍ

«أنا عربي _ ­أنا عربي»

الثلثاء-30/11/2010م

 

 

 

 

تسبيح الحروف

حملتُكَ في الدَّين والمُعتقَدْ

نبيّاً   على مثلهِ يُعتمَدْ

بقلبي   رَوتْ عنهُ أخلاقُهُ

حديثاً   صحيحاً قويَّ السَّندْ

نبيّاً   وفي القلب محرابُهُ

فكم   قام في مهجتي! كم سجدْ

**  **    **

أقمتُ الحنايا لهُ   منبراً

فأضحى خطيباً بهِ   للأبدْ

تسبِّحُ في القلب   أسرارُهُ

وتتلو الدعاء الذي   لا يُردْ

**  **  **

فكم عاشَ روحاً   بأجسادِنا

كما عاشَ في كلِّ   روحٍ جسَدْ

فما غاب عن خاطري   لحظةً

فقد ذاب في خافقي   واتَّحدْ

مع كلِّ أفياءِ   كَينُونتي

سلاماً وظلاًّ طويل   الأمَدْ

**  **    **

أرى   الكونَ والخلقَ في شخصهِ

فإن   غابَ لم يبقَ حولي أحدْ

وما   كنتُ في صدرهِ لاعباً

ولكنَّهُ   موطني والبلدْ

يوليو   2007م _ صنعاء

 

 

 

من ملف الذكريات

 

إذا   لم تبلغي أملاً دعيهِ

إلى   أن تقدري أن تبلُغيهِ

وإن   ألقى الزمانُ عليك درساً

فدرس   الدهر أجدر أن تعيهِ

وإن   أضفى المساءُ عليكِ هماً

وأدَركْتِ   الفؤادَ يذوبُ فيهِ

رَثِي   مِن ذكرياتِ الأمسِ عِلْمَاً

تفيضُ   بهِ الهمومُ على بنيهِ

وكَونَ اليومِ كان   غداً لإمسٍ

وأمسَ غدٍ….وبعد   غدٍ يليهِ

وجوهُ الدهر ذاتُ   تقلباتٍ

وما في ذا لذلك من   شبيهِ

**    **  **

أرى قلبي إليكِ   يَحنُّ عِشقاً

ولم تصغي إليهِ   وتفقهيهِ

أحَلْتِ القلبَ   للأشجانِ سُوقاً

تبيعُ الشوقُ فيهِ   وتشتريهِ

وقلبي أنتِ أبلغُ   ما تمنّى

وأجملُ مَن يحبُّ   ويصطفيهِ

إلى عينيك تبعثُهُ الأماني

فتزجرُهُ اللحاظُ   وتزدريهِ

لديك القلبُ مُرتهَنٌ   بحبٍ

وحبُّكِ فيهِ…،لا   أملٌ يقيهِ

**    **  **

أُناشدُكِ الغرامَ   وما أنا في

دروبِ الحُبِ   بالرَّجُلِ النزيهِ

لقد ضاقَ الفؤادُ   بكلِّ سرٍّ

فيا لِسذاجةِ القلبِ   السفيهِ!!

فؤادٌ فيكِ جاوزَ   مبتغاهُ

كأقصىﺍ ما يريدُ   ويشتهيهِ

صنعاء-27/2/2007م

 

 

 

 

 

 

 

« معبد الحرف»[4]

 

كيف نُوفِيكَ قيمةً واحتسابا

يا فضاءً أعيا   مداهُ الشِّهابا

يا مداراً نراهُ في   كلِّ أُفْقٍ

مستضيفاً شمسَ   الضُّحى والسَّحابا

هذهِ الأرضُ أنتَ فيها محيطٌ

لم تَكُنْ قِيعةً   بها أو سرابا

كم   تحدَّرتَ غيمةً مِن عطورٍ

كلُّما   أمْطَرَتْ بها الكونُ طابا

يغمرُ   الأرضَ إنْ غشاها عبيرٌ

مِن   شذاهُ وديانَها والشَّعابا

تنتشي   مِن أريجهِ الزَّهرُ عطراً

مَوسميّاً   يأتي إليها انسيابا

والرَّياحينُ!! ما الرَّياحينُ   إلاَّ

بعض   ما فاضَ منهُ مِسكاً مُذابا

**  **    **

كم   تَجلّّيتَ في المداراتِ ضوءاً

يصهرُ الليلَ في الرُّؤى والضَّبابا

معبدُ الحرفِ بين جنبيكَ   يهوي

كلُّ حرفٍ إليهِ يرجو المتابا

يتهجَّاهُ كُلُّ حرفٍ صلاةً

ودُعَاءً مُستخلَصاً مُستجابا

هكذا   عِشتَ للقوافي سماءً

تتمنَّى   النُّجومُ مِنهُ اقترابا

**  **    **

يا أبا الحرفِ…هل   تَطلَّعت يوماً

أنْ يكونَ السُّؤالُ يوماً جوابا؟

أنْ   تكونَ النِّساءُ يوماً رجالاً؟

أو يكونَ الهِزارُ يوماً غُرابا؟

أن   يصيرَ النِّهارُ ليلاً؟! وتغدو

كلُّ مأْهولَةٍ على الأرضِ غابا؟

يا صديقي هذا التَّداعي   أرانا

كلَّ شيءٍ على   الحياةِ انقلابا

ما نُسمِّيهِ موطناً صارَ منفىً

والأخِلاَّءُ فيهِ   أضحوا ذئابا

**  **  **

آدميون؟!   قيلَ كانوا…ولكنْ

قبل   أنْ يكشفَ الزَّمانُ النِّقابا

قبل   أنْ يسلُكوا النَّقيضينِ دَرباً

يبدأُ   الذاهبونَ فيهِ الإيابا

يمتطونَ الظُّنونَ في كلِّ   صَوْبٍ

يستقِلُّونَ كلَّ وهمٍ رِكابا

يزرعونَ   الفضاءَ قمحاً ونخلاً

ويُحيلونَهُ سُفُوحاً خِصابا

يجمعونَ   البحارَ في نُصفِ كأسٍ

ومِن الأرضِ يمسحونَ التُّرابا

أدعياءَ الحقيقةِ اليوم   أعني

مَن   لَوَوا أذرعَ الحياةِ اغتصابا

مَن أبادوا السُّرورَ في   كلِّ قلبٍ

وأحالوهُ   حسرةً واكتئابا

مَن   أرادوا الضُّحى ظلاماً…ومَن لَوْ

كانَ   في وسعِهم لسدُّوا الرِّحابا

ضاقَ صدرُ الزَّمانِ   ذَرْعاً بِهمْ إذْ

صارَ   مِن رِجسِهم مُعاقاً مُصابا

**  **    **

ما   الذي صَحَّرَ الحياةَ ابتغاءً

أنْ   يرى العيشَ باطلاً وارتيابا؟

ها أنا ذا وأنتَ نغدو   خِماصاً

جائعيّالمُنى   ونمسي صَغابا

**  **    **

تلكَ   أوطانُنا التي ما رأَتْنا

نشتهي   نعمةً ونشكو عذابا

أرضعَتْنا   الهوى سِفاحاً فُكُنَّا

ذنْبَها   المَحْضَ نِيّةً وارتكابا

نحنُ   فيها عِبءٌ عليها سواءً

خطأً   كانَ عيشُنا أو صوابا

أوَ لَمْ تَقشَعرَّ مِنَّا   الليالي

في   حشاها وتَخْتَلِجْنا اضطرابا؟

**  **    **

فاحبسِ   الليلَ في حناياكَ حتَّى

لا ترى الحُبَّ فيكَ للهمِّ بابا

ضمِّدِ الآهَ واملأ الجُرحَ   مِلحاً

كلَّما الإِحتقانُ زادَ الْتهابا

نحنُ في العالَمِ الذي كلُّ   إلفٍ

فيهِ نحياهُ وحشةً واغترابا

عالمٍ   كلُّهُ غثاءٌ وقيءٌ

محتواهُ   أذىً يُعيفُ الكلابا

حَشْرَنَتْهُ النفوسُ في   كلِّ خُبْثٍ

مثلما تحشرُ الوحولُ الذُّبابا

لم   أُشِنْهُ مُغالياً…إنَّ أدنى

نَحو رِجسٍ كَرِجسِهِ أنْ يُعابا

**    **  **

كم   تأفَّفتُ منهُ لكنَّ شيئاً

داخلي زاجراً يُثيرُ العتابا

إنَّها آدميَّتي لم تَدعْني

في   يدِ الرِّيحِ مِعزَفاً أو ربابا

أصطفتْني قُدسيِّةُ الرُّوح   تاجاً

للمعاني…وللعباراتِ   «كابا»

لم   تَشأْ  لِي كَيْنُونتي أنْ تراني

عُملةً   في يدِ الهوى أو نِصَابا

**  **    **

لا   أنا يا أبي ولا أنتَ مِمَّنْ

يمنحونَ   الوعولَ ظُفْراً ونابا

كُنْ كما تُفهَمُ العناوينُ   حرفاً

أوْ فَكُنْ خِنجراً يقدُّ الرِّقابا

نحنُ   مَن تقرؤونَنَا جملةً في

شَطْرِ بيتٍ معصومةً أوْ كتابا

لا   يُرِعْكُم غيابُنا إنْ رَحَلنا

سوفَ نبقى مهما أطلْنا الغيابا

لَمْ تُشِخْنا شيخوخةُ الدَّهرِ حتَّى

رغم أنفِ الرَّدى   سنحيا شبابا

الأربعاء   20/12/2006م _ صنعاء

قبل أن تذبلي

 

مثلما حطَّمتْكِ كفُّ المشيئهْ

أورقَ   الحزنُ في العيونِ البريئهْ

إنَّما   الطُّهرُ لم يزل فيكِ نهراً

لم   تُدنسْهُ زلةٌ أو خطيئهْ

**  **    **

فامرحي   في الحياةِ إنَّ الأماني

تغمرُ   الرُّوحَ كالشُّموسِ المضيئهْ

واهنئي   في سعادةٍ بالذي لم

تستطعْ   خطفَهُ الأيادي المُسيئهْ

لا   تظلِّي مغلولةَ الرُّوحِ كي لا

تحرمي   لذَّةَ الحياةِ الهنيئهْ

**  **    **

فالقلوبُ   التي خلَتْ من حنانٍ

هيَ   لاشكَّ بالمآسي مليئهْ

والحياةُ   استماتةٌ فاركضي في

إثْرها   واسبقي خُطاكِ البطيئهْ

**  **    **

قبل   أنْ تَذبُلي مع الحُسْنِ…يقضي

أنْ   تكوني في كلِّ شيًّجريئهْ

واتركي   الإنفعالَ مُستبعَداً…،ما

كلُّ   ريحٍ تغشى الحياةَ الدَّنيئهْ

إنَّني   ظامئُ الفؤادِ فكُوني

أنتِ   لي شربةَ الحياةِ المُريئهْ

صنعاء 2/5/2010م

 

 

 

 

                

                 أُفـــول

للأمْسِ في نَومي وفي أرَقِي

في   خاطري عرشٌ مِن الورَقِ

بوَّأتُهُ   أحلامَ مملكةٍ

ورديَّةِ   الأبوابِ والطُّرُقِ

آنستُ   ناساًَ في غَيابتهِ

يستَلْيلُون   الصُّبحَ في أُفِقي

في   يمِّهم حطَّمتُ أشرعتي

ولم   أزل أشكو مِن الغرقِ

حاولتُ   أن أسعى وقد أفَلَتْ

أجوائُهم   عنِّي وعن شفقي

كانَ   المدى يجري وفي يدهِ

عشرون   سكِّيناً على عُنُقِي

**  **    **

يا   فِرقةَ الأضواءِ كم عزفَتْ

لحنَ   الضُّحى في النَّفْسِ من فِرَقِِ

درَّتْ   لها الأحلامُ فارتضعتْ

منها   حليبَ الشَّوقِِ والألَقِِ

ظلَّتْ   بها الدُّنيا مُراهقةً

تختالُ   في بخسي…وفي رَهَقي

تجتاحُني   مِن كلِّ جارحةٍ

روحاً   تذيبُ الشَّوقَ في حُرَقي

أهوائُها   ظلَّتْ كلاجئةٍ

تأوي   إلى صدري على قلقِِ

ترتادُني   سجناً…وتبحثُ في

جوفِ   المُنى في القلب عن نَفَقِِ

كالفجر   لم ينسلَّ من غسق

عبرَ   المَدى إلاّ إلى غسقِِ

**  **    **

يا   كلَّ أهواءِ السَّراب دعي

لي   ملَّةَ الأنسام واعتنقي

ما   شئتِ من دِينِ الرِّمال إلى

أن   تكفري بالرَّمل أو تثقي

إنِّي   لِكَي تجري وقفتُ هُنا

يا   ذكرياتِ العُمْر فانطلقي

الثلثاء-21/12/2010م-صنعاء

\

روضة المشتهى

 

ستغشاكِ أنسامُ روحي

مساءً…

صباحاً…

فتنفضُ عن قلبكِ العسجديِّ

المشبَّعِ بالحبِّ….

والحُزْنِ

ما شابَهُ مِن غبارِ الأنين.

وتمسح عن مقلتيكِ الدموع

التي خلَّفتْها…

جراحُ السنين.

غدا كلُّ ما حولنا

قاسياً

ولكن!

دعــــيه

فلا بد مهما قسا

أن يلين.

**  **  **

لعينيك ما أولمَ القلبُ

من لهفةِ الأمنياتِ

السكارى….

وللقلبِ أن يستضيفَكِ

في روضةِ المشتهى…

ويقتاتُ في نشوةٍ

من رياضك…

ما أولمتْهُ العيون.

ولي أنْ أُشَعوذَ منكِ

المساءات

طيفاً…

كما شعوذتني الشجون.

خذي ما تبقَّى

مِن الأُغنياتِ التي

ألْظتِ الشوقَ

في خاطرِ البوح…

واستسلمت…

للجنون!!

الأحد _ 2/5/2006م

 

 

 

 

 

برزخٌ من الودِّ

أُقاسي كما شاءَ الهوى أْن أُقاسيا

وأحسو   صدىً…بالودِّ لي كان حاسيا

أذبتُ المدى كأساً صَديّاً…أذابني

نبيذاً   غراميّاً وعشقاً «نواسيا»

**  **    **

لَكُم في الحشا بحرٌ من الودِّ لم تزل

أساطيلكم   تحتلُّ فيهِ المراسيا

إذا جاءكم عيدٌ أتيتُ مُهنِّئاً

وإن   جاءكم خطبٌ أتيتُ مواسيا

فما   أنا بالنائي ولا أنا بالذي

يواكبُ   أفراحَ الحياةِ مآسيا

**  **    **

فبيني   وما بين الأحبِّةِ برزخٌ

من   الودِّ يقضي أن أرى الودَّ قاسيا

ولو   كان فيما بيننا غيرُهُ لما

تماهيتُ   منسيَّ الجراحِ وناسيا

**  **    **

ولكنَّ   لي رغم المواجع مبدءاً

وقلباً   يُلينانِ الجبالَ الرَّواسيا

ومهما   تحاشاني الأحبَّةُ لم أزلْ

مُحبّاً   بأثوابِ الجمائل كاسيا

صنعاء-22/5/2010م

 

تحت الأقنعة

بينَ العشيَّةِ   والصَّباحِ

 

عزفٌ على وَتَر   الجراحِ

وعواصفٌ هميجيَّةٌ

 

تحتلُّ أوردةَ   الرِّياحِ

ومسارحٌ تكتضُّ أشـ

 

ـباحاً بأقنعةِ المِلاحِ

والأُفْقُ حانةُ   ماجنٍ

 

في ظِلِّ منهجهِ   الإباحي

والآدميةُ لعبةٌ

 

بين السِّياسةِ   والسِّلاحِ

ترتادُ ظِلَّ   قبائلٍ

 

بين العواصمِ   والضَّواحي

إنسانُها صُلُبَتْ   على

 

أعتابهِ لغةُ   الفلاحِ

فغدا كـ«ثالثِ   عالمٍ»

 

وكْراً بمنتجعٍ   سياحي

لم يبقَ غيرُ   هياكلٍ

 

للذُّلِ خافضةِ   الجناحٍ

ترضى بما جاد الكفا

 

فُ لها من الموت   المُتاحِ

ولَحِين يسكنُ   جرحَها

 

روحُ الإرادةِ   والكفاحِ

سيظلُّ يقرأُها   الصَّدى

 

والصَّمتُ مِن كلِّ   النَّواحي

 

 

الثلثاء   15/2/2011م_صنعاء

12 ربيع أول   سنـ1432هـ

 


 

 

المحتويات

م/ العنوان                رقم الصفحة

1. الأهداء …………………………………….

2.    معزوفة الأحزان …………………………….

3.    سلة المغريات ………………………………

4.    مازلنا نغني …………………………………

5.    أعماق الخطيئة ……………………………..

6.    وفود الشوق…………………………………

7.    متن الجراح ………………………………..

8.    وحيدٌ في صحبة الأسى ………………………

9.    مملكة الضوء ……………………………….

10. لغة الحنين   …………………………………

11.    في اللاوعي ……………………………….

12.    صنعاء في الجزائر …………………………

13.    تراتيل الصدى …………………………….

14.    يمُّ المخافات ……………………………….

15. استيحاء   ……………………………………

16.    علامات مُراهِقة ……………………………

17.    دروبٌ شائكة  ……………………………..

18.    أحلامٌ مؤرشفة …………………………….

19.  سُحب التمني ………………………………

20.    نحنُ ……………………………………..

21.    عزفٌ على وتر الجراح …………………….

22.    من أقصى الجراح…………………………..

23.    همس الشارع ……………………………..

24.    تسبيح الحروف ……………………………

25.    من ملف الذكريات …………………………

26.    معبد الحرف ………………………………

27.    قبل أن تذبلي ………………………………

28.    أُفول ……………………………………..

29.    روضة المشتهى ……………………………

30.    برزخٌ من الود …………………………….

31.    تحت الأقنعة ………………………………

32.  المحتويات ………………………………..

5

7

17

23

30

40

48

52

56

63

70

80

83

93

101

104

114

118

122

126

128

133

139

150

153

157

168

171

175

179

182

184

الشاعر في سطور

 

  • فيصل عبدالله أحمد البريهي.
  • تاريخ ومحل الميلاد:27/6/1967م 20 ربيع الأول /1387هـ في قرية الحمامي ، عزلة دمام ، مديرية جبل الشرق آنس ،محافظة ذمار.
  • متزوج وله سبعة أبناء( ثلاثة ذكور، وأربع إناث).
  • يعمل ضابط في القوات المسلحة اليمنية.
  • عضو إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.
  • عضو مجلس أُمناء بيت الشعر اليمني.
  • عضو مؤسِّسي لملتقا الأبداع الأسبوعي.
  • ذُكر في معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين ط2  2002م.
  • ذُكر في موسوعة أعلام اليمن ط1 للدكتور /عبدالولي الشميري.
  • صدر للشاعر:

1_ «أسرار الرماد» شعر بالفصحى.

2_ «روائح الصمت» شعر بالفصحى.

3_ « بسمة في شفاة الفجر» شعر بالفصحى.

4_ « بروق الخريف» شعر شعبي.

5_ «انتحار الزمن» شعر بالفصحى.

6- « عزفٌ على أوتار الجراح» شعر بالفصحى.

  • لهُ قيد الطبع:

1_ «أجراس القلوب» شعر (فصعمي).

2- « ومضات هاتفيه» بالفصحى ،وبالعامية.

3- « وللربيعِ طقوس أخرى» شعر بالفصحى.

4 – « العبور إلى مرافئ الضوء» شعر بالفصحى.

عنوان المؤلف

مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون- صنعاء

تـ( 371391-1-00967) جوال(777452202-00967)

E-mail: fa_borihi@hotmail.com



[1]_  كناية عن الدنيا.

[2]– مرثيةً في رحيل الصديق العزيز/ محمد سعد قيفي.

(1) – الأستاذ/ حسن عبدالله الشرفي.

[3][3]- في وفاة صاحبة الحضن الدافئ الذي ارتضعت منه المودة والحنان ونشأت في ظل عطفها وحنانها وأودع الله جنَّتي تحت أقدامها.

[4]– إلى الأستاذ الشاعر/ حسن عبد الله الشرفي في يوم عيد ميلاده.